responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2474
الْفَصْلُ الثَّانِي
3819 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حَصِينٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّانِي
3819 - (عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ» ) : أَيْ: عَلَى تَحْصِيلِهِ، وَإِظْهَارِهِ (ظَاهِرِينَ) : أَيْ: غَالِبِينَ مَنْصُورِينَ، أَوْ مَعْرُوفِينَ مَشْهُورِينَ (عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ) : قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: أَيْ: غَالِبِينَ عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ، وَالْمُنَاوَأَةُ الْمُعَادَاةُ، وَالْأَصْلُ فِيهِ الْهَمْزُ ; لِأَنَّهُ مِنَ النَّوْءِ وَهُوَ النُّهُوضُ، وَرُبَّمَا يُتْرَكُ هَمْزُهُ، وَإِنَّمَا اسْتُعْمِلَ ذَلِكَ فِي الْمُعَادَاةِ ; لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَعَادِيَيْنِ يَنْهَضُ إِلَى قِتَالِ صَاحِبِهِ. وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ، هُوَ بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الْوَاوِ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ نَاءَ إِلَيْهِمْ وَنَاءُوا إِلَيْهِ ; أَيْ: نَهَضُوا لِلْقِتَالِ. وَفَى النِّهَايَةِ: النِّوَاءُ وَالْمُنَاوَاةُ الْمُعَادَاةُ. وَفِي الْقَامُوسِ: نَاءَ نَهَضَ بِجُهْدٍ وَمَشَقَّةٍ وَنَاوَاهُ مُنَاوَاةً فَاخَرَهُ وَعَادَاهُ اه. فَالْأَوْلَى أَنْ يُقْرَأَ لَفْظُ الْحَدِيثِ بِالْهَمْزِ، وَلَا يُلْتَفَتَ إِلَى أَكْثَرِ النُّسَخِ حَيْثُ لَمْ يَضْبِطُوا بِهِ، فَإِنَّ الرَّسْمَ وَاحِدٌ. قَالَ الطِّيبِيُّ: قَدْ سَبَقَ فِي الْفَصْلِ الْأَوَّلِ أَنَّ تَنْزِيلَ أَمْثَالِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَوْلَى وَأَحْرَى اه. وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ: مِنْ جِهَةِ الشَّامِ لِيَدْخُلَ أَهْلُ الرُّومِ فِي الْمُرَادِ، فَإِنَّهُمُ الْقَائِمُونَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بِهَذِهِ الْوَظِيفَةِ الشَّرِيفَةِ حَقَّ الْقِيَامِ نَصَرَهُمُ اللَّهُ وَخَذَلَ أَعْدَاءَهُمُ اللِّئَامَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، (حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ) : أَيِ: الْمَهْدِيُّ وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَتْبَاعُهُمَا (الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ) : وَيَقْتُلُهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بِبَابٍ لَهُ مِنْ بَيَتِ الْمَقْدِسِ حِينَ حَاصَرَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِيهِمُ الْمَهْدِيُّ، وَبَعْدَ قَتْلِهِ لَا يَكُونُ الْجِهَادُ بَاقِيًا، أَمَّا عَلَى يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَلِعَدَمِ الْقُدْرَةِ وَالطَّاقَةِ عَلَيْهِمْ وَبَعْدَ إِهْلَاكِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَافِرٌ مَا دَامَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيًّا فِي الْأَرْضِ، وَأَمَّا بَعْدَ مَوْتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكُفْرِ مَنْ كَفَرَ بَعْدَهُ، فَلِمَوْتِ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ عَنْ قَرِيبٍ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ، وَبَقَاءِ الْكُفَّارِ بِحَيْثُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ، وَفَى الْأَرْضِ مَنْ يَقُولُ: اللَّهُ. فَمَا وَقَعَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ كَمَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ، يُحْمَلُ عَلَى قُرْبِهَا، فَإِنَّ خُرُوجَ الدَّجَّالِ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَسَيَجِيءُ تَفْصِيلُ هَذَا الْمَبْحَثِ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .

3820 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَنْ لَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3820 - (وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ لَمْ يَغْزُ) : أَيْ: حَقِيقَةً (وَلَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا) : أَيْ: لَمْ يُهَيِّءْ أَسْبَابَ غَازٍ (أَوْ يَخْلُفْ) : بِالْجَزْمِ وَضَمِّ اللَّامِ عَلَى الْمَنْفِيِّ ; أَيْ: لَمْ يَخْلُفْ (غَازِيًا فِي أَهْلِهِ) : وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَوْ لِلتَّنْوِيعِ وَلِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ وَمَا قَبْلَهُ فِي رُتْبَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْغَزْوِ الْحُكْمِيِّ، وَقَوْلُهُ: (بِخَيْرٍ) : قَيْدٌ لِلْأَخِيرِ، قَالَ الطِّيبِيُّ مُتَعَلِّقٌ بِيَخْلُفْ حَالٌ مِنْ فَاعِلِهِ أُتِيَ بِهِ صِيَانَةً عَمَّا عَسَى أَنْ يَنْوِيَ الْخِيَانَةَ فِيهِمْ اه. وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَيْدًا لِلْكُلِّ، وَالْمُرَادُ بِهِ نِيَّةُ الْخَيْرِ الْمُعَبَّرِ عَنْهُ بِالْإِخْلَاصِ قَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ: أَوْ يَخْلُفْ هُوَ عَطْفٌ عَلَى يُجَهِّزْ، وَإِنَّمَا لَمْ يُعِدِ الْجَازِمَ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ اسْتِقْلَالُهُ، وَلِيُؤْذَنَ بِأَنَّ تَجْهِيزَ الْغَازِي وَكَوْنَ تَخْلِيفِ الْغَازِي فِي أَهْلِهِ لَيْسَ بِمَثَابَةِ الشُّخُوصِ بِنَفْسِهِ إِلَى الْغَزْوِ، ثُمَّ جَوَابُ الشَّرْطِ قَوْلُهُ: (أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ) : أَيْ: بِشِدَّةٍ مِنَ الشَّدَائِدِ وَالْبَاءُ فِيهِ لِلتَّعْدِيَةِ ; أَيْ: بِبَلِيَّةٍ تَقْرَعُهُ وَتُهْلِكُهُ وَتَصْرَعُهُ وَتَدُقُّهُ، وَلِذَا سُمِّيَتِ الْقِيَامَةُ بِالْقَارِعَةِ (قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : كَانَ الْأَخْصَرُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَدِيثِ السَّابِقِ، وَيَقُولَ: رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ كَمَا هُوَ دَأْبُ الْمُؤَلِّفِ هَذَا، وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْحَاكِمُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: " «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِغَيْرِ أَثَرٍ مِنْ جِهَادٍ لَقِيَ اللَّهَ وَفِيهِ ثُلْمَةٌ» " وَهِيَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ النَّقْصُ وَالْعَيْبُ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست