responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3537
عَدَنٍ وَعُمَّانَ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، اسْمُ بَلَدٍ بِالشَّامِ وَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ بِأَنَّ ذَلِكَ الْإِخْبَارَ عَلَى طَرِيقِ التَّقْرِيبِ لَا عَلَى سَبِيلِ التَّحْدِيدِ وَالتَّفَاوُتِ بَيْنَ اخْتِلَافِ أَحْوَالِ السَّامِعِينَ فِي الْإِحَاطَةِ بِهِ عِلْمًا. قَالَ الْقَاضِي - رَحِمَهُ اللَّهُ: اخْتِلَافُ الْأَحَادِيثِ فِي مِقْدَارِ الْحَوْضِ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدَّرَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ وَالتَّخْمِينِ، لِكُلِّ أَحَدٍ عَلَى حَسَبِ مَا رَوَاهُ وَعَرَفَهُ. (لَهُوَ) : بِضَمِّ الْهَاءِ وَيُسَكَّنُ وَاللَّامُ لِلِابْتِدَاءِ، أَيْ: لَحَوْضِي (أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ) ، وَلَعَلَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى الثَّلْجَ فِي أَرْضِ الشَّامِ (وَأَحْلَى) أَيْ: أَلَذُّ (مِنَ الْعَسَلِ بِاللَّبَنِ) أَيِ: الْمَخْلُوطِ بِهِ (وَلَآنِيَتُهُ) : جَمْعُ إِنَاءٍ، أَيْ: وَلَظُرُوفُهُ مِنْ كِيزَانِهِ وَغَيْرِهَا (أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَإِنِّي لَأَصُدُّ) أَيْ: أَدْفَعُ وَأَمْنَعُ (النَّاسَ) أَيِ: الْمُنَافِقِينَ وَالْمُرْتَدِّينَ (عَنْهُ) أَيِ: الْحَوْضِ (كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ) أَيِ: الرَّاعِي (إِبِلَ النَّاسِ) أَيِ: الْأَجَانِبِ (عَنْ حَوْضِهِ) أَيْ: صِيَانَةً عَنِ الْمُشَارَكَةِ وَالْمُحَافَظَةِ (قَالُوا) أَيْ: بَعْضُ الصَّحَابَةِ (أَتَعْرِفُنَا) أَيْ: تُمَيِّزُنَا مِنْ غَيْرِنَا (يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا) : بِالْقَصْرِ وَقَدْ يُمَدُّ وَهُوَ الْعَلَامَةُ، قَالَ تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ آثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] ، (لَيْسَتْ) أَيْ: تِلْكَ السِّيمَا (لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ) ; إِذِ الْمَقْصُودُ التَّمْيِيزُ بِمَنْزِلَةِ الْعِلْمِ (تَرِدُونَ) : بِكَسْرِ الرَّاءِ مِنَ الْوُرُودِ أَيْ: تَمُرُّونَ (عَلَيَّ غُرًّا) : جَمْعُ الْأَغَرِّ، وَهُوَ مَنْ فِي جَبْهَتِهِ بَيَاضٌ (مُحَجَّلِينَ) : بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ الْمَفْتُوحَةِ جَمْعُ مُحَجَّلٍ، وَهُوَ الَّذِي فِي يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بَيَاضٌ (مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ) : بِضَمِّ الْوَاوِ أَيِ اسْتِعْمَالِهِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْفَتْحِ، أَيْ: مَاءِ الْوُضُوءِ، وَنَصْبُهُمَا عَلَى الْحَالِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالسِّيمَا مَا ذُكِرَ مِنَ الْوَصْفَيْنِ ; فَهُمَا مِنْ مُخْتَصَّاتِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَإِنْ كَانَ الْخِلَافُ مَوْجُودًا فِي كَوْنِ الْوُضُوءِ هَلْ كَانَ لِسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَأُمَمِهِمْ أَوْ لَا؟ وَإِنَّمَا كَانَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَكَانَ أَيْضًا لِلْأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - دُونَ أُمَمِهِمْ، وَفِي هَذَا فَضِيلَةٌ عُظْمَى وَمَرْتَبَةٌ كُبْرَى لِلْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) . أَيْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

5569 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " «تَرَى فِيهِ أَبَارِيقَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ» ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5569 - (وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ) أَيْ: لِمُسْلِمٍ (عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: تُرَى) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ (فِيهِ) أَيْ: فِي حَوْضِي (أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) : لَعَلَّ اخْتِلَافَ الْوَصْفَيْنِ بِاخْتِلَافِ مَرَاتِبِ الشَّارِبِينَ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ (كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ) أَيْ: مِنْ كَثْرَتِهَا.

5570 - وَفِي أُخْرَى لَهُ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: سُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ، فَقَالَ: " «أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَغُتُّ، فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ» ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5570 - (وَفِي أُخْرَى لَهُ) أَيْ: وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِمُسْلِمٍ (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: سُئِلَ: أَيِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنَ السِّيَاقِ (عَنْ شَرَابِهِ) أَيْ: صِفَةِ مَشْرُوبِهِ (فَقَالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَغُتُّ) : بِضَمِّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَتُكْسَرُ وَبِتَشْدِيدِ الْفَوْقِيَّةِ، أَيْ: يَصُبُّ وَيَسِيلُ (فِيهِ) أَيْ: فِي الْحَوْضِ (مِيزَابَانِ) ، قَالَ الْقَاضِي - رَحِمَهُ اللَّهُ: أَيْ يَدْفُقُ دَفْقًا مُتَتَابِعًا دَائِمًا بِقُوَّةٍ، فَكَأَنَّهُ مِنْ ضَغْطِ الْمَاءِ لِكَثْرَتِهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ، وَأَصْلُ الْغَتِّ الضَّغْطُ وَالْمِيزَابُ بِكَسْرِ الْمِيمِ. وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى: بِفَتْحِهَا أَيْضًا مِنْ وَزَبَ الْمَاءُ أَيْ سَالَ، فَأَصْلُ مِيزَابٍ نِوْزَابٍ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِسُكُونِهَا وَانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَلَا يَظْهَرُ وَجْهُ فَتْحِ الْمِيمِ، فَفِي الْقَامُوسِ: أَزَبَ الْمَاءُ كَضَرَبَ جَرَى وَمِنْهُ الْمِيزَابُ، أَوْ هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، أَيْ: بُلِ الْمَاءَ، فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يُهْمَزَ الْمِيزَابُ وَأَنْ يُبْدَلَ هَمْزُهُ يَاءً، وَقَالَ أَيْضًا: وَزَبَ الْمَاءُ سَالَ وَمِنْهُ الْمِيزَابُ، أَوْ هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَمَعْنَاهُ بُلِ الْمَاءِ، فَعَرَّبُوهُ بِالْهَمْزِ ; وَلِهَذَا جَمَعُوهُ مَآزِيبَ. (يَمُدَّانِهِ) : بِضَمِّ الْمِيمِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، أَيْ: يَزِيدَانِ الْحَوْضَ فِي مَائِهِ (مِنَ الْجَنَّةِ) أَيْ: مِنْ أَنْهَارِهَا، أَوْ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي لَهُ فِي الْجَنَّةِ الْمُعَبَّرِ عَنْهُ بِالنَّهْرِ الْكَوْثَرِ (أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ) : بِكَسْرِ الرَّاءِ وَيُسَكَّنُ، أَيْ: مِنْ فِضَّةٍ، وَالْقَصْدُ بِهِمَا الزِّينَةُ بِاخْتِلَافِ لَوْنِ الْأَصْفَرِ وَالْأَبْيَضِ، لَا لِكَوْنِ الذَّهَبِ عَزِيزَ الْوُجُودِ هُنَاكَ قِيَاسًا عَلَى مَا فِي الدُّنْيَا، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِيزَابُ الذَّهَبِ مِنْ نَهْرِ الْعَسَلِ، وَمِيزَابُ الْفِضَّةِ مِنْ نَهْرِ اللَّبَنِ، أَوْ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَاءِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْعَسَلِ، أَوِ اللَّبَنُ يُخْلَطُ بِهِ فِي الْحَوْضِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست