responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3978
6158 - وَعَنْهُ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْعَبَّاسِ: " إِذَا كَانَ غَدَاةَ الِاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ حَتَّى أَدْعُوَ لَهُمْ بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا وَوَلَدَكَ " فَغَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ، وَأَلْبَسَنَا كِسَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَزَادَ رَزِينٌ: " وَاجْعَلِ الْخِلَافَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ " وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6158 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْعَبَّاسِ: " إِذَا كَانَ غَدَاةَ الِاثْنَيْنِ ") : بِهَمْزَةِ وَصْلٍ وَقَدْ عَدُّوا قَوْلَ الشَّاعِرِ:
وَكُلُّ سِرٍّ جَاوَزَ الإِثْنَيْنِ شَاعْ
لَحْنًا لِعَدَمِ اتِّزَانِهِ إِلَّا بِهَمْزِ الْقَطْعِ مَعَ أَنَّهُ قَدْ يَجُوزُ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ. (" فَائْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدَيْكَ ") : بِفَتْحَتَيْنِ وَبِضَمٍّ وَسُكُونٍ أَيْ: أَوْلَادَكَ (حَتَّى أَدْعُوَ لَهُمْ) ، أَيْ: لِلْأَوْلَادِ مَعَكَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَهُوَ كَذَا فِي التِّرْمِذِيِّ وَفِي جَامِعِ الْأُصُولِ وَبَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ لَكُمْ. اهـ. وَالْمَعْنَى حَتَّى أَدْعُوَ لَكُمْ جَمِيعًا (بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ وَوَلَدَكَ) ، أَيْ وَيَنْفَعُ بِهَا أَوْلَادَكَ. (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَغَدَا) ، أَيِ: الْعَبَّاسُ (وَغَدَوْنَا) ، أَيْ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَوْلَادِ (مَعَهُ) وَالْمَعْنَى فَذَهَبْنَا جَمِيعَنَا إِلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبْعَدَ شَارِحٌ فِي قَوْلِهِ أَيْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَأَلْبَسَنَا) ، أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمِيعًا أَوْ نَحْنُ الْأَوْلَادَ مَعَ الْعَبَّاسِ (كِسَاءَهُ) ، أَيْ: لِبَاسَهُ الْخَاصَّ عَلَى وَجْهِ الِاخْتِصَاصِ وَإِرَادَةِ الْإِخْلَاصِ (ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ ") ، أَيْ: أَوْلَادِهِ (" مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ") ، أَيْ: مَا ظَهَرَ مِنَ الذُّنُوبِ وَمَا بَطَنَ مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا إِلَّا عَلَّامُ الْغُيُوبِ (" لَا تُغَادِرُ ") ، أَيْ: لَا تَتْرُكُ تِلْكَ الْمَغْفِرَةُ (" ذَنْبًا ") ، أَيْ: غَيْرَ مَغْفُورٍ (" اللَّهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ) . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَزَادَ رَزِينٌ: " وَاجْعَلِ الْخِلَافَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ". (وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) . قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: أَشَارَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهُمْ خَاصَّتُهُ وَأَنْعَمَ بِمَثَابَةِ النَّفْسِ الْوَاحِدَةِ الَّتِي يَشْمَلُهَا كِسَاءٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّهُ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَبْسُطَ عَلَيْهِمْ رَحْمَتَهُ بَسْطَ الْكِسَاءِ عَلَيْهِمْ، وَأَنَّهُ يَجْعَلُهُمْ فِي الْآخِرَةِ تَحْتَ لِوَائِهِ، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ تَحْتَ رَايَتِهِ. لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَنُصْرَةِ دَعْوَةِ رَسُولِهِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ أَيْ: أَكْرِمْهُ وَرَاعِ أَمْرَهُ كَيْلَا يَضِيعَ فِي شَأْنِ وَلَدِهِ، وَهَذَا مَعْنَى رِوَايَةِ رَزِينٍ وَاجْعَلِ الْخِلَافَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ.

6159 - «وَعَنْهُ أَنَّهُ رَأَى جِبْرَئِيلَ مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّتَيْنِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6159 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (أَنَّهُ) ، أَيِ: ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ شَارِحٌ (رَأَى جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ) : رَوَى ابْنُ النَّجَّارِ «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْتُ لِأَبِي: أَمَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ. فَقَالَ لِي: أَهْوَ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا أَمِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قُلْتُ: هُوَ، قَالَ: فَارْجِعْ بِنَا فَرَجَعْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ؟ زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْكَ. قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، أَمَا إِنَّهُ حِينَ دَخَلْتُمَا قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْغُلَامُ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ: إِنَّهُ لَمَحَلٌّ لِلْخَيْرِ، قُلْتُ: يَا رُوحَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْهُ كَثِيرًا طَيِّبًا» اهـ. وَلَا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَهُ (أَحْسَنَ) يَحْتَاجُ إِلَى تَوْجِيهٍ حَسَنٍ وَتَأْوِيلٍ مُسْتَحْسَنٍ، وَهُوَ أَنَّهُ لَمَّا رَآهُ أَوَّلَ نَظْرَةٍ اسْتَحْسَنَهُ بِحَيْثُ إِنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ أَحْسَنُ كَمَا هُوَ مُشَاهَدٌ فِي الْمَرْئِيَّاتِ الْمُسْتَحْسَنَةِ أَوَّلًا، أَوْ لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ مُتَوَجِّهًا إِلَيْهِ مُنْبَسِطًا عَلَيْهِ، أَوْ لِعَدَمِ تَمْيِيزِ ابْنِ عَبَّاسٍ حِينَئِذٍ مَعَ الْمُنَاسَبَةِ الطُّفُولِيَّةِ الْمُشَابِهَةِ بِالصِّفَةِ الْمِلْكِيَّةِ الَّتِي كَأَنَّهَا عِلَّةُ الضَّمِّ مِنَ الْجِنْسِيَّةِ، وَإِلَّا فَجِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ يَظْهَرُ عَلَى صُورَةِ دِحْيَةَ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ كَانَ أَحْسَنَ صُورَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَدَعَا لَهُ) ، أَيْ: لِابْنِ عَبَّاسٍ (رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّتَيْنِ) . أَيْ مَرَّةً بِإِعْطَاءِ الْحِكْمَةِ أَوْ عِلْمِ الْكِتَابِ حِينَ ضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ، وَمَرَّةً بِتَعْلِيمِ الْفِقْهِ حِينَ خَدَمَهُ بِوَضْعِ مَاءِ وُضُوئِهِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

6160 - «وَعَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُؤْتِيَنِي اللَّهُ الْحِكْمَةَ مَرَّتَيْنِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6160 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (أَنَّهُ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُؤْتِيَنِي اللَّهُ الْحِكْمَةَ) ، أَيِ: الْعِلْمَ بِأُصُولِ الشَّرِيعَةِ وَفُرُوعِهَا (مَرَّتَيْنِ) أَيْ مَرَّةً بِلَفْظِ الْحِكْمَةِ، وَمَرَّةً بِعِبَارَةِ الْفِقْهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا فِي مَجْلِسَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3978
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست