responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3701
5783 - وَعَنِ الْبَرَّاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعْرٌ بَلَغَ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ» .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5783 - (وَعَنِ الْبَرَّاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرْبُوعًا) ، أَيْ: قَرِيبًا مِنْهُ، وَإِلَّا فَهُوَ أَطْوَلُ مِنْهُ (بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ) رُوِيَ مُكَبَّرًا وَمُصَغَّرًا، وَرُوِيَ مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ ثَانٍ لِكَانَ، وَمَرْفُوعًا عَلَى حَذْفِ الْمُبْتَدَأِ (لَهُ شَعْرٌ بَلَغَ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ) ، أَيْ: وَصَلَهَا. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيِّ فِي الشَّمَائِلِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ شَعْرُهُ دُونَ الْجُمَّةِ وَفَوْقَ الْوَفْرَةِ، وَالْجُمَّةِ مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ: مَا سَقَطَ عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ، وَالْوَفْرَةُ: شَعْرُ الرَّأْسِ إِذَا وَصَلَ إِلَى شَحْمَةِ الْأُذُنِ، وَلَعَلَّ اخْتِلَافَ الرِّوَايَاتِ بِاعْتِبَارِ اخْتِلَافِ الْحَالَاتِ. (رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ) ، أَيْ: فِيهَا خُطُوطٌ حُمْرٌ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَلَكِ. وَقَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ ثَوْبَيْنِ مِنَ الْيَمَنِ فِيهَا خُطُوطٌ حُمْرٌ وَخُضْرٌ، لَا أَنَّهُ أَحْمَرُ بَحْتٌ. وَقَالَ الْعَسْقَلَانِيُّ: هِيَ ثِيَابٌ ذَاتُ خُطُوطٍ. قَالَ مِيرَكُ: فَلَا دَلِيلَ فِيهِ لِمَنْ قَالَ بِجَوَازِ لُبْسِ الْأَحْمَرِ. أَقُولُ: وَلَوْ حُمِلَ عَلَى ظَاهِرِهِ، فَلَا دَلَالَةَ أَيْضًا إِذْ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ مِنْ بَابِ الِاخْتِصَاصِ، أَوْ قَبْلَ النَّهْيِ، أَوْ لِبَيَانِ الْجَوَازِ، فَيُفِيدُ أَنَّ النَّهْيَ عَنِ الْحُمْرَةِ لِلْكَرَاهَةِ لَا لِلْحُرْمَةِ. (لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ) . وَهُوَ أَيْضًا يُفِيدُ نَفْيَ الْمُسَاوَاةِ عُرْفًا (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ.
(وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ، وَكَذَا لِلثَّلَاثَةِ (قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ) : بِكَسْرٍ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ. فِي النِّهَايَةِ: اللِّمَّةُ مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ دُونَ الْجُمَّةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا أَلَمَّتْ بِالْمَنْكِبَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الْجُمَّةُ. (أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَعْرُهُ يَضْرِبُ) أَيْ: يَصِلُ (مَنْكِبَيْهِ، بِعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ) بِالرَّفْعِ (لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ) أَيْ: الْمَعْيُوبَيْنِ.

5784 - وَعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، مَنْهُوشَ الْعَقِبَيْنِ. قِيلَ لَسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ قِيلَ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ. قِيلَ: مَا مَنْهُوشُ الْعَقِبَيْنِ؟ قَالَ: قِيلَ لَحْمُ الْعَقِبِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5784 - (وَعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ) : بِكَسْرِ السِّينِ، تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ كُوفِيٌّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَلِيعَ الْفَمِ) . أَيْ: وَسِيعَهُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ غَايَةِ الْفَصَاحَةِ وَنِهَايَةِ الْبَلَاغَةِ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ أَيْ: عَظِيمَهُ هَكَذَا قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ. قَالُوا: وَالْعَرَبُ تَمْدَحُ بِذَلِكَ وَتَذُمُّ صِغَرَ الْفَمِ. (أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ) ، الْأَشْكَلُ: عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ مَا فِيهِ حُمْرَةٌ وَبَيَاضٌ مُخْتَلِطَةٌ، أَوْ مَا فِيهِ بَيَاضٌ يَضْرِبُ إِلَى حُمْرَةٍ (مَنْهُوشَ الْعَقِبَيْنِ) . بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ: مُفَرَّقَهُمَا عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ فِي الْمُهْمَلَةِ وَالْمُعْجَمَةِ (قِيلَ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ) . فِي الْقَامُوسِ: رَجُلٌ ضَلِيعُ الْفَمِ أَيْ: عَظِيمُهُ أَوْ وَاسِعُهُ، أَوْ عَظِيمُ الْأَسْنَانِ مُتَرَاصِفُهَا، وَالْعَرَبُ تَحْمَدُ سَعَةَ الْفَمِ وَتَذُمُّ صِغَرَهُ. (قِيلَ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ) بِفَتْحِ الشِّينِ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: تَفْسِيرُ سِمَاكٍ " أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ " وَهْمٌ مِنْهُ وَغَلَطٌ ظَاهِرٌ، وَصَوَابُهُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ، وَنَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَجَمِيعُ أَصْحَابِ الْغَرِيبِ، وَهُوَ أَنَّ الشَّكْلَةَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ وَهُوَ مَحْمُودٌ. (قِيلَ: مَا مَنْهُوشُ الْعَقِبَيْنِ؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ) . وَكَذَا التِّرْمِذِيُّ.

5785 - وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5785 - (وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ) : قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ الْكِنَانِيُّ، غَلَبَتْ عَلَيْهِ كُنْيَتُهُ، أَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَمَانِ سِنِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ وَاثْنَتَيْنِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي جَمِيعِ الْأَرْضِ، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ. (قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا) : احْتِرَازًا مِنْ كَوْنِهِ أَمْهَقَ (مُقَصَّدًا) . بِفَتْحِ الصَّادِ الْمُشَدَّدَةِ أَيْ: مُتَوَسِّطًا مُعْتَدِلًا. وَفِي النِّهَايَةِ هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِطَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ وَلَا جَسِيمٍ، كَانَ خُلُقُهُ يَجِيءُ بِهِ الْقَصْدَ مِنَ الْأُمُورِ، وَالْمُعْتَدِلُ الَّذِي لَا يَمِيلُ إِلَى أَحَدِ طَرَفَيِ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) . وَكَذَا التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ عَنْهُ، وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ فِيهَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «كَانَ أَبْيَضَ كَأَنَّمَا صِيَغَ مِنْ فِضَّةٍ» . وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَلِيٍّ: «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ» . وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِذَا وَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَكَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ» .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3701
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست