responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3520
وَيَشْرَعُ (لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ) أَيْ: يَصِيرُ (ظَهْرُهُ، طَبَقًا وَاحِدًا) أَيْ: عَظْمًا بِلَا مَفْصِلٍ ; بِحَيْثُ لَا يَنْثَنِي عِنْدَ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ فَلَا يَقْدِرُ، وَالطَّبَقُ: فَقَارُ الظَّهْرِ وَاحِدُهُ طَبَقَةٌ، يَعْنِي صَارَ فَقَارُهُ وَاحِدًا ; فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الِانْحِنَاءِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى يَكْشِفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ شِدَّةٍ يَرْتَفِعُ دُونَهَا سَوَاتِرُ الِامْتِحَانِ ; فَيَتَمَيَّزُ أَهْلُ الْإِخْلَاصِ وَالْإِيقَانِ بِالسُّجُودِ، عَنْ أَهْلِ الرَّيْبِ وَالنِّفَاقِ فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ - خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 42 - 43] . (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) . وَأَخْرَجَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ الْحَدِيثَ بِلَفْظِ: يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ. قَالَ: وَهَذَا أَصَحُّ لِمُوَافَقَةِ لَفْظِ الْقُرْآنِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.

5543 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ". وَقَالَ: اقْرَءُوا {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5543 - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ) أَيْ: جَاهًا وَمَالًا، أَوْ لَحْمًا وَشَحْمًا ; فَيَكُونُ قَوْلُهُ: (السَّمِينُ) عَطْفَ بَيَانٍ لَهُ (يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ) أَيْ: لَا يَعْدِلُ وَلَا يَسْوِي (عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ) أَيْ: لَا يَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ قَدْرٌ وَمَنْزِلَةٌ، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا لِفُلَانٍ عِنْدَنَا وَزْنٌ أَيْ: قَدْرٌ لِخِسَّتِهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ: ( «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» ) . (وَقَالَ) أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ أَبُو هُرَيْرَةَ (اقْرَءُوا) أَيِ: اسْتِشْهَادًا وَاعْتِضَادًا {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ} [الكهف: 105] أَيْ: لِلْكُفَّارِ {يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] ، قِيلَ: مِقْدَارًا وَحِسَابًا وَاعْتِبَارًا، وَقِيلَ مِيزَانًا، فَالتَّقْدِيرُ آلَةُ الْوَزْنِ ; إِذِ الْكُفَّارُ الْخُلَّصُ يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَإِنَّمَا الْمِيزَانُ لِلْمُؤْمِنِينَ الْكَامِلِينَ، وَالْمُرَائِينَ وَالْمُنَافِقِينَ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ وُجِّهَ صِحَّةُ الِاسْتِشْهَادِ بِالْآيَةِ، فَإِنَّ الْمُرَادَ بِالْوَزْنِ فِي الْحَدِيثِ وَزْنُ الْجُثَّةِ وَمِقْدَارُهُ ; لِقَوْلِهِ: الْعَظِيمُ السَّمِينُ، وَفِي الْآيَةِ إِمَّا وَزْنُ الْأَعْمَالِ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} [الكهف: 105] ، وَإِمَّا مِقْدَارُهُمْ، وَالْمَعْنَى نَزْدَرِي بِهِمْ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ عِنْدَنَا وَزْنٌ وَمِقْدَارٌ؟ قُلْتُ: الْحَدِيثُ مِنَ الْوَجْهِ الثَّالِثِ عَلَى سَبِيلِ الْكِفَايَةِ، وَذِكْرُ الْجُثَّةِ وَالْعَظْمِ لَا يُنَافِي إِرَادَةَ مِقْدَارِهِ وَتَفْخِيمَهُ، قَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] . (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

الْفَصْلُ الثَّانِي
5544 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قَالَ " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا "؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ: عَمِلَ عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا ".
قَالَ: " فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا» ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّانِي
5544 - (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ} [الزلزلة: 4] أَيِ: الْأَرْضُ {أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا ") ؟ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ جَمْعُ خَبَرٍ، فِي نُسْخَةٍ بِكَسْرِهَا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ أَيْ تَحْدِيثُهَا (قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ أَخْبَارَهَا) : بِالْوَجْهَيْنِ (أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ) أَيْ: ذَكَرٍ وَأُنْثَى (بِمَا عَمِلَ) : بِفَتْحِ أَوَّلِهِ أَيْ: فَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ (عَلَى ظَهْرِهَا) ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالضَّمِّ عَلَى أَنَّ نَائِبَ الْفَاعِلِ قَوْلُهُ: عَلَى ظَهْرِهَا (أَنْ تَقُولَ) : بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ أَنْ تَشْهَدَ أَوْ بَيَانٌ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا فِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ تَقُولُ بِدُونِ أَنْ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هِيَ يَعْنِي شَهَادَتَهَا أَنْ تَقُولَ (عَمِلَ) أَيْ: فُلَانٌ (عَلَى) أَيْ: عَلَى ظَهْرِي (كَذَا وَكَذَا) أَيْ: مِنَ الطَّاعَةِ أَوِ الْمَعْصِيَةِ (يَوْمَ كَذَا وَكَذَا) أَيْ: مِنْ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست