responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3267
5219 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَبْلُغُ بِهِ، قَالَ: (إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ وَقَالَ بَنُو آدَمَ: مَا خَلَّفَ؟ ". رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5219 - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ) : بِفَتْحِ الْيَاءِ (بِهِ) : وَالْيَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى يَرْفَعُ مَرْوِيَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ ") : قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ مِنْ بَابِ الْمَجَازِ بِاعْتِبَارِ مَا يَؤُولُ فَإِنَّ الْمَيِّتَ لَا يَمُوتُ بَلِ الْحَيُّ هُوَ الَّذِي يَمُوتُ. قُلْتُ: إِلَّا الْحَيَّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَفِي الْكَشَّافِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْحَجَّ فَلْيُعَجِّلْ، فَإِنَّهُ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، فَسَمَّى الْمُشَارِفَ لِلْمَرَضِ وَالضَّلَالِ مَرِيضًا وَضَالَّةً، وَعَلَى هَذَا يُسَمَّى الْمُشَارِفُ لِلْمَوْتِ مَيِّتًا: قُلْتُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وَمَآلُ الْقَوْلَيْنِ وَاحِدٌ وَإِنَّمَا الْخِلَافُ بِاعْتِبَارِ النَّظَرِ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ أَوْ آخِرِ حَالِهِ، كَنَظَرِ الصُّوفِيَّةِ فِي أَمْرِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَةِ، وَالْأُولَى هِيَ الْأُولَى. (" قَالَتْ ") وَفِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ تَقُولُ: (" الْمَلَائِكَةُ: مَا قَدَّمَ ") بِتَشْدِيدِ الدَّالِ أَيْ: مِنَ الْأَعْمَالِ: (" وَقَالَ بَنُو آدَمَ ") وَفِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ: وَيَقُولُ النَّاسُ (مَا خَلَّفَ؟) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ: أَخَّرَ مِنَ الْأَمْوَالِ قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَفَائِدَتُهُ اهْتِمَامُ شَأْنِ الْمَلَائِكَةِ بِالْأَعْمَالِ، أَيْ: مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ حَتَّى يُثَابَ بِهِ، أَوْ يُعَاقَبَ عَلَيْهِ، وَاهْتِمَامُ الْوُرَّاثِ بِمَالِهِ لِيَرِثُوهُ. (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ) .

5220 - وَعَنْ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ: (يَا بُنَيَّ! إِنَّ النَّاسَ قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ مَا يُوعَدُونَ، وَهُمْ إِلَى الْآخِرَةِ، سِرَاعًا يَذْهَبُونَ، وَإِنَّكَ قَدِ اسْتَدْبَرْتَ الدُّنْيَا مُنْذُ كُنْتَ، وَاسْتَقْبَلْتَ الْآخِرَةَ، وَإِنَّ دَارًا تَسِيرُ إِلَيْهَا أَقْرَبُ مِنْ دَارٍ تَخْرُجُ مِنْهَا) . رَوَاهُ رَزِينٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5220 - (وَعَنْ مَالِكٍ) أَيِ: ابْنِ أَنَسٍ (أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ ") : بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَتُكْسَرُ عَلَى صِيغَةِ التَّصْغِيرِ لِلشَّفَقَةِ (" إِنَّ النَّاسَ ") أَيْ: مِنْ عَهْدِ آدَمَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا (" قَدْ تَطَاوَلَ ") أَيْ: بَعُدَ (" عَلَيْهِمْ مَا يُوعَدُونَ ") أَيْ: مِنَ الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَمَا بَعْدَهُمَا مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَيْ: طَالَ عَلَيْهِمْ مُدَّةُ مَا وُعِدُوا بِهِ (وَهُمْ إِلَى الْآخِرَةِ، سِرَاعًا) أَيْ: مُسْرِعِينَ حَالٌ مِنَ الْمُبْتَدَأِ أَوْ مِنْ ضَمِيرِ الْخَبَرِ وَهُوَ قَوْلُهُ: (يَذْهَبُونَ) قُدِّمَ اهْتِمَامًا، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ مَا يُوعَدُونَ، وَالْمَعْنَى تَطَاوَلَ عَلَى النَّاسِ بُعْدُ الْوَعْدِ وَقُرْبُ الْعَهْدِ، وَالْحَالُ أَنَّهُمْ كُلَّ سَاعَةٍ، بَلْ كُلَّ نَفَسٍ يَذْهَبُونَ إِلَى مَا يُوعَدُونَ كَالْقَافِلَةِ السَّيَّارَةِ، لَكِنَّهُمْ لَا يُحِسُّونَ كَالسُّكَّانِ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، ثُمَّ بَيَّنَ هَذَا الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ: (وَإِنَّكَ) أَيْ: أَيُّهَا الْوَلَدُ وَأُرِيدَ بِهِ خِطَابُ الْعَامَّةِ الشَّامِلُ لِنَفْسِهِ وَغَيْرِهِ (قَدِ اسْتَدْبَرْتَ) أَيْ: أَنْتَ (الدُّنْيَا) أَيْ: سَاعَةً فَسَاعَةً (" مُنْذُ كُنْتَ ") أَيْ: وُجِدْتَ وَوُلِدْتَ (" وَاسْتَقْبَلْتَ الْآخِرَةَ ") أَيْ: نَفَسَا فَنَفَسًا مِنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ لَكَ فِي هَذَا الْمَسِيرِ مِنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْمَصِيرِ، ثُمَّ أَوْضَحَ لَهُ الْقِصَّةَ بِطَرِيقِ الْحِكْمَةِ، حَيْثُ بَيَّنَ الدَّارَيْنِ الْمَعْنَوِيَّتَيْنِ بِالدَّارَيْنِ الْمَحْسُوسَتَيْنِ، فَقَالَ (" وَإِنَّ دَارًا تَسِيرُ إِلَيْهَا أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ دَارٍ تَخْرُجُ مِنْهَا ") : وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْمَوْعِظَةِ دَفْعُ الْغَفْلَةِ عَنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ (رَوَاهُ رَزِينٌ) .

5221 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: «قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ ". قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: " هُوَ النَّقِيُّ، التَّقِيُّ، لَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» ". رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الْإِيمَانِ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5221 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو) : بِالْوَاوِ (قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ ") : بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ: سَلِيمُ الْقَلْبِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] مِنْ خَمَمْتَ الْبَيْتَ إِذَا كَنَسْتَهُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ وَغَيْرِهِ، فَالْمَعْنَى أَنْ يَكُونَ قَلْبُهُ مَكْنُوسًا مِنْ غُبَارِ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست