responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3691
5769 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةً مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّيَ أَبِي وَخَلِيلُ رَبِّي. ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5769 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةً) بِضَمِّ الْوَاوِ جَمْعُ وَلِيٍّ (مِنَ النَّبِيِّينَ) قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ أَيْ: أَحِبَّاءُ وَقُرَنَاءُ هُمْ أَوْلَى بِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ (وَإِنَّ وَلِيِّيَ أَبِي) : يَعْنِي بِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ " وَقَدْ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: (وَخَلِيلُ رَبِّي) . خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ لِأَنَّ (ثُمَّ قَرَأَ) أَيْ: اسْتِشْهَادًا {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} [آل عمران: 68] أَيْ: فِي زَمَانِهِ وَمَا بَعْدِهِ، إِذْ كُلُّ مَنْ جَاءَ مِنْ بَعْدِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ هُوَ مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَتْبَاعِهِ فِي أَصْلِ التَّوْحِيدِ وَتَجْرِيدِ التَّوَكُّلِ وَتَفْوِيضِ التَّفْرِيدِ، {وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68] أَيْ: خُصُوصًا وَعُمُومًا. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: وَفِي كِتَابِ الْمَصَابِيحِ: وَإِنَّ وَلِيِّيَ رَبِّي وَهُوَ غَلَطٌ، وَلَعَلَّ الَّذِي حَرَّفَ هَذَا دَخَلَ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} [الأعراف: 196] وَالرِّوَايَةُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا هُوَ الصَّوَابُ. قَالَ الْمُظْهِرُ: لَوْ كَانَ كَمَا ذَكَرَهُ التُّورِبِشْتِيُّ لَكَانَ قِيَاسُ التَّرْكِيبِ أَنْ يَكُونَ وَلِيِّيَ أَبِي خَلِيلُ رَبِّي مِنْ غَيْرِ وَاوِ الْعَطْفِ الْمُوجِبِ لِلْمُغَايَرَةِ، وَبِإِضَافَةِ الْخَلِيلِ إِلَى رَبِّي لِيَكُونَ عَطْفَ بَيَانٍ لِأَبِي. أَقُولُ: لَوْ كَانَ عَلَى خِلَافِ قَوْلِ الشَّيْخِ، لَكَانَ حَقُّ الْعِبَارَةِ إِضَافَةَ الْخَلِيلِ إِلَى ضَمِيرِ رَبِّي.
قَالَ الطِّيبِيُّ: وَالرِّوَايَةُ الْمُعْتَبَرَةُ كَمَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ، وَجَامِعِ الْأُصُولِ، وَكَذَا فِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَيْضًا لَوْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ " خَلِيلَ رَبِّي " عَطْفُ بَيَانٍ بِلَا وَاوٍ، لَزِمَ حُمُولُ كَوْنِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبَا النَّبِيِّ وَوَلِيَّهُ فَأَتَى بِهِ بَيَانًا، وَإِذَا جُعِلَ مَعْطُوفًا عَلَيْهِ لَزِمَ شُهْرَتُهُ بِهِ، وَالْعَطْفُ يَكُونُ لِإِثْبَاتِ وَصْفٍ آخَرَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى سَبِيلِ الْمَدْحِ، فَعَلَى مَا عَلَيْهِ الرِّوَايَةُ يَلْزَمُ مَدْحُهُ مَرَّتَيْنِ بِخِلَافِ ذَلِكَ، أَقُولُ: وَالْأَظْهَرُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْعَطْفَ لِتَغَايُرِ الْوَصْفَيْنِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} [الحجر: 1] فَإِنْ قُلْتَ: لَزِمَ مِنْ قَوْلِهِ: لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةٌ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَوْلِيَاءٌ مُتَعَدِّدَةٌ. قُلْتُ: لَا لِأَنَّ النَّكِرَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي مَكَانِ الْجَمْعِ أَفَادَتِ الِاسْتِغْرَاقَ أَيْ: أَنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَاحِدٍ وَاحِدٍ وَاحِدًا وَاحِدًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} [لقمان: 26] قُلْتُ: وَفِي تَنْظِيرِهِ نَظَرٌ ظَاهِرٌ إِذْ لَا مَحْذُورَ فِي كَوْنِ كُلِّ شَجَرَةٍ إِلَّا أَقْلَامٌ، بَلْ هُوَ الظَّاهِرُ الْمَطْلُوبُ فِي مَقَامِ الْمُبَالِغَةِ، بِأَنْ يَكُونَ أَغْصَانُ كُلِّ شَجَرَةٍ أَقْلَامًا. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . وَكَذَا أَحْمَدُ، وَهُوَ كَذَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ بِدُونِ قَوْلِهِ: ثُمَّ قَرَأَ إِلَخْ.

5770 - وَعَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: « (إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي لِتَمَامِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» رَوَاهُ فِي (شَرْحِ السُّنَّةِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5770 - (وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي لِتَمَامِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ» ) ، جَمْعُ مَكْرُمَةٍ خَصْلَةٌ يَسْتَحِقُّ الشَّخْصُ بِهَا أَنْ يَكُونَ كَرِيمًا، وَالْمُرَادُ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْأَحْوَالُ، وَلِذَا قُوبِلَ بِقَوْلِهِ: (وَكَمَالُ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ) . لِلْأُمُورِ الظَّاهِرَةِ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَالْأَقْوَالِ، وَالْمَحَاسِنِ جَمْعُ حَسَنٍ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ شَرِيعَتَهُ أَفْضَلُ الْأَفْعَالِ، وَطَرِيقَتَهُ أَكْمَلُ الْأَحْوَالِ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ أَيْ: أَرْسَلَنِي إِلَى الْعَالَمِ لِيُتَمِّمَ بِوُجُودِي مَكَارِمَ أَخْلَاقِ عِبَادِهِ، وَلِيُكْمِلَ مَحَاسِنَ أَفْعَالِهِمْ. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْإِضَافَةُ فِيهِمَا مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الصِّفَةِ إِلَى الْمَوْصُوفِ. قَالَ الرَّاغِبُ: كُلُّ شَيْءٍ يَشْرُفُ فِي بَابِهِ فَإِنَّهُ يُوصَفُ بِالْكَرَمِ قَالَ تَعَالَى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [ق: 7] ، {وَمَقَامٍ كَرِيٍمٍ} [الشعراء: 58] وَ {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة: 77] وَإِذَا وُصِفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، فَهُوَ اسْمٌ لِإِحْسَانِهِ وَإِنْعَامِهِ الْمُتَظَاهِرِ، وَإِذَا وُصِفَ بِهِ الْإِنْسَانُ اسْمٌ لِلْأَخْلَاقِ وَالْأَفْعَالِ الْمَحْمُودَةِ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْهُ، وَلَا يُقَالُ: هُوَ كَرِيمٌ حَتَّى يَظْهَرَ ذَلِكَ مِنْهُ اه. وَكَلَامُهُ يَنْظُرُ إِلَى أَنَّ الْعَطْفَ لِلتَّأْكِيدِ، وَمَا قَدَّمْنَاهُ أَوْلَى لِكَوْنِهِ مِنَ التَّأْسِيسِ وَالتَّقْيِيدِ لِلتَّأْيِيدِ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3691
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست