responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3407
وَالْمَوْصُوفِ، وَقَوْلُهُ: (مِنْ قَبْلُ) أَيْ: قَبْلَ إِتْيَانِ بَعْضِ آيَاتِ الرَّبِّ، عَلَى مَا فِي الْقُرْآنِ مُبْهَمًا وَمُجْمَلًا، وَمِنْ قَبْلِ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، عَلَى مَا فِي الْحَدِيثِ مُفَسِّرًا وَمُبِينًا، ثُمَّ قِيلَ: (أَوْ كَسَبَتْ) عَطْفٌ عَلَى آمَنَتْ، وَالْمُرَادُ بِالْخَيْرِ التَّوْبَةُ أَوِ الْإِخْلَاصُ، فَتَنْوِينُهُ لِلتَّعْظِيمِ أَيْ: لَا يَنْفَعُ تِلْكَ النَّفْسَ إِيمَانُهَا وَقَبُولُ تَوْبَتِهَا ; فَيُفِيدُ أَنْ (أَوْ) لِلتَّنْوِيعِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا يَنْفَعُهَا تَوْبَةٌ عَنِ الشِّرْكِ، وَلَا تَوْبَةٌ عَنِ الْمَعَاصِي، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ اسْتِدْلَالُ الْمُعْتَزِلَةِ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ الْمُعَبَّرَ عَنْهُ بِالْخَيْرِ جَزَاءً لِلْإِيمَانِ، مَعَ أَنَّ الظَّاهِرَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] يَدْفَعُ ذَلِكَ، ثُمَّ قِيلَ: عَدَمُ قَبُولِ الْإِيمَانِ وَالتَّوْبَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مَخْصُوصٌ بِمَنْ شَاهَدَ طُلُوعَهَا، حَتَّى إِنَّ مَنْ وُلِدَ بَعْدَهُ أَوْ لَمْ يُشَاهِدْهُ يَقْبَلُ كِلَاهُمَا مِنْهُ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ غَيْرُ مَخْصُوصٍ ; لِلْخَبَرِ الصَّحِيحِ: «إِنَّ التَّوْبَةَ لَا تَزَالُ مَقْبُولَةً حَتَّى يُغْلَقَ بَابُهَا، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا أُغْلِقَ» .
(" وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ ") أَيِ: النَّفْخَةُ الْأُولَى، وَهِيَ مُقَدِّمَةُ السَّاعَةِ فَأُطْلِقَتْ عَلَيْهَا (" وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ") الْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّهُمَا فَتَحَا وَفَرَقَا (" ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا ") ، الْإِضَافَةُ لِأَحَدِهِمَا عَلَى أَنَّهُ صَاحِبُهُ، وَلِلْآخَرِ عَلَى أَنَّهُ طَالِبُهُ (" فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ ") أَيْ: لَا يُكْمِلَانِ الْبَيْعَ وَالشِّرَاءَ، (وَلَا يَطْوِيَانِهِ) أَيْ: وَلَا يَجْمَعَانِ الثَّوْبَ فَيَفْتَرِقَانِ، بَلْ تَقَعُ السَّاعَةُ عَلَيْهِمَا وَهُمَا مَشْغُولَانِ بِالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ - فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: 49 - 50] ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ قِيَامَ السَّاعَةِ يَكُونُ بَغْتَةً لِقَوْمٍ وَهُمْ فِي انْشِغَالِهِمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} [الأعراف: 187] ، (وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ) : بِكَسْرِ اللَّامِ وَسُكُونِ الْقَافِ أَيْ: نَاقَةٌ ذَاتُ لَبَنٍ (" فَلَا يَطْعَمُهُ ") أَيْ: فَلَا يُمْكِنُ الرَّجُلُ أَنْ يَشْرَبَ اللَّبَنَ الَّذِي حَلَبَهُ وَهُوَ فِي يَدِهِ، (" وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ ") : بِفَتْحِ أَوَّلِهِ أَيْ: يُطَيِّنُ وَيَصْلُحُ (" حَوْضَهُ ") أَيْ: لِيَسْقِيَ إِبِلَهُ أَوْ غَنَمَهُ مِنْهُ (" فَلَا يَسْقِي ") أَيْ: إِبِلُهُ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا (" فِيهِ ") أَيْ فِي ذَلِكَ الْحَوْضِ أَوْ مِنْ مَائِهِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّ السَّاعَةَ تَأْخُذُ النَّاسَ بَغْتَةً، تَأْتِيهِمْ وَهُمْ فِي أَشْغَالِهِمْ فَلَا تُمْهِلُهُمْ أَنْ يُتِمُّوهَا، (" وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ ") : بِضَمِّ الْهَمْزَةِ أَيْ: لُقْمَتُهُ (" إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا) أَيْ: فَلَا يَبْلَعُهَا وَلَا يَأْكُلُهَا، وَهَذَا أَبْلَغُ مِمَّا قَبْلَهُ مِنَ الصُّوَرِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

5411 - وَعَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، ذُلْفَ الْأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَّانُّ الْمُطْرَقَةُ» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5411 - (وَعَنْهُ) أَيْ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ) : بِفَتْحَتَيْنِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، أَيْ: مِنْ جُلُودٍ مُشْعِرَةٍ غَيْرِ مَدْبُوغَةٍ، (" وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ ") ، قَالَ السُّدِّيُّ: مِنَ التُّرْكِ شِرْذِمَةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَعَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ قَبِيلَةً، بَنَى ذُو الْقَرْنَيْنِ السَّدَّ عَلَى إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ التُّرْكُ ; سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ تُرِكُوا خَارِجِينَ، (" صِغَارَ الْأَعْيُنِ ") : بِالنَّصْبِ وَهُوَ مِنْ أَمَارَاتِ الْحِرْصِ عَلَى أَمْتِعَةِ الدُّنْيَا صَغِيرِهَا وَحَقِيرِهَا، وَالْبُخْلِ عَلَى نَقِيرِهَا وَقِطْمِيرِهَا، (حُمْرَ الْوُجُوهِ) أَيْ: مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ بَاطِنِهِمْ، وَغَلَيَانِ الْغَضَبِ فِي أَجْوَافِهِمْ، (ذُلْفَ الْأُنُوفِ) بِضَمِّ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ: صَغِيرُهَا، فَيَكُونُ كِنَايَةً عَنْ عَدَمِ شُمُومِهِمُ الْحَقَّ، أَوْ عَرِيضِهَا فَيَدْخُلُ فِيهَا الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ لَهُمْ بَيْنَهُمَا، وَالْأَظْهَرُ أَنَّ مَعْنَاهُ فُطُسُ الْأُنُوفِ، كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْآتِيَةِ جَمْعُ أَفْطَسٍ مِنَ الْفَطَسِ بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ تَطَامُنُ قَصَبَةِ الْأَنْفِ وَانْخِفَاضُهَا وَانْتِشَارُهَا، فَيَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى عَرِيضِهَا. وَقَالَ الْقَاضِي: ذُلُفُ جَمْعُ أَذْلَفٍ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ أَنْفُهُ صَغِيرًا، وَيَكُونُ فِي طَرَفِهِ غِلَظٌ. (" كَأَنَّ ") : بِتَشْدِيدِ النُّونِ (" وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ ") : بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ جَمْعُ الْمِجَنِّ بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ التُّرْسُ، (" الْمُطْرَقَةُ ") بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست