responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2205
فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ) : قَالَ الْقَاضِي: الْمُعْجَمَةُ الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى النُّطْقِ، فَإِنَّهَا لَا تُطِيقُ أَنْ تُفْصِحَ عَنْ حَالِهَا، وَتَتَضَرَّعَ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ جُوعِهَا وَعَطَشِهَا، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ عَلَفِ الدَّوَابِّ، وَأَنَّ الْحَاكِمَ يُجْبِرُ الْمَالِكَ عَلَيْهِ اهـ. وَلَا دَلَالَةَ عَلَى الْإِجْبَارِ، وَتَقَدَّمَ دَلِيلُ نَفْيِهِ عَلَى مُقْتَضَى مَذْهَبِنَا (فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً) : أَيْ قَوِيَّةً لِلرُّكُوبِ (وَاتْرُكُوهَا) : أَيْ: عَنِ الرُّكُوبِ قَبْلَ الْإِعْيَاءِ (صَالِحَةً) أَيْ ; لِأَنْ تُرْكَبَ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: فِيهِ تَرْغِيبٌ إِلَى تَعَهُّدِهَا أَيْ تَعَهُّدِهَا بِالْعَلَفِ لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لَائِقَةً لِمَا تُرِيدُونَ مِنْهَا، فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَرْكَبُوهَا فَارْكَبُوهَا وَهَى صَالِحَةٌ لِلرُّكُوبِ قَوِيَّةٌ عَلَى الْمَشْيِ، وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَتْرُكُوهَا لِلْأَكْلِ فَتُعِدُّوهَا لِتَكُونَ سَمِينَةً صَالِحَةً لِلْأَكْلِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَرَوَى أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ، وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ: " «ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً، وَابْتَدِعُوهَا سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ لِأَحَادِيثِكُمْ فِي الطُّرُقِ وَالْأَسْوَاقِ، فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا، وَأَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ مِنْهُ»
".

الْفَصْلُ الثَّالِثُ
3371 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الفاتحة: 152 - 32280] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10] الْآيَةَ انْطَلَقَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ يَتِيمٌ فَعَزَلَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ شَرَابِهِ، فَإِذَا فَضَلَ مِنْ طَعَامِ الْيَتِيمِ وَشَرَابِهِ شَيْءٌ حُبِسَ لَهُ حَتَّى يَأْكُلَهُ أَوْ يَفْسُدَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220] فَخَلَطُوا طَعَامَهُمْ بِطَعَامِهِمْ، وَشَرَابَهُمْ بِشَرَابِهِمْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
3371 - (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الفاتحة: 152 - 32280] أَيْ بِالنَّهْيِ عَنْ قُرْبَانِهِ مُبَالَغَةً وَزَجْرًا عَنْ أَخْذِهِ وَأَكْلِهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10] الْآيَةَ يَعْنِي حَيْثُ ذَكَرَ الْوَعِيدَ الشَّدِيدَ بِقَوْلِهِ: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] (انْطَلَقَ) : أَيْ شَرَعَ وَذَهَبَ (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ يَتِيمٌ فَعَزَلَ طَعَامَهُ) أَيْ أَفْرَزَ طَعَامَ الْيَتِيمِ أَوْ طَعَامَ نَفْسِهِ، وَفِي قَوْلِهِ: (مِنْ طَعَامِهِ) : بِالْعَكْسِ (وَشَرَابَهُ مِنْ شَرَابِهِ، فَإِذَا فَضَلَ) : بِفَتْحِ الْعَيْنِ أَيْ زَادَ (مِنْ طَعَامِ الْيَتِيمِ وَشَرَابِهِ شَيْءٌ حَبَسَ) : بِصِيغَةِ الْفَاعِلِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِصِيغَةِ الْمَفْعُولِ أَيْ: أَمْسَكَ لَهُ (حَتَّى يَأْكُلَهُ أَوْ يَفْسُدَ) : أَيْ: يَفْسُدَ أَوْ إِلَى أَنْ يَفْسُدَ بَعْضُهُ (فَاشْتَدَّ ذَلِكَ) : أَيْ صَعُبَ مَا ذُكِرَ مِنَ الْعَزْلِ وَالْفَسَادِ (عَلَيْهِمْ) : لِلتَّعَبِ فِي الْأَوَّلِ، وَالتَّضْيِيعِ فِي الثَّانِي (فَذَكَرُوا ذَلِكَ) : أَيْ: الِاشْتِدَادَ عَلَيْهِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ} [البقرة: 220] : أَيْ بِالْإِفْرَازِ (لَهُمْ) : أَيْ لِلْيَتَامَى (خَيْرٌ) : أَيْ مِنَ الْمُخَالَطَةِ (وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) وَتَتِمَّتُهُ: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220] أَيْ لَأَوْقَعَكُمْ فِي الْعَنَتِ وَهُوَ الْمَشَقَّةُ وَالْحَرَجُ فَحَصَلَ لَهُمْ رُخْصَةٌ (فَخَلَطُوا طَعَامَهُمْ بِطَعَامِهِمْ، وَشَرَابَهُمْ بِشَرَابِهِمْ) : قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَالُوا فِي رُفْقَةٍ فِي سَفَرٍ أُغْمِيَ عَلَى أَحَدِهِمْ أَوْ مَاتَ، فَأَنْفَقُوا عَلَيْهِ أَوْ جَهَّزُوهُ مِنْ مَالِهِ لَا يَضْمَنُونَ اسْتِحْسَانًا، وَمَاتَ شَخْصٌ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، خَرَجُوا إِلَى الْحَجِّ فَمَاتَ وَاحِدٌ، فَبَاعُوا مَا كَانَ لَهُ مَعَهُمْ، فَلَمَّا وَصَلُوا سَأَلُوا مُحَمَّدًا فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَمْ تَكُونُوا فُقَهَاءَ، وَكَذَا بَاعَ مُحَمَّدٌ مَرَّةً كُتَبَ تِلْمِيذٍ لَهُ مَاتَ، فَأَنْفَقَ فِي تَجْهِيزِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يُوصِ بِذَلِكَ فَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: 220] . (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست