responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3706
إِمَّا مِنَ الْجَوْدَةِ بِفَتْحِ الْجِيمِ بِمَعْنَى السَّعَةِ وَالِانْفِسَاحِ أَيْ: أَوْسَعُهُمْ قَلْبًا فَلَا يَمَلُّ وَلَا يَزْجُرُ مِنْ أَذَى الْأُمَّةِ وَمِنْ جَحْفَاءِ الْأَعْرَابِ، وَإِمَّا مِنَ الْجُودِ بِالضَّمِّ بِمَعْنَى الْإِعْطَاءِ ضِدِّ الْبُخْلِ أَيْ: لَا يَبْخَلُ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا مِنْ زَخَارِفِ الدُّنْيَا وَلَا مِنَ الْعُلُومِ وَالْحَقَائِقِ وَالْمَعَارِفِ الَّتِي فِي صَدْرِهِ، فَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَسْخَى النَّاسِ قَلْبًا، (وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً) ، بِسُكُونِ الْهَاءِ وَيُفْتَحُ أَيْ: لِسَانًا فَفِي الْقَامُوسِ: اللَّهْجَةُ اللِّسَانُ وَيُحَرَّكُ، وَكَذَا فِي الصِّحَاحِ. وَقَالَ فِي الدِّيوَانِ اللَّهَجَةُ: بِفَتْحَتَيْنِ اللِّسَانُ وَهِيَ الْفُصْحَى وَبِسُكُونِ الْهَاءِ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَفِي الْفَائِقِ: رُوِيَ فِي اللَّهْجَةِ فَتْحُ الْهَاءِ وَسُكُونُهَا وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اللَّهْجَةُ هَاءٌ سَاكِنَةٌ وَلَمْ يُعْرَفِ اللَّهْجَةُ (وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً) ، أَيْ: جَانِبًا وَطَبِيعَةً فَفِي النِّهَايَةِ يُقَالُ: فُلَانٌ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ إِذَا كَانَ سَلِسًا وَمُطَاوِعًا مُنْقَادًا قَلِيلَ الْخِلَافِ (وَأَكْرَمُهُمْ عَشِيرَةً) ، بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ فَتَحْتِيَّةٍ أَيْ: قَبِيلَةً، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ أَيْ: مُعَاشَرَةً وَمُصَاحَبَةً، وَقَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ: عِشْرَةً هَكَذَا هُوَ فِي التِّرْمِذِيِّ وَالْجَامِعِ ": صُحْبَةً، وَفِي الْمَصَابِيحِ الْعَشِيرَةُ أَيِ: الصَّاحِبُ: اهـ. وَفِيهِ نَظَرٌ إِذِ النُّسْخَتَانِ مَوْجُودَتَانِ فِي الشَّمَائِلِ وَغَيْرِهِ عَلَى مَا بَيَّنَاهُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً) أَيْ: أَوَّلَ مَرَّةٍ أَوْ فَجْأَةً وَبَغْتَةً (هَابَهُ) ، أَيْ: خَافَهُ وَقَارًا وَهَيْبَةً مِنْ هَابَ الشَّيْءَ إِذَا خَافَهُ وَأَقَرَّهُ وَعَظَّمَهُ، (وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً) : تَمْيِيزٌ (أَحَبَّهُ) ، أَيْ: بِحُسْنِ خُلُقِهِ وَشَمَائِلِهِ، وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ لَقِيَهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ بِهِ وَالْمَعْرِفَةِ إِلَيْهِ هَابَهُ لِوَقَارِهِ وَسُكُونِهِ، فَإِذَا جَالَسَهُ وَخَالَطَهُ بَانَ لَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَحَبَّهُ حُبًّا بَلِيغًا (يَقُولُ نَاعِتُهُ) أَيْ: وَاصِفُهُ عِنْدَ الْعَجْزِ عَنْ وَصْفِهِ (لَمْ أَرَ قَبْلَهُ) أَيْ: قَبْلَ وُجُودِهِ أَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ (وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . أَيْ فِي جَامِعِهِ وَفِي الشَّمَائِلِ.

5792 - وَعَنْ جَابِرٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسْلُكْ طَرِيقًا فَيَتْبَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ سَلَكَهُ، مِنْ طِيبِ عَرْفِهِ - أَوْ قَالَ: مِنْ رِيحِ عَرَقِهِ» - رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5792 - (وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسْلُكْ طَرِيقًا) . أَيْ: زُقَاقًا (فَيَتْبَعُهُ) أَيْ: فَيَعْقُبُهُ (أَحَدٌ إِلَّا عَرَفَ) أَيْ: ذَلِكَ التَّابِعُ (أَنَّهُ) أَيِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (قَدْ سَلَكَهُ) : ذَلِكَ الطَّرِيقَ (مِنْ طِيبِ عَرْفِهِ) : بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ فَفَاءٍ أَيْ: رَائِحَتِهِ، يَعْنِي يَتَكَيَّفُ هَوَاءُ ذَلِكَ الطَّرِيقِ بِكَيْفِيَّةِ الطِّيبِ مِنْهُ فَيُعْرَفُ مِنْهُ أَنَّهُ قَدْ سَلَكَ هَذَا الطَّرِيقَ (أَوْ قَالَ) أَيْ: جَابِرٌ (مِنْ رِيحِ عَرَقِهِ) : بِفَتْحَتَيْنِ فَقَافٍ شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي وَالْمَآلُ وَاحِدٌ، إِذِ الْمَقْصُودُ بَيَانُ طِيبِ عَرَقِهِ الْخَلْقِيِّ لَا طِيبِ عَرْفِهِ الْعَرْفِيِّ كَمَا سَبَقَ مِنْ أَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِطِيبِ الْعَرَقِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: هَذَا مِنْ خَصَائِصِهِ دُونَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

5793 - وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ: «صِفِي لَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً» . رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5793 - (وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ) ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ: عَنَسِيٌّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالنُّونِ، تَابِعِيٌّ، رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ (قَالَ: قُلْتُ لِلرُّبَيِّعِ) : بِضَمٍّ فَفَتْحٍ فَتَشْدِيدٍ (بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ) : بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ، صَحَابِيَّةٌ جَلِيلَةٌ (صِفِي) : أَمْرُ مُخَاطَبَةٍ مِنَ الْوَصْفِ أَيِ: انْعَتِي (لَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: يَا بُنَيَّ) : بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْمَكْسُورَةِ أَوِ الْمَفْتُوحَةِ تَصْغِيرُ شَفَقَةٍ وَمَرْحَمَةٍ (لَوْ رَأَيْتَهُ) أَيْ: نُورَ وَجْهِهِ وَطَالَعْتَ فِيهِ مُطَالَعَةً وَوَافَقَكَ الطَّالِعُ الْمَيْمُونُ وَالْبُخُتُ الْهَمَايُونُ (رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً) . أَيْ فِي وَجْهِهِ وَيَأْتِي مَعَ وَجْهِهِ، أَوِ التَّقْدِيرُ: فَكَأَنَّكَ رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً وَهُوَ أَظْهَرُ. (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3706
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست