responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3418
قَالَ الْأَشْرَفُ: لَمَّا كَانَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ بِاسْتِيلَاءِ الْكُفَّارِ عَلَيْهِ، وَكَثْرَةِ عِمَارَتِهِمْ فِيهِ أَمَارَةٌ مُسْتَعْقِبَةٌ بِخَرَابِ يَثْرِبَ، وَهُوَ أَمَارَةٌ مُسْتَعْقِبَةٌ بِخُرُوجِ الْمَلْحَمَةِ، وَهُوَ أَمَارَةٌ مُسْتَعْقِبَةٌ بِفَتْحِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَهُوَ أَمَارَةٌ مُسْتَعْقِبَةٌ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ، جَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّ وَاحِدٍ عَيْنَ مَا بَعْدَهُ وَعَبَّرَ بِهِ عَنْهُ اهـ. وَخُلَاصَتُهُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ أَمَارَةٌ لِوُقُوعٍ مَا بَعْدَهُ، وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ مُهْلَةٌ.
قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: فَإِنْ قُلْتَ: قَالَ هَنَا فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَفِي الْحَدِيثِ السَّابِقِ: إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَكَيْفَ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا؟ قُلْتُ: إِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَعَلَ الْفَتْحَ عَلَامَةً لِخُرُوجِ الدَّجَّالِ، لَا أَنَّهَا مُسْتَعْقِبَةٌ لَهُ مِنْ غَيْرِ تَرَاخٍ، وَصُرَاخُ الشَّيْطَانِ كَانَ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّهُ وَاقِعٌ لِيَشْتَغِلُوا عَنِ الْقَسْمِ، وَكَانَ بَاطِلًا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الْآتِي: الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وَالتَّعْرِيفُ فِي الصَّارِخِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لِلْعَهْدِ وَالْمَعْهُودُ الشَّيْطَانُ.
أَقُولُ: وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْقَضِيَّةَ مُتَعَدِّدَةٌ، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ، وَأَنَّ الْمَدِينَةَ غَيْرُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، إِذْ قِصَّةُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ كَانَتْ بِالْمُقَاتَلَةِ، وَفَتْحُ الْمَدِينَةِ إِنَّمَا هُوَ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ مِنْ غَيْرِ الْمُحَارِبَةِ، فَحِينَئِذٍ يُحْمَلُ صَرِيخُ الشَّيْطَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غُزَاةِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَصَرِيخُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَصْحَابِ فَتْحِ الْمَدِينَةِ، وَإِنَّ كُلًّا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ تَرَكُوا الْغَنَائِمَ وَتَوَجَّهُوا إِلَى قِتَالِ الدَّجَّالِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالْحَالِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) أَيْ: وَسَكَتَ عَلَيْهِ، كَمَا ذَكَرَهُ مِيرَكُ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ مُعَاذٍ أَيْضًا.

5425 - وَعَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5425 - (وَعَنْهُ) أَيْ: عَنْ مُعَاذٍ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى ") ، وَفِي الْجَامِعِ: الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى، قِيلَ: هِيَ الَّتِي يَتَعَادَّ فِيهَا بَنُو الْأَبِ، وَلَا يَجِدُونَ مِنْ مِائَةٍ إِلَّا وَاحِدًا كَمَا مَرَّ، لَكِنَّ الْأَظْهَرَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا فَتْحُ الْمَدِينَةِ ; حَيْثُ فُتِحَتْ بِعَظَمَةِ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى ; وَلِذَا صَحَّ عَطْفُ قَوْلِهِ: (" وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ") وَهِيَ بِلَامِ التَّعْرِيفِ هُنَا، إِذِ الْأَصْلُ فِي الْعَطْفِ التَّغَايُرُ مَعَ انْضِمَامِهِ إِلَى التَّبَادُرِ، (" وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ ") أَيْ: بِاعْتِبَارِ تَوَجُّهِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْبَلْدَتَيْنِ، وَظُهُورِ الدَّجَّالِ، وَأَمَّا بِاعْتِبَارِ فَتَحِهِمَا فَهُوَ مُتَعَاقِبٌ لَهُمَا مِنْ غَيْرِ تَرَاخٍ بَيْنَهُمَا. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ) ، وَكَذَا ابْنُ مَاجَهْ. ذِكْرُهُ السَّيِّدُ جَمَالُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَفِي الْجَامِعِ: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْحَاكِمُ.

5426 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَالَ: هَذَا أَصَحُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5426 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ) : بِضَمِّ مُوَحَّدَةٍ وَسُكُونِ مُهْمَلَةٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ ") : أَرَادَ بِأَحَدِهِمَا الْمَدِينَةَ السَّابِقَةَ، وَبِالْأُخْرَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَهَذَا نَصٌّ فِي الْمُغَايَرَةِ بَيْنَهُمَا، وَقَوْلُهُ: (" سِتُّ سِنِينَ ") مُشْكِلٌ مُخَالِفٌ لِمَا تَقَدَّمَ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ اللَّامُ فِي الْمَلْحَمَةِ غَيْرُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مِنْ سَائِرِ الْمَلَاحِمِ، فَاللَّامُ لِلْعَهْدِ بِالنَّظَرِ إِلَى مَلْحَمَةٍ سَابِقِةٍ ; وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهَا مَا وُصِفَتْ بِالْعُظْمَى وَنَحْوَهُ. (" وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ ") أَيْ: فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ فِي آخِرِ السَّادِسَةِ الَّتِي فِيهَا فَتْحُ الْمَدِينَةِ، وَأَوَّلِ السَّابِعَةِ الَّتِي رَجَعَ الْمُسْلِمُونَ عَنْهَا إِلَى الدَّجَّالِ، وَأَمَّا مَا قِيلَ مِنْ أَنَّهُ لَا يَبْعُدُ مِنْ أَنْ يُشْتَبَهَ سَبْعُ سِنِينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَفِي غَايَةٍ مِنَ الْبُعْدِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) ، وَكَذَا ابْنُ مَاجَهْ، (وَقَالَ: هَذَا أَصَحُّ) أَيْ: مِنَ الْحَدِيثِ السَّابِقِ، فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ التَّعَارُضَ ثَابِتٌ وَالْجَمْعُ مُمْتَنِعٌ، وَالْأَصَحُّ هُوَ الْمَرْجِعُ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى، وَبَيْنَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ سَبْعُ سِنِينَ أَصَحُّ مِنْ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست