responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3735
وَصَلَ وَلَحِقَ (بِذِرْوَةِ جَبَلٍ) : بِكَسْرِ الذَّالِ وَيَجُوزُ تَثْلِيثُهُ أَيْ: بِأَعْلَاهُ (لِكَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ، تَبَدَّى) أَيْ: تَبَيَّنَ وَظَهَرَ لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا) . مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِلْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ، وَهِيَ قَوْلُهُ: إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ نُصِبَ بِمُضْمَرٍ أَيْ: أَحَقَّ هَذَا الْكَلَامُ حَقًّا. (فَيَسْكُنُ) أَيْ: يَطْمَئِنُّ (لِذَلِكَ جَأْشُهُ) : أَوْ فَيَزُولُ لِذَلِكَ اضْطِرَابُ قَلْبِهِ وَقَلَقُهُ وَرَوْعُهُ وَفَزَعُهُ (وَتَقِرُّ) : بِكَسْرِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ تَسْكُنُ (نَفْسُهُ) أَيْ: مِنِ اضْطِرَابِهَا.

5843 - «وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، قَالَ: (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، فَجُئِثْتُ إِلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5] ، ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ) » . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5843 - (وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ) أَيِ: انْقِطَاعِهِ أَيَّامًا ثُمَّ حُصُولِهِ مُتَتَابِعًا (قَالَ: (فَبَيْنَا) : وَفِي نُسْخَةٍ: فَبَيْنَمَا (أَنَا أَمْشِي) أَيْ: فِي أَرْضِ مَكَّةَ بِنَاءً عَلَى إِطْلَاقِهِ، أَوْ فَوْقَ جَبَلِ حِرَاءٍ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ الْآتِي: حَتَّى هَوَيْتُ (سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجِئْتُ) : بِضَمِّ جِيمٍ وَكَسْرِ هَمْزٍ وَسُكُونِ مُثَلَّثَةٍ أَيْ: فَزِعْتُ وَخِفْتُ (مِنْهُ) أَيْ: مِنَ الْمَلَكِ (رُعْبًا) : بِضَمٍّ فَسُكُونٍ وَبِضَمَّتَيْنِ إِمَّا حَالٌ أَيْ: مُمْتَلِئًا رُعْبًا أَوْ مَرْعُوبًا كُلَّ الرُّعْبِ وَالرُّعْبُ: يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، أَوْ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ أَوْ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ، فَإِنَّ الْفَزَعَ انْقِبَاضٌ وَنِفَارٌ يَعْتَرِي الْإِنْسَانَ مِنَ الشَّيْءِ الْمُخِيفِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الْجَزَعِ، وَالرُّعْبُ: الِانْقِطَاعُ مِنِ امْتِلَاءِ الْخَوْفِ، كَذَا حَقَّقَهُ التُّورِبِشْتِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَتْبَاعِهِ، وَالْأَظْهَرُ عِنْدِي أَنَّهُ تَمْيِيزٌ مُؤَكَّدٌ، وَنَظِيرُهُ: {ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} [الحاقة: 32] (حَتَّى هَوَيْتُ) : بِفَتْحِ الْوَاوِ أَيْ: سَقَطْتُ وَنَزَلْتُ (إِلَى الْأَرْضِ فَجِئْتُ أَهْلِي) أَيْ: أَهْلَ بَيْتِي (فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي) أَيْ: دَثِّرُونِي وَثَقِّلُونِي مِنَ الزَّامِلَةِ، وَهُوَ ثَقْلُ الْمَتَاعِ، وَالتَّكْرِيرُ لِلتَّأْكِيدِ وَالتَّكْثِيرِ، (فَزَمَّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى؟ {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] : بِتَشْدِيدِ الدَّالِ وَالثَّاءِ أَيِ الْمُتَدَثِّرُ بِمَعْنَى الْمُتَزَمِّلِ الْمُتَثَقِّلِ، وَلِهَذَا قِيلَ مَعْنَاهُ: يَا أَيُّهَا الْمُتَلَبِّسُ بِأَعْبَاءِ النُّبُوَّةِ، وَالْمُتَحَمِّلُ بِأَثْقَالِ الرِّسَالَةِ (قُمْ) أَيْ: بِأَمْرِنَا، أَوْ دُمْ عَلَى الْقِيَامِ بِالطَّاعَةِ مُطْلَقًا، أَوْ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ الْمُسْتَفَادِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ - قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل: 1 - 2] وَلِذَا قِيلَ: إِنَّهُ أُمِرَ بِالْقِيَامِ لِلنُّبُوَّةِ وَهَذَا أَمْرٌ بِالْقِيَامِ لِلرِّسَالَةِ كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ: {فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] أَيْ: فَأَعْلِمِ النَّاسَ بِالتَّخْوِيفِ عَنِ الْعَذَابِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْوَاعِ الثَّوَابِ فَهُوَ مِنْ بَابِ الِاكْتِفَاءِ، أَوِ الِاقْتِصَارِ عَلَى الْإِنْذَارِ بِنَاءً عَلَى غَلَبَةِ الْكُفَّارِ وَعُمُومِ الْفُجَّارِ، {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 3] أَيْ: فَخُصَّ رَبَّكَ بِوَصْفِ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] أَيْ: مِنَ النَّجَاسَاتِ، وَيُؤْخَذُ مِنْهُ طَهَارَةُ الْبَاقِي عَنِ الْقَاذُورَاتِ بِالْأَوْلَى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قَصِّرْ ثِيَابَكَ عَلَى ذِكْرِ الْمُسَبَّبِ وَإِرَادَةِ السَّبَبِ، مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى التَّوَاضُعِ الْمُلَائِمِ لِلْعُبُودِيَّةِ الْمُنَاسِبِ لِمَا قَبْلَهُ مِنْ ظُهُورِ كِبْرِيَاءِ الرُّبُوبِيَّةِ. {وَالرُّجْزَ} [المدثر: 5] : بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا أَيِ: الشِّرْكُ وَالْعِصْيَانُ {فَاهْجُرْ} [المدثر: 5] أَيْ: فَاتْرُكْهُ، الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا اقْتِصَارٌ مِنَ الرَّاوِي إِذْ تَمَامُهُ {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ - وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: 6 - 7] (ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ) : بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيِ: اشْتَدَّ حَرُّهُ (وَتَتَابَعَ) . أَيْ: نُزُولُهُ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

5844 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، «أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ) . قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5844 - (وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ) : هُوَ مَخْزُومِيٌّ، أَخُو أَبِي جَهْلٍ شَقِيقُهُ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، وَاسْتُشْهِدَ فِي فُتُوحِ الشَّامِ. قَالَ الْعَيْنِيُّ: وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ. (سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ) ؟ ظَاهِرُهُ أَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ مُسْنَدِ عَائِشَةَ، وَعَلَيْهِ اعْتَمَدَ أَصْحَابُ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3735
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست