responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2519
3914 - وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ» ". فَلَمْ يَنْزِلُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3914 - (وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ) : بِضَمٍّ فَفَتْحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ بَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَأَرْسَلَهُ إِلَى قَوْمِهِ فَأَسْلَمُوا نَزَلَ الشَّامَ وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ. (قَالَ: كَانَ النَّاسُ) ; أَيْ: مِنَ الصَّحَابَةِ (إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا) : أَيْ: فِي السَّفَرِ تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ) : بِكَسْرِ أَوَّلِهِ جَمْعُ الشِّعْبِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ (وَالْأَوْدِيَةِ) : جَمْعُ الْوَادِي وَهُوَ الْمَسِيلُ مِمَّا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّ ذَلِكُمْ) : أَيْ: تَفَرُّقَكُمْ (مِنَ الشَّيْطَانِ) : أَيْ: لِيُخَوِّفَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَيُحَرِّكَ أَعْدَاءَهُ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَقَعَ مَوْقِعَ خَبَرِ إِنَّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} [آل عمران: 155] وَالتَّرْكِيبُ مِنْ بَابِ التَّرْدِيدِ لِلتَّعْلِيقِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: وَمَسَّهَا حَجَرٌ مَسَّتْهُ سَرَّاءُ أَيْ: لَوْ مَسَّهَا حَجَرٌ لَسَرَّتْهُ، فَإِنَّ " إِنَّ " زِيدَتْ لِلتَّوْكِيدِ وَطُولِ الْكَلَامِ، وَ (مَا) لِتَكُفَّهَا عَنِ الْعَمَلِ، وَأَصْلُ التَّرْكِيبِ أَنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ. (فَلَمْ يَنْزِلُوا) : أَيِ النَّاسُ (بَعْدَ ذَلِكَ) : أَيِ: الْقَوْلِ (مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ; أَيْ: لَوْ أُوقِعَ (عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ) : أَيْ: لَشَمِلَ جَمِيعَهُمْ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .

3915 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ، كُلَّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، فَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَكَانَتْ إِذَا جَاءَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَا: نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ» . قَالَ: " «مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا» ". رَوَاهُ فِي " شَرْحِ السُّنَّةِ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3915 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا) : أَيْ: أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يَوْمَ بَدْرٍ) : أَيْ: فِي غَزْوَتِهِ (كُلَّ ثَلَاثَةٍ) : أَيْ: مِنَ الْأَنْفَارِ (عَلَى بَعِيرٍ) : أَيْ: عُقْبَةً وَمُنَاوَبَةً (فَكَانَ) : أَيْ: مِنْ جُمْلَتِنَا (أَبُو لُبَابَةَ) : وَهُوَ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ، غَلَبَتْ عَلَيْهِ كُنْيَتُهُ، وَكَانَ مِنَ النُّقَبَاءِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهَا، وَقِيلَ: لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا بَلْ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمٍ مَعَ أَصْحَابِ بَدْرٍ، مَاتَ فِي خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ وَنَافِعٌ وَغَيْرُهُمَا، ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ. (وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ) ; أَيْ: كِلَاهُمَا (زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ الْمِيمِ ; أَيْ عَدِيلَيْهِ، فَفِي النِّهَايَةِ: الزَّمِيلُ الْعَدِيلُ الَّذِي حَمَلَهُ مَعَ حَمْلِكَ عَلَى الْبَعِيرِ، وَقَدْ زَامَلَنِي عَادَلَنِي، وَالزَّمِيلُ ; أَيْضًا الرَّفِيقُ. وَقَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ ; أَيْ: رَدِيفُهُ يَكُونَانِ مَعَهُ عَلَى الزَّامِلَةِ، وَهِيَ الْبَعِيرُ الَّذِي يَحْمِلُ الْمُسَافِرُ عَلَيْهِ طَعَامَهُ وَمَتَاعَهُ اهـ. وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الزَّمِيلَ هُوَ الَّذِي يُرْكَبُ مَعَكَ عَلَى دَابَّةٍ وَاحِدَةٍ بِالنَّوْبَةِ بِقَرِينَةٍ مَا بَعْدَهُ وَهُوَ (قَالَ) ; أَيِ: ابْنُ مَسْعُودٍ (فَكَانَتِ) ; أَيِ: الْقِصَّةُ وَهِيَ نُسْخَةٌ: وَكَانَ ; أَيِ: الشَّأْنُ (إِذَا جَاءَتْ) : وَفِي نُسْخَةٍ إِذَا جَاءَ (عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِضَمٍّ فَسُكُونٍ ; أَيْ: نَوْبَةُ نُزُولِهِ (قَالَا) : أَيْ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيٌّ (نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ) ; أَيْ: نَمْشِي مَشْيًا عِوَضًا عَنْ مَشْيِكَ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: ضَمَّنَ الْمَشْيَ مَعْنَى الِاسْتِغْنَاءِ ; أَيْ: نَسْتَغْنِيكَ عَنِ الْمَشْيِ يَعْنِي نَمْشِي بَدَلَكَ (قَالَ: مَا أَنْتُمَا) ; أَيْ: لَسْتُمَا (بِأَقْوَى مِنِّي) ; أَيْ: فِي الدُّنْيَا (وَمَا أَنَا) ; أَيْ: وَلَسْتُ (بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا) ; أَيْ: فِي الْعُقْبَى. قَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ إِظْهَارُ غَايَةِ التَّوَاضُعِ مِنْهُ، وَالْمُوَاسَاةِ مَعَ الرُّفْقَةِ، وَالِافْتِقَارِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى (رَوَاهُ) ; أَيْ: صَاحِبُ الْمَصَابِيحِ (فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) ; أَيْ: بِإِسْنَادِهِ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2519
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست