responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3245
أَيْ: بِسَبَبِهِ (فَشَكَا ذَلِكَ) أَيْ: مَا رَآهُ مِنْ أَثَرِ الْغَضَبِ وَالْإِعْرَاضِ (إِلَى أَصْحَابِهِ) أَيْ: أَصْحَابِهِ الْخُلَّصِ، أَوْ إِلَى أَصْحَابِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَقَالَ) : تَفْسِيرٌ لِمَا قَبْلَهُ (وَاللَّهِ إِنِّي لَأُنْكِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَيْ: أَرَى مِنْهُ مَا لَمْ أَعْهَدْهُ مِنَ الْغَضَبِ وَالْكَرَاهَةِ، وَلَا أَعْرِفْ لَهُ سَبَبًا، وَفِي نُسْخَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَظْهَرُ لَهَا وَجْهٌ، (قَالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ. فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالْأَرْضِ) : اخْتِيَارًا لِرِضَا اللَّهِ تَعَالَى عَلَى نَفْسِهِ وَمَا تَهْوَاهُ، (فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَرَهَا) أَيِ: الْقُبَّةَ (قَالَ) : اسْتِئْنَافُ بَيَانٍ (" مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟ ") : بِصِيغَةِ الْفَاعِلِ، وَفِي نُسْخَةٍ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ (قَالُوا: شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ) أَيْ: سَبَبَهُ (فَأَخْبَرْنَاهُ) أَيْ: بِأَنَّهُ لِأَجْلِ بِنَائِكَ الْقُبَّةَ (فَهَدَمَهَا. قَالَ: " أَمَا ") : بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ لِلتَّنْبِيهِ (" إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ ") : بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ، وَهُوَ إِمَّا مَصْدَرٌ أَوْ أُرِيدَ بِهِ الْمَبْنِيُّ (" وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلَّا مَا لَا، إِلَّا مَا لَا) : كَرَّرَهُ لِلتَّأْكِيدِ (يَعْنِي: إِلَّا مَا لَا بُدَّ مِنْهُ) أَيْ: لَا فِرَاقَ عَنْهُ، قِيلَ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ كُلَّ بِنَاءٍ بَنَاهُ صَاحِبُهُ فَهُوَ وَبَالٌ أَيْ: عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، وَالْوَبَالُ فِي الْأَصْلِ الثِّقَلُ، وَالْمَكْرُوهُ أَرَادَ مَا بَنَاهُ لِلتَّفَاخُرِ وَالتَّنَعُّمِ فَوْقَ الْحَاجَةِ لَا أَبْنِيَةَ الْخَيْرِ مِنَ الْمَسَاجِدِ وَالْمَدَارِسِ وَالرِّبَاطَاتِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْآخِرَةِ، وَكَذَا مَا لَا بُدَّ مِنْهُ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقُوتِ وَالْمَلْبَسِ وَالْمَسْكَنِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : رَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " «كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَسْجِدًا» ". وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ وَاثِلَةَ مَرْفُوعًا: " «كُلُّ بُنْيَانٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلَّا مَا كَانَ هَكَذَا» ". وَأَشَارَ بِكَفِّهِ " وَكُلُّ عِلْمٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا عَمِلَ بِهِ ".

5185 - وَعَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» " رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. وَفِي بَعْضِ نُسَخِ (الْمَصَابِيحِ) عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عَتْبَدَ، بِالدَّالِ بَدَلَ التَّاءِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5185 - (وَعَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ) : بِضَمِّ عَيْنٍ فَسُكُونِ فَوْقِيَّةٍ فَمُوَحَّدَةٍ بَعْدَهَا هَاءٌ قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ شَيْبَةُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ خَالُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَسَكَنَ الشَّامَ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَكَانَ فَاضِلًا صَالِحًا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، رَوَى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ. (قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَيْ: أَوْصَانِي (قَالَ) : بَدَلٌ مِنْ عَهِدَ أَوْ تَفْسِيرٌ وَبَيَانٌ لِلْعَهْدِ، وَاخْتَارَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ الْأَوَّلَ حَيْثُ قَالَ: بَدَلٌ مِنْهُ بَدَلَ الْفِعْلِ مِنَ الْفِعْلِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ:
مَتَى تَأْتِنَا تُلْمِمْ بِنَا فِي دِيَارِنَا ... تَجِدْ حَطَبًا جَزْلًا وَنَارًا تَأَجَّجَا
أَبْدَلَ تُلْمِمْ بِنَا مِنْ قَوْلِهِ تَأْتِنَا. (" إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ ") أَيْ: لِلْوَسِيلَةِ بِحَسَبِ الْمَآلِ (" خَادِمٌ ") أَيْ: فِي السَّفَرِ لِضَرُورَةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ (" وَمَرْكَبٌ ") أَيْ: مَرْكُوبٌ يُسَارُ عَلَيْهِ (" فِي سَبِيلِ اللَّهِ ") أَيْ: فِي الْجِهَادِ أَوِ الْحَجِّ أَوْ طَلَبِ الْعِلْمِ، وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ الْقَنَاعَةُ وَالِاكْتِفَاءُ بِقَدْرِ الْكِفَايَةِ مِمَّا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ زَائِدًا لِلْآخِرَةِ، كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ، «عَنْ خَبَّابٍ: " إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ» ". (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ) : وَفِي الْجَامِعِ مِنْ قَوْلِهِ: إِنَّمَا يَكْفِيهِ إِلَخْ. نِسْبَةٌ إِلَى الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ، عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَلِلْحَدِيثِ تَتِمَّةُ قِصَّةٍ تَأْتِي فِي الْفَصْلِ الثَّالِثِ (وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عَتْبَدَ) : بِفَتْحٍ فَسُكُونِ فَوْقِيَّةٍ فَفَتْحِ مُوَحَّدَةٍ (بِالدَّالِ) أَيِ: الْمُهْمَلَةِ (بَدَلَ التَّاءِ) أَيِ: الْفَوْقِيَّةِ الْوَاقِعَةِ فِي آخِرِ لَفْظِ: عُتْبَةَ (وَهُوَ تَصْحِيفٌ) : إِذْ لَمْ يُوجَدْ فِي الْأَسْمَاءِ مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِمَا سَبَقَ مِنَ الضَّبْطِ الْوَاقِعِ فِي الْأُصُولِ، وَهُنَا تَحْرِيفٌ فِي بَعْضِ النُّسَخِ، وَبَعْضِ الْحَوَاشِي أَيْضًا، فَاحْذَرْ فَإِنَّ الصَّوَابَ مَا تَحَرَّرَ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست