responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2546
[5] بَابُ حُكْمِ الْأُسَرَاءِ
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
3960 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يُدْخَلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ» وَفِي رِوَايَةٍ: " «يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِالسَّلَاسِلِ» ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[5] بَابُ حُكْمِ الْأُسَرَاءِ
بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ السِّينِ، جَمْعُ أَسِيرٍ.
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
3960 - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: عَجِبَ اللَّهُ) : أَيْ رَضِيَ (مِنْ قَوْمٍ يُدْخَلُونَ الْجَنَّةَ) : بِصِيغَةِ الْمَفْعُولِ وَهُوَ الْمُنَاسِبُ لِلْمَقَامِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِصِيغَةِ الْفَاعِلِ (فِي السَّلَاسِلِ) : حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ يَدْخُلُونَ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يُؤْخَذُونَ أُسَارَى قَهْرًا وَكَرْهًا فِي السَّلَاسِلِ وَالْقُيُودِ، فَيَدْخُلُونَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ يَرْزُقُهُمُ اللَّهُ الْإِيمَانَ فَيَدْخُلُونَ بِهِ الْجَنَّةَ، فَأَحَلَّ الدُّخُولَ فِي الْإِسْلَامِ مَحَلَّ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِإِفْضَائِهِ إِلَيْهِ. (وَفِي رِوَايَةٍ) : أَيْ لِلْبُخَارِيِّ، أَوْ لِغَيْرِهِ (يُقَادُونَ) : أَيْ يُجَرُّونَ (إِلَى الْجَنَّةِ بِالسَّلَاسِلِ) : فَقَالَ الْقَاضِي: قَدْ سَبَقَ غَيْرُهُ مَرَّةً أَنَّ صِفَاتِ الْعِبَادِ إِذَا أُطْلِقَتْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أُرِيدَ بِهَا غَايَاتُهَا، فَغَايَةُ التَّعَجُّبِ وَالِاسْتِبْشَارِ بِالشَّيْءِ الرِّضَا بِهِ وَاسْتِعْظَامُ شَأْنِهِ، فَالْمَعْنَى عَظَّمَ اللَّهُ شَأْنَ قَوْمٍ يُؤْخَذُونَ عَنْوَةً فِي السَّلَاسِلِ، فَيَدْخُلُونَ فِي الْإِسْلَامِ فَيَصِيرُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَرَضِيَ عَنْهُمْ، وَأَحَلَّهُمْ مَحَلَّ مَا يَتَعَجَّبُ مِنْهُ، وَقِيلَ. أَرَادَ بِالسَّلَاسِلِ مَا يَرِدُونَ بِهِ مِنْ قَتْلِ الْأَنْفُسِ وَسَبْيِ دُخُولِ الْأَزْوَاجِ وَالْأَوْلَادِ، وَتَخْرِيبِ الدِّيَارِ وَسَائِرِ مَا يُلْجِئُهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ الَّذِي سَبَّبَ دُخُولَ الْجَنَّةِ، فَأَقَامَ الْمُسَبَّبَ مَقَامَ السَّبَبِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهَا جَذَبَاتِ الْحَقِّ الَّتِي يَجْذِبُ بِهَا خَاصَّةَ عِبَادِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، وَمِنَ الْهُبُوطِ فِي مَهَاوِي الطَّبِيعَةِ إِلَى الْعُرُوجِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى. قُلْتُ: وَكَذَا فِي مَعْنَى السَّلَاسِلِ مَكْرُوهَاتُ النَّفْسِ مِنَ الْفَقْرِ وَالْمَرَضِ وَالْخُمُولِ، وَسَائِرِ الْمُصِيبَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَفَوَاتِ اللَّذَّاتِ النَّفْسِيَّةِ، فَإِنَّهَا تَجُرُّ إِلَى الْحَالَاتِ السَّنِيَّةِ الرُّوحِيَّةِ وَالْمَقَامَاتِ الْعَلِيَّةِ الْأُخْرَوِيَّةِ، وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ كَرَاهَةُ الْأَوْلَادِ لِلْكِتَابَةِ وَالْقِرَاءَةِ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) : وَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ: عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَأَبِي نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَجِبْتُ لِأَقْوَامٍ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ وَهُمْ كَارِهُونَ.

3961 - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ " فَقَتَلْتُهُ فَنَفَّلَنِي سَلَبَهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3961 - (وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : قَالَ الْقَاضِي: الْعَيْنُ الْجَاسُوسُ سُمِّيَ بِهِ ; لِأَنَّ عَمَلَهُ بِالْعَيْنِ، أَوْ لِشِدَّةِ اهْتِمَامِهِ بِالرُّؤْيَةِ وَاسْتِغْرَاقِهِ فِيهَا كَأَنَّ جَمِيعَ بَدَنِهِ صَارَ عَيْنًا. (وَهُوَ) : أَيْ وَالْحَالُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ) : أَيِ الْجَاسُوسُ (عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ) : أَيِ انْصَرَفَ (فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ فَقَتَلْتُهُ) : أَيْ: فَطَلَبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ فَقَتَلْتُهُ (فَنَفَّلَنِي) : بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ، وَيَجُوزُ تَخْفِيفُهُ ; أَيْ أَعْطَانِي (سَلَبَهُ) : بِفَتْحَتَيْنِ ; أَيْ: مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ وَالسِّلَاحِ سُمِّيَ بِهِ ; لِأَنَّهُ يُسْلَبُ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: وَكَذَا مَرْكَبُهُ وَمَا عَلَيْهِ مِنَ السَّرْجِ وَالْآلَةِ، وَمَا مَعَهُ عَلَى الدَّابَّةِ مِنْ مَالٍ، وَمَا عَلَى وَسَطِهِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ. قَالَ الطِّيبِيُّ: فَنَفَّلَنِي ; أَيْ أَعْطَانِي نَفْلًا، وَهُوَ مَا يُخَصُّ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْغَنِيمَةِ، وَيُزَادُ عَلَى سَهْمِهِ. فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ دَخَلَ دَارَ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ مِنْ غَيْرِ أَمَانٍ حَلَّ قَتْلُهُ، وَمَنْ تَجَسَّسَ لِلْكُفَّارِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ نَقْضًا لِلْعَهْدِ، وَإِنْ فَعَلَهُ مُسْلِمٌ فَلَا يَحِلُّ قَتْلُهُ، بَلْ يُعَزَّرُ، فَإِنِ ادَّعَى جَهَالَةً بِالْحَالِ، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّا يُتَجَافَى عَنْهُ ; أَيْ: يُتَجَاوَزُ هَذَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السَّلَبَ لِلْقَاتِلِ. قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: التَّنْفِيلُ إِعْطَاءُ الْإِمَامِ الْفَارِسَ فَوْقَ سَهْمِهِ وَهُوَ مِنَ النَّفْلِ، وَهُوَ الزَّائِدُ. وَمِنْهُ النَّافِلَةُ لِلزَّائِدِ عَلَى الْفَرْضِ، وَيُقَالُ لِوَلَدِ الْوَلَدِ كَذَلِكَ ; أَيْضًا، وَيُقَالُ نَفَّلَهُ تَنْفِيلًا وَنَفَلَهُ بِالتَّخْفِيفِ نَفْلًا لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، وَيُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ التَّحْرِيضُ عَلَى الْقِتَالِ بِالتَّنْفِيلِ، فَيَقُولُ: مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ، أَوْ يَقُولُ لِلسَّرِيَّةِ: قَدْ جَعَلْتُ لَكُمُ النِّصْفَ، أَوِ الرُّبُعَ بَعْدِ الْخُمُسِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست