responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3160
فَإِنْ قُلْتَ: قَدْ وَرَدَ احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا. قُلْتُ: التَّقْدِيرُ مِنْ بَعْضِهِمْ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] أَوْ يُقَالُ: يُحْتَرَسُ مِنْهُمْ بِسُوءِ الظَّنِّ فِي الْبَاطِنِ عَلَى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: اخْبِرْهُ نَقَلَهُ عَلَى مَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَدَلَّ عَلَيْهِ مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ ثَابِتٍ، مِنْ أَنَّ النَّاسَ كَإِبِلِ مِائَةٍ لَا تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً، أَوْ يُعَامِلُهُمْ فِي الظَّاهِرِ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِنَاءً عَلَى الْأَمْرِ الْمُبْهَمِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ) . وَكَذَا الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ.

5048 - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: «اعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ وَعِنْدَ زَيْنَبَ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْنَبَ: " أَعْطِيهَا بَعِيرًا " فَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ؟ ! فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهَجَرَهَا ذَا الْحُجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَبَعْضَ صَفَرٍ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. وَذُكِرَ حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ: " مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا " فِي " بَابِ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5048 - (وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اعْتَلَّ) : بِتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ مَرِضَ (بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ) : الْمُرَادُ بِهَا هَنَا بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِبْطِ هَارُونَ، كَانَتْ تَحْتَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، فَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ سَبْعٍ، وَوَقَعَتْ فِي السَّبْيِ، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَتْ وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَمَاتَتْ سَنَةَ خَمْسِينَ وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ، وَرَوَى عَنْهَا أَنَسٌ وَابْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا. (وَعِنْدَ زَيْنَبَ فَضْلُ ظَهْرٍ) أَيْ: مَرْكَبٌ فَاضِلٌ عَنْ حَاجَتِهَا وَهِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا بِنْتُ جَحْشٍ، وَأُمُّهَا أُمَيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَطَلَّقَهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَنَةَ خَمْسٍ مَنَاقِبُهَا جَمَّةٌ، رَوَتْ عَنْهَا عَائِشَةُ وَأُمُّ حَبِيبَةَ وَغَيْرُهُمَا. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ لِزَيْنَبَ: أَعْطِيهَا) أَيْ: صَفِيَّةَ (بَعِيرًا. فَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِي) : بِتَقْدِيرِ الِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ، وَلَعَلَّ حَذْفَ الْمَفْعُولِ لِإِفَادَةِ الْعُمُومِ مُبَالَغَةٌ فِي النَّفْيِ أَيْ أَنَا مَا أُعْطِي شَيْئًا (تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ؟) أَيْ: بِاعْتِبَارِ مَا كَانَتْ ; وَإِنَّمَا حَمَلَهَا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْغَيْرَةُ الْمُنْضَمَّةُ إِلَى كَوْنِهَا مِنْ أَكَابِرِ قُرَيْشٍ، لَكِنَّهَا خَالَفَتْ مِنْ حَيْثُ الْمُخَالَفَةُ وَسُوءُ الْمُخَالَفَةِ. (فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَجَرَهَا ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ) : بِالنَّصْبِ (وَبَعْضَ صَفَرٍ) . قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: فِيهِ جَوَازُ الْهِجْرَانِ فَوْقَ ثَلَاثٍ لِفِعْلِ الْقَبِيحِ، يَعْنِي عَلَى قَصْدِ الزَّجْرِ وَالتَّأْدِيبِ لَا عَلَى إِرَادَةِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالشَّحْنَاءِ، وَبِهِ يَحْصُلُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ كَمَا سَبَقَ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) . قَالَ صَاحِبُ التَّصْحِيحِ: رِجَالُهُ رِجَالُ مُسْلِمٍ إِلَّا سُمَيَّةَ الْبَصْرِيَّةَ الرَّاوِيَةَ عَنْ عَائِشَةَ فَلَمْ يُخَرِّجْ لَهَا مُسْلِمٌ اهـ. وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سُمَيَّةُ لَمْ تَثْبُتْ. وَقَالَ الْعَسْقَلَانِيُّ: مَقْبُولَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ نَقَلَهُ مِيرَكُ.
(وَذُكِرَ حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ: مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا) أَيْ: مِنْ مُنَافِقٍ الْحَدِيثُ بِطُولِهِ (فِي بَابِ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ) .

الْفَصْلُ الثَّالِثُ
5049 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ نَفْسِي» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
5049 - (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟) أَيْ: أَسَرَقْتَ، وَالظَّاهِرُ أَتَسْرِقُ، وَلَعَلَّ الْعُدُولَ عَنْهُ إِيمَاءٌ إِلَى تَحَقُّقِهِ (قَالَ: كَلَّا) أَيْ: حَاشَا (وَالَّذِي لَا الْهُ إِلَّا هُوَ) . وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِي الْكَلَامِ تَوْرِيَةٌ أَيِ: ارْتَدِعْ عَنْ هَذَا الظَّنِّ أَوْ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. (فَقَالَ عِيسَى آمَنْتُ بِاللَّهِ) أَيْ: بِوَحْدَانِيَّتِهِ الْمَفْهُومَةِ مِنَ الْجُمْلَةِ الْقَسَمِيَّةِ أَوِ التَّقْدِيرُ صَدَّقْتُ قَسَمَكَ بِاللَّهِ. (وَكَذَّبْتُ نَفْسِي) . أَيْ فِيمَا قُلْتَ بِنَاءً عَلَى الظَّاهِرِ لِاحْتِمَالِ أَنَّ ذَلِكَ الْأَخْذَ بِخُفْيَةٍ لَا يَكُونُ سَرِقَةً لِفُقْدَانِ أَحَدِ الشُّرُوطِ الْمُعْتَبَرَةِ فِي حَدِّهَا الشَّرْعِيَّةِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ صَدَّقْتُكَ فِي حَلِفِكَ بِقَوْلِكَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَبَرَّأْتُكَ وَرَجَعْتُ عَمَّا ظَنَنْتُ بِكَ وَكَذَّبْتُ نَفْسِي. قَالَ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] اهـ. وَفِيهِ مَا لَا يَخْفَى. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست