responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1629
2350 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ ; فَاسْأَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ. وَكُلُّكُمْ فُقَرَاءُ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ ; فَاسْأَلُونِي أُرْزَقْكُمْ، وَكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ ; فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ، وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ. وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ، وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي ; مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ ; مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً، ثُمَّ رَفَعَهَا ; ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ، عَطَائِي كَلَامٌ، وَعَذَابِي كَلَامٌ، إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ، فَيَكُونُ.» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2350 - (وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي) : خِطَابٌ عَامٌّ يَشْمَلُ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ، وَفِيهِ تَأْنِيسٌ تَامٌّ (كُلٌّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ) : كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة: 64] ، {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7] ، {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52] (فَاسْأَلُونِي) : بِالْهَمْزِ وَحَذْفِهِ (الْهُدَى) أَيِ: اطْلُبُوا الْهِدَايَةَ مِنِّي لَا مِنْ غَيْرِي وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ (أَهْدِكُمْ) : فِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ فِي طَلَبِ الْهِدَايَةِ هَدَاهُ اللَّهُ (وَكُلُّكُمْ فُقَرَاءُ) أَيْ: ظَاهِرًا وَبَاطِنًا (إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ) : وَهُوَ أَيْضًا لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ لَمْحَةً لِاحْتِيَاجِهِ إِلَى الْإِيجَادِ وَالْإِمْدَادِ كُلَّ لَحْظَةٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38] (فَاسْأَلُونِي أُرْزَقْكُمْ) أَيْ: حَلَالًا طَيِّبًا إِذِ الرِّزْقُ الْمَضْمُونُ يُنَالُ بِلَا سُؤَالٍ (وَكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ) أَيْ: يُتَصَوَّرُ مِنْهُ الذَّنْبُ (إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ) أَيْ: مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ أَيْ: عَصَمْتُ وَحَفِظْتُ، وَإِنَّمَا قَالَ: (عَافَيْتُ) تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الذَّنْبَ مَرَضٌ ذَاتِيٌّ وَصِحَّتُهُ عِصْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَحِفْظُهُ مِنْهُ، أَوْ كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ بِالْفِعْلِ وَذَنْبُ كُلٍّ بِحَسَبِ مَقَامِهِ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ وَالْأَوْبَةِ، ( «فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ» ) أَيْ: جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَلَوْ بِلَا تَوْبَةٍ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى اسْتِثْنَاءِ الشِّرْكِ لِأَنَّ هَذَا الْعِلْمَ غَيْرُ مُتَصَوَّرٍ إِلَّا مِنَ الْمُؤْمِنِ (وَلَا أُبَالِي) : فِيهِ رَدٌّ عَلَى الْمُعْتَزِلِيِّ (وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ) : يُرَادُ بِهِ الْإِحَاطَةُ وَالشُّمُولُ (وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ) : تَأْكِيدٌ لِإِرَادَةِ الِاسْتِيعَابِ كَقَوْلِهِ: (وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ) أَيْ: شَبَابَكُمْ وَشُيُوخَكُمْ، أَوْ عَالِمَكُمْ وَجَاهِلَكُمْ، أَوْ مُطِيعَكُمْ وَعَاصِيَكُمْ.
وَأَغْرَبَ ابْنُ الْمَلَكِ فَقَالَ: أَرَادَ بِالرَّطْبِ النَّبَاتَ وَالشَّجَرَ، وَبِالْيَابِسِ الْمَدَرَ وَالْحَجَرَ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِهِمَا الْبَحْرُ وَالْبَرُّ أَيْ: أَهْلُهُمَا، أَوْ لَوْ صَارَ كُلُّ مَا فِي الْبَحْرِ وَالْبَرِّ مِنَ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ وَالْحِيتَانِ وَسَائِرِ الْحَيَوَانِ آدَمِيًّا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: هُمَا عِبَارَتَانِ عَنِ الِاسْتِيعَابِ التَّامِّ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59] وَالْإِضَافَةُ إِلَى ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِينَ تَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الِاسْتِيعَابُ فِي نَوْعِ الْإِنْسَانِ، فَيَكُونُ تَأْكِيدًا لِلشُّمُولِ بَعْدَ تَأْكِيدٍ، وَتَقْرِيرًا بَعْدَ تَقْرِيرٍ. انْتَهَى. وَبِهِ يُعْلَمُ أَنَّهُ لَا وَجْهَ لِإِدْخَالِ الْمَلَائِكَةِ وَعِصْمَتِهِمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا فَعَلَهُ ابْنُ حَجَرٍ. (اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي) : وَهُوَ نَبِيُّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (مَا زَادَ ذَلِكَ) أَيِ: الِاجْتِمَاعُ (فِي مُلْكِي) وَفِي نُسْخَةٍ: مِنْ مُلْكِي (جَنَاحَ بَعُوضَةٍ) أَيْ: قَدْرِهِ، وَفِيهِ إِظْهَارُ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَكَمَالِ الْغِنَى وَالِاسْتِغْنَاءِ ( «وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ، وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي» ) وَهُوَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ (مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ) : فَإِنَّ قَبُولَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ نَقْصٌ لِقَبُولِ الْحَدَثَانِ ( «وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ، وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ) أَيْ: مَحِلٍّ (وَاحِدٍ، فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ» ) : بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ أَيْ: مُشْتَهَاهُ، وَجَمْعُهَا الْمُنَى وَالْأَمَانِي يَعْنِي كُلَّ حَاجَةٍ تَخْطُرُ بِبَالِهِ (فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ) أَيْ: مَقَاصِدَهُ فِي آنٍ وَاحِدٍ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1629
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست