responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3720
5830 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يُكْثِرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5830 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يُكْثِرُ» ) : مِنَ الْإِكْثَارِ أَيْ: يَتَحَقَّقُ مِنْهُ كَثِيرًا (أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ) ": بِسُكُونِ الرَّاءِ أَيْ نَظَرَهُ (إِلَى السَّمَاءِ) أَيْ: كَانَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ حَالَ التَّكَلُّمِ تَرَقُّبًا لِجِبْرِيلَ، وَانْتِظَارًا لِوَحْيِ الْمَوْلَى، وَشَوْقًا إِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .

الْفَصْلُ الثَّالِثُ
5831 - عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ مُسْتَرْضَعًا فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ. قَالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
5831 - (عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ) : كَذَا فِي النُّسَخِ الْمُعْتَبَرَةِ وَالْأُصُولِ الْمُشْتَهِرَةِ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا فِي الْكَاشِفِ. وَفِي نُسْخَةٍ: عَنْ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ سَهْوُ قَلَمٍ، وَزَلَّةُ قَدَمٍ، وَقَلْبُ كَلَامٍ لِمَا فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ لِلْمُؤَلِّفِ: هُوَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى ثَقِيفٍ بَصْرِيٌّ، رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَعِدَّةٌ. (قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ) ، قَالَ النَّوَوِيُّ: هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ، وَيُرْوَى بِالْعِبَادِ. قُلْتُ: وَيُلَائِمُ الْأَوَّلَ اسْتِئْنَافُهُ الْبَيَانِيُّ بِقَوْلِهِ: (كَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ مُسْتَرْضَعًا) : بِفَتْحِ الضَّادِ وَقِيلَ بِكَسْرِهَا (فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ) ، أَيِ الْقُرَى الَّتِي عِنْدَ الْمَدِينَةِ (فَكَانَ) أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ) أَيِ: الَّذِي فِيهِ إِبْرَاهِيمُ (فَإِنَّهُ لِيُدَّخَنُ) . بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَفَتْحِ الْخَاءِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِسُكُونِ الدَّالِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَكَسْرِ الْخَاءِ، ثُمَّ بَيَّنَ سَبَبَهُ بِقَوْلِهِ: (وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا) : وَهُوَ أَبُو سَمِينٍ الْقَيْنُ، "، وَاسْمُهُ الْبَرَاءُ بْنُ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِكُنْيَتِهِ. قَالَ النَّوَوِيُّ: الظِّئْرُ بِكَسْرِ الظَّاءِ مَهْمُوزَةً الْمُرْضِعَةُ وَلَدَ غَيْرِهَا وَزَوْجُهَا ظِئْرٌ لِذَلِكَ الْمُرْضَعِ، وَالظِّئْرُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالْقَيْنُ: بِالْفَتْحِ الْحَدَّادُ، ثُمَّ الْجُمْلَتَانِ حَالِيَّتَانِ مُعْتَرِضَتَانِ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: (فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ) : وَالْمَعْطُوفُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: (فَيَأْخُذُهُ) أَيِ: ابْنَهُ (فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ. قَالَ عَمْرٌو) أَيْ: نَاقِلًا عَنْ أَنَسٍ خِلَافًا لِمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّهُ الرَّاوِي، فَإِنَّهُ مِنَ التَّابِعَيْنِ عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَقُولُهُ الْآتِي مَوْقُوفًا عَلَيْهِ، وَمُنْقَطِعًا عَمَّا قَبْلَهُ، (فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي ") مَحَطُّ فَائِدَةٍ فَائِدَتُهُ التَّقْرِيرُ لَأَنَّ أُمَّهُ جَارِيَةٌ، وَهِيَ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، أَهْدَاهَا الْمُقَوْقِسُ الْقِبْطِيُّ، صَاحِبُ مِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَوَلَدَتْ إِبْرَاهِيمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ (" وَأَنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ ") وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الرَّضَاعِ، أَوِ الْمُرَادُ بِهِ اللَّبَنُ، وَزَوْجَتُهُ الَّتِي أَرْضَعَتْ إِبْرَاهِيمَ أَمُّ بُرْدَةَ، كَذَا ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ بِذِكْرِ الْمَحَلِّ وَإِرَادَةِ الْحَالِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ أَيْ: فِي سِنِّ رَضَاعِ الثَّدْيِ، أَوْ فِي حَالَةِ تَغَذِّيهِ بِلَبَنِ الثَّدْيِ، (" وَإِنَّ لَهُ لِظِئْرَيْنِ ") أَيْ: لِمُرْضِعَتَيْنِ بَدَلَ وَاحِدَةٍ فِي الدُّنْيَا (" تُكْمِلَانِ ") : مِنْ بَابِ الْأَفْعَالِ وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ بَابِ التَّفْعِيلِ أَيْ: تُوَفِّيَانِ وَتُتَمِّمَانِ (" رَضَاعَهُ ") : بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتُكْسَرُ أَيْ: مُدَّةَ رَضَاعِهِ وَهِيَ الْحَوْلَانِ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ وَلَهُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ، وَقِيلَ: وَلَهُ سَبْعُونَ يَوْمًا فَتُرْضِعَانِهِ بَقِيَّةَ السَّنَتَيْنِ (" فِي الْجَنَّةِ ") . قَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ: وَهَذَا الْإِتْمَامُ، رَضَاعُ إِبْرَاهِيمَ، يَكُونُ عَقِيبَ مَوْتِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُتَّصِلًا بِمَوْتِهِ، فَيَتِمُّ فِيهَا رَضَاعَهُ كَرَامَةً لَهُ وَلِأَبِيهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
وَأَمَّا حَدِيثُ: لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، فَأَخْرَجَهُ الْمَاوَرْدِيُّ عَنْ أَنَسٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. وَرَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ مُرْسَلًا: لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ مَا رَقَّ لَهُ خَالٌ، وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَوُضِعَتِ الْجِزْيَةُ عَنْ كُلِّ قِبْطِيٍّ، كَذَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ جَلَالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3720
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست