responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3292
5258 - «وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَلْقَةٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ قُعُودٌ إِذْ دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَعَدَ إِلَيْهِمْ، فَقُمْتُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُبْشِرْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ بِمَا يَسُرُّ وُجُوهَهُمْ، فَإِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَلْوَانَهُمْ أَسْفَرَتْ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ أَوْ مِنْهُمْ. رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5258 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو) : بِالْوَاوِ (قَالَ: بَيْنَا) : وَفِي نُسْخَةٍ بَيْنَمَا (أَنَا قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ) أَيْ: مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ (وَحَلْقَةٌ) : بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ وَيُفْتَحُ أَيْ: وَجَمَاعَةٌ مُتَحَلِّقَةٌ وَقُلُوبُهُمْ بِهَا مُتَعَلِّقَةٌ (مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ قُعُودٌ) أَيْ: قَاعِدُونَ أَوْ ذَوُو قُعُودٍ، فَفِي الْقَامُوسِ حَلْقَةُ الْبَابِ وَالْقَوْمِ، وَقَدْ يُفْتَحُ لَامُهَا وَيُكْسَرُ أَوْ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَلْقَةٌ مُحَرَّكَةٌ إِلَّا جَمْعُ حَالِقٍ أَوْ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَالْجُمَعُ حَلَقٌ مُحَرَّكَةٌ أَوْ كَبَدْرٍ. (إِذْ دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَعَدَ إِلَيْهِمْ) أَيْ: فَجَلَسَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْفُقَرَاءِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28] الْآيَةَ. (فَقُمْتُ إِلَيْهِمْ) أَيْ: مَائِلًا إِلَيْهِمْ مَيْلًا لِلْمُتَابَعَةِ وَنَيْلًا لِلْقُرْبَةِ لَدَيْهِمْ وَلِأَطَّلِعَ عَلَى كَلَامِ مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ، (فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُبْشِرْ ") : أَمْرٌ مَجْهُولٌ مِنَ التَّبْشِيرِ، وَيَجُوزُ مِنَ الْبِشَارَةِ أُرِيدَ بِهِ الْخَيْرُ أَوِ الدُّعَاءُ (" فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ بِمَا يَسُرُّ وُجُوهَهُمْ ") ، بِالنَّصْبِ أَيْ: بِشَيْءٍ يُفْرِحُ قُلُوبَهُمْ وَيُظْهِرُ أَثَرَ السُّرُورِ عَلَى ظَاهِرِ أَشْرَفِ بَشَرَتِهِمْ وَأَلْطَفِ جِلْدَتِهِمْ، وَفِي نُسْخَةٍ بِرَفْعِ وُجُوهِهِمْ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ بِمَا يُسَرُّ بِهِ وُجُوهُهُمْ، (" فَإِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِأَرْبَعِينَ عَامًا قَالَ) أَيِ: ابْنُ عَمْرٍو (فَلَقَدِ) : اللَّامُ جَوَابُ الْقَسَمِ أَيْ: فَوَاللَّهِ لَقَدْ (رَأَيْتُ أَلْوَانَهُمْ أَسْفَرَتْ) . أَيْ: أَضَاءَتْ مِنَ الْإِسْفَارِ وَهُوَ إِشْرَاقُ اللَّوْنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس: 38] ، {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} [المدثر: 34] وَفِي الْحَدِيثِ: " «أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ» ". (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: حَتَّى تَمَنَّيْتُ) : مُتَعَلِّقَةٌ بِأَسْفَرَتْ أَيْ: أَشْرَقَتْ إِشْرَاقًا كَامِلًا تَامًّا حَتَّى وَدِدْتُ (أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ) أَيْ: فِي الدُّنْيَا دَائِمًا مَوْصُوفًا بِحَالِهِمْ (أَوْ مِنْهُمْ) أَيْ: فِي الْعُقْبَى مَحْشُورًا فِي زُمْرَتِهِمْ وَحُسْنِ مَآلِهِمْ، فَأَوْ لِلتَّنْوِيعِ أَوْ لِلشَّكِّ، وَالْمَعْنَى أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ جُمْلَةِ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ. (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ) . وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَلَفْظُهُ: لِيُبْشِرْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ بِالْفَوْزِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِمِقْدَارِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ يَنْعَمُونَ وَهَؤُلَاءِ يُحَاسَبُونَ.

5259 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «أَمَرَنِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوَقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5259 - (وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي) أَيْ: حَبِيبِي وَرَسُولِي (بِسَبْعٍ) أَيْ: بِسَبْعِ خِلَالٍ (أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ) ، أَيْ: وَالْقُرْبِ مِنْ حَالِهِمْ، أَوِ التَّقَرُّبِ مِنْ مَآلِهِمْ (وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي) أَيْ: فِي الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ (وَلَا أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي) ، أَيْ: فِي الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالْمَنَاصِبِ الدَّنِيَّةِ (وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ) ، أَيْ: وَلَّتْ بِأَنْ غَابَتْ أَوْ بَعُدَتْ، وَالْمُرَادُ أَهْلُهَا، وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ: " «صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ» ". وَقَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَيْ: وَإِنْ قُطِعَتْ عَلَى مَا وَرَدَ: «صِلْ مَنْ قَطَعَكَ» ، وَأَسْنَدَ الْإِدْبَارَ إِلَى الرَّحِمِ مَجَازًا لِأَنَّهُ لِصَاحِبِهَا (وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ) أَيْ: لَا أَطْلُبَ (أَحَدًا شَيْئًا) ، وَمِنْ دُعَاءِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ: اللَّهُمَّ كَمَا صُنْتَ وَجْهِي عَنْ سُجُودِ غَيْرِكَ فَصُنْ وَجْهِي عَنْ مَسْأَلَةِ غَيْرِكَ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَحَدًا عَلَى عُمُومِهِ شَاءَ عَلَى مَا قَالَهُ بَعْضُ أَرْبَابِ الْكَمَالِ إِلَهِي كَفَى عِلْمُكَ بِالْحَالِ عَنِ الْمَقَالِ وَكَرَمُكَ عَنِ السُّؤَالِ وَهُوَ الْمَقَامُ الْجَلِيلُ الْمَأْخُوذُ مِنْ حَالِ الْخَلِيلِ حَيْثُ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست