responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2215
بِتَعَهُّدٍ مِنْ فَقْرٍ أَوْ عِيَالٍ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى الْبُخَارِيِّ: قَوْلُهُ: تُعِينُ ضَائِعًا بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَبَعْدَ الْأَلِفِ تَحْتِيَّةٌ بِالِاتِّفَاقِ، وَضَبْطُ مَنْ قَالَ مِنْ شُرَّاحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ رُوِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ لِلِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّ هِشَامًا إِنَّمَا رَوَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْيَاءِ، وَقَدْ نَسَبَهُ الزُّهْرِيُّ إِلَى التَّصْحِيفِ، وَوَافَقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ لِمُقَابَلَتِهِ بِالْأَخْرَقِ اهـ.
وَقَوْلُهُ بَعْدَ الْأَلِفِ تَحْتِيَّةٌ، وَقَوْلُهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْيَاءِ مَحْمُولَانِ عَلَى أَصْلِ الْكَلِمَةِ قَبْلَ الْإِعْلَالِ، إِذْ يَجِبُ قَلْبُهَا هَمْزَةً كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ فِي نَحْوِ: قَائِلٍ وَبَائِعٍ وَعَائِشٍ وَأَمْثَالِهَا.
قَالَ الزَّرْكَشِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي التَّنْقِيحِ: قَوْلُهُ: ضَائِعًا بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ هَكَذَا رِوَايَةُ هِشَامٍ الَّتِي رَوَاهَا الْبُخَارِيُّ مِنْ جِهَتِهِ، أَيْ: ذَا ضَيَاعٍ مِنْ فَقْرٍ أَوْ عِيَالٍ أَوْ حَالٍ قَصَّرَ عَنِ الْقِيَامِ بِهَا، وَرُوِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: إِنَّهُ الصَّوَابُ لِمُقَابَلَتِهِ الْأَخْرَقَ، وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: صَحَّفَ هِشَامٌ، إِنَّمَا هُوَ الصَّانِعُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (أَوْ تَصْنَعُ) : بِالْإِعْرَابَيْنِ (لِأَخْرَقَ) . أَيْ مَنْ لَيْسَ لَهُ كَسْبٌ مِنْ خَرِقَ كَفَرِحَ خَرَقًا بِالتَّحْرِيكِ جَهِلَ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ: " أَخْرَقَ " أَيِ الْجَاهِلِ بِمَا يَعْمَلُهُ أَوْ لَيْسَ فِي يَدِهِ صَنْعَةٌ يَتَكَسَّبُ بِهَا. قَالَ الْقَاضِي: الْأَخْرَقُ هُنَا الَّذِي لَا يُحْسِنُ صَنْعَةً. وَقَالَ السُّيُوطِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: رَجُلٌ أَخْرَقُ لَا صَنْعَةَ لَهُ، وَالْجَمْعُ خُرْقٌ بِضَمٍّ فَسُكُونٍ. (قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: (تَدَعُ) : بِالضَّبْطَيْنِ أَيْ تَتْرُكُ (النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ) ، أَيْ مِنْ إِيصَالِ الشَّرِّ إِلَيْهِمْ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى تَتْرُكُهُمْ مِنْ أَجْلِ شَرِّهِمْ، (فَإِنَّهَا) : أَيْ تَرْكُ النَّاسِ مِنَ الشَّرِّ (صَدَقَةٌ) ، فَالضَّمِيرُ لِلْمَصْدَرِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْفِعْلُ، وَأَنَّثَهُ لِتَأْنِيثِ الْخَبَرِ أَوْ بِاعْتِبَارِ الْفَعْلَةِ أَوِ الْخَصْلَةِ (تَصَدَّقُ) : أَصْلُهُ تَتَصَدَّقُ (بِهَا) : أَيْ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ (عَلَى نَفْسِكَ) . أَيْ: تَحْفَظُهَا عَمَّا يُرْدِيهَا وَيَعُودُ وَبَالُهُ عَلَيْهَا. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

الْفَصْلُ الثَّانِي
3384 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فَقَالَ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: " لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةِ) . قَالَ: أَوَلَيْسَا وَاحِدًا؟ قَالَ: " لَا ; عِتْقُ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا. وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِهَا، وَالْمِنْحَةَ الْوَكُوفَ، وَالْفَيْءَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ» ) . رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّانِي
3384 - (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ) ، صَحَابِيَّانِ (قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فَقَالَ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ) . بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِـ " عَمَلًا "، وَجُوِّزَ جَزْمُهُ عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَيَجُوزُ إِسْكَانُهُ، وَالْمُرَادُ إِدْخَالُ الْجَنَّةِ ابْتِدَاءً مَعَ النَّاجِينَ قَالَ: (لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ) . اللَّامُ الْأُولَى مُوَطِّأَةٌ لِلْقَسَمِ، وَمَعْنَى الشَّرْطِيَّةِ أَنَّكَ إِنْ أَقْصَرْتَ فِي الْعِبَارَةِ بِأَنْ جِئْتَ بِعِبَارَةٍ قَصِيرَةٍ فَقَدْ أَطْنَبْتَ فِي الطَّلَبِ حَيْثُ مِلْتَ إِلَى مَرْتَبَةٍ كَبِيرَةٍ، أَوْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ ذِي طُولٍ وَعَرْضٍ، إِشَارَةً إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى جَلَّ شَأْنُهُ {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] وَهَذِهِ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ وَالْجَوَابُ (أَعْتِقِ النَّسَمَةَ) : بِفَتْحَتَيْنِ وَهِيَ الرُّوحُ أَوِ النَّفْسُ، أَيْ أَعْتِقْ ذَا نَسَمَةٍ (وَفُكَّ) : بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِ الْكَافِ وَيَجُوزُ كَسْرُهُ أَيْ وَأَخْلِصِ (الرَّقَبَةَ) : أَيْ عَنِ الْعُبُودِيَّةِ، وَفِي الْكَلَامِ تَفَنُّنٌ، وَلِذَا أَظْهَرَ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ (قَالَ) : أَيِ الْأَعْرَابِيُّ (أَوَلَيْسَا) : أَيِ الْإِعْتَاقُ وَالْفَكُّ (وَاحِدًا) : أَيْ فِي الْمَعْنَى (قَالَ: لَا) : أَيْ بَلْ فَرْقٌ بَيْنَهُمَا (عِتْقُ النَّسَمَةَ) : أَيْ أَعْتِقْهَا فَعَبَّرَ بِحَاصِلِ الْمَصْدَرِ عَنِ الْمَصْدَرِ (أَنْ تَفَرَّدَ) : أَصْلُهُ أَنْ تَتَفَرَّدَ مِنَ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست