responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3693
عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللَّهِ» ، وَقَوْلُهُ: (يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ إِذَا جَاءَ وَقْتُهَا) ، اسْتِئْنَافُ تَعْلِيلٍ لِمَا سَبَقَ أَيْ: يُرَاقِبُونَ ذَلِكَ وَيُنْظُرُونَ سَيْرَهَا لِيَعْرِفُوا مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ، كَيْلَا يَفُوتَ عَنْهُمُ الصَّلَاةُ فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ لِبَيَانِ بَقِيَّةِ أَحْوَالِهِمْ بِقَوْلِهِ: (يَتَآزَّرُونَ) : بِتَشْدِيدِ الزَّايِ أَيْ. يَشُدُّونَ آزَارَهُمْ (عَلَى أَنْصَافِهِمْ) ، أَيْ مِنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ: عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، أَوْ يَشُدُّونَ مَعْقِدَ السَّرَاوِيلِ وَالْمُرَادُ مُبَالَغَتُهُمْ فِي سَتْرِ عَوْرَتِهِمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (عَلَى) . بِمَعْنَى (إِلَى) أَيْ أَنَّ أُزُرَهُمْ إِلَى أَنْصَافِ سُوقِهِمْ. قَالَ الطِّيبِيُّ فِيهِ إِدْمَاجٌ بِمَعْنَى التَّجَلُّدِ وَالتَّشَمُّرِ لِلْقِيَامِ إِلَى الصَّلَاةِ، لِأَنَّ مَنْ شَدَّ إِزَارَهُ إِلَى سَاقِهِ تَشَمَّرَ لِمُزَاوَلَةِ مَا اهْتَمَّ بِشَأْنِهِ، أَوْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنِ التَّوَاضُعِ، كَمَا أَنَّ جَرَّ الْإِزَارِ كِنَايَةٌ عَنِ الْكِبْرِ وَالْخُيَلَاءِ، (وَيَتَوَضَّئُونَ) أَيْ: وَيَصُبُّونَ مَاءَ الْوَضُوءِ (عَلَى أَطْرَافِهِمْ) ، أَيْ عَلَى أَمَاكِنِ الْوُضُوءِ وَيُسْبِغُونَهَا (مُنَادِيهِمْ) أَيْ: مُؤَذِّنِهِمْ (يُنَادِي فِي جَوِّ السَّمَاءِ) أَيْ: فِي مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ مِنْ مَنَارَةٍ وَنَحْوِهَا (صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ وَصَفُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ سَوَاءٌ) ، أَيْ فِي كَوْنِهِمْ كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ. قَالَ الطِّيبِيُّ: شَبَّهَ صُفُوفَهُمْ فِي الْجَمَاعَاتِ بِسَبَبِ مُجَاهَدَتِهِمُ النَّفْسَ الْأَمَّارَةَ وَالشَّيْطَانَ بِصَفِّ الْقِتَالِ وَالْمُجَاهَدَةِ مَعَ أَعْدَاءِ الدِّينِ، وَأَخْرَجَهُ مُخْرَجَ التَّشَابُهِ فِي التَّشْبِيهِ، إِيذَانًا بِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مُشَبَّهًا وَمُشَبَّهًا بِهِ، بَلْ أُخِّرَ ذِكْرُ صَفِّ الصَّلَاةِ لِيَكُونَ مُشَبَّهًا بِهِ لِكَوْنِهِ أَبْلَغَ (لَهُمْ بِاللَّيْلِ دَوِيٌّ) : بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ أَيْ صَوْتٌ خَفِيٌّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ (كَدَوِيِّ النَّحْلِ، هَذَا لَفْظُ الْمَصَابِيحِ، وَرَوَى الدَّارِمِيُّ مَعَ تَغْيِيرٍ يَسِيرٍ) : قُلْتُ: كَانَ الْأَوْلَى إِيرَادُ لَفْظِ الدَّارِمِيِّ، فَإِنَّهُ مِنْ أَجَّلِ الْمُخَرِّجِينَ، وَنَقْلُهُ أَكْمَلُ عِنْدَ الْمُحَدِّثِينَ.

5772 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ، مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: صِفَةُ مُحَمَّدٍ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ. قَالَ أَبُو مَوْدُودٍ: وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَوْضِعُ قَبْرٍ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5772 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ) : خَبَرُ قَوْلِهِ (صِفَةُ مُحَمَّدٍ) أَيْ: نَعْتُهُ وَجُمْلَةُ قَوْلِهِ: (وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ) عُطِفَ عَلَى الْمُبْتَدَأِ أَيْ وَمَكْتُوبٌ فِيهَا أَيْضًا أَنَّ عِيسَى يُدْفَنُ مَعَهُ. قَالَ الطِّيبِيُّ: هَذَا هُوَ الْمَكْتُوبُ فِي التَّوْرَاةِ أَيْ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ كَيْتَ وَكَيْتَ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ، أَوِ الْمَكْتُوبُ صِفَةُ مُحَمَّدٍ كَذَا، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ. (قَالَ أَبُو مَوْدُودٍ) : وَهُوَ أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ مَدَنِيٌّ ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ، وَقَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُدْنِيُّ، رَأَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَسَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَعُثْمَانَ بْنَ ضَحَّاكٍ، وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَالْعَقِبِيُّ وَكَامِلٌ، وَثَّقُوهُ، تُوُفِيَ فِي إِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي بَابِ فَضَائِلَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ (وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَيْتِ) أَيْ: فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ (مَوْضِعُ قَبْرٍ) ، فَقِيلَ: بَيْنَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ الصَّدِّيقَيْنِ وَهُوَ الْأَقْرَبُ إِلَى الْأَدَبِ، وَقِيلَ بَعْدَ عُمَرَ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ، فَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ: وَكَذَا أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ دَخَلَ الْحُجْرَةَ، وَرَأَى الْقُبُورَ الثَّلَاثَةَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقَدَّمٌ، وَأَبُو بَكْرٍ مُتَأَخِّرٌ مِنْهُ رَأْسُهُ تُجَاهَ ظَهْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَأْسُ عُمَرَ كَذَلِكَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ تِجَاهَ رِجْلَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَقِيَ مَوْضِعُ قَبْرٍ وَاحِدٍ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ وَقَدْ جَاءَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ لُبْثِهِ فِي الْأَرْضِ يَحُجُّ وَيَعُودُ، فَيَمُوتُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَيُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُدْفَنُ فِي الْحُجْرَةِ الشَّرِيفَةِ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ فَيَبْقَى هَذَانِ الصَّحَابِيَّانِ الْكَرِيمَانِ مَصْحُوبَيْنِ بَيْنَ هَذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ الْعَظِيمَيْنِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3693
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست