responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1606
جَوَازُ عَدِّ الْأَذْكَارِ وَمَأْخَذُ سُبْحَةِ الْأَبْرَارِ، وَقَدْ كَانَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ خَيْطٌ فِيهِ عُقَدٌ كَثِيرَةٌ يُسَبِّحُ بِهَا، وَزَعْمُ أَنَّهَا بِدْعَةٌ غَيْرُ صَحِيحٍ لِوُجُودِ أَصْلِهَا فِي السُّنَّةِ وَلِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ " وَإِنَّمَا قَيَّدَ الْعَقْدَ بِالْأَنَامِلِ دَلَالَةً عَلَى الْأَفْضَلِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ تَعْلِيلُهُ بِقَوْلِهِ: (فَإِنَّهُنَّ) أَيِ: الْأَنَامِلَ كَسَائِرِ الْأَعْضَاءِ (مَسْئُولَاتٌ) أَيْ: يُسْأَلْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا اكْتَسَبْنَ وَبِأَيِّ شَيْءٍ اسْتُعْمِلْنَ، (مُسْتَنْطَقَاتٌ) : بِفَتْحِ الطَّاءِ أَيْ: مُتَكَلِّمَاتٌ بِخَلْقِ النُّطْقِ فِيهَا فَيَشْهَدْنَ لِصَاحِبِهِنَّ أَوْ عَلَيْهِ بِمَا اكْتَسَبَهُ. قَالَ تَعَالَى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: 24] ، {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] وَفِيهِ حَثٌّ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْأَعْضَاءِ فِيمَا يُرْضِي الرَّبَّ تَعَالَى وَتَعْرِيضُ التَّحَفُّظِ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالْآثَامِ. (وَلَا تَغْفُلْنَ) : بِضَمِّ الْفَاءِ، وَالْفَتْحِ لَحْنٌ أَيْ: عَنِ الذِّكْرِ يَعْنِي لَا تَتْرُكْنَ الذِّكْرَ، (فَتَنْسَيْنَ) : بِفَتْحِ التَّاءِ أَيْ: فَتَتْرُكْنَ (الرَّحْمَةَ) : بِسَبَبِ الْغَفْلَةِ، وَالْمُرَادُ بِنِسْيَانِ الرَّحْمَةِ نِسْيَانُ أَسْبَابِهَا أَيْ: لَا تَتْرُكْنَ الذِّكْرَ، فَإِنَّكُنَّ لَوْ تَرَكْتُنَّ الذِّكْرَ لَحُرِمْتُنَّ ثَوَابَهُ، فَكَأَنَّكُنَّ تَرَكْتُنَّ الرَّحْمَةَ. قَالَ تَعَالَى: فَاذْكُرُونِي أَيْ: بِالطَّاعَةِ أَذْكُرْكُمْ أَيْ: بِالرَّحْمَةِ. وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ بِصِيغَةٍ مَجْهُولَةٍ مِنَ الْإِنْسَاءِ، أَيْ: إِنَّكُنَّ اسْتُحْفِظْتُنَّ ذِكْرَ الرَّحْمَةِ وَأُمِرْتُنَّ بِسُؤَالِهَا، فَإِذَا غَفَلْتُنَّ فَقَدْ ضَيَّعْتُنَّ مَا اسْتُودِعْتُنَّ فَتُرِكْتُنَّ سُدًى عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ الطِّيبِيُّ: (لَا تَغْفُلْنَ) نَهْيٌ لِأَمْرَيْنِ أَيْ: لَا تَغْفُلْنَ عَمَّا ذَكَرْتُ، لَكِنْ مِنَ اللُّزُومِ عَلَى الذِّكْرِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ وَالْعَقْدِ بِالْأَصَابِعِ تَوْثِيقًا، وَقَوْلُهُ: فَتَنْسَيْنَ جَوَابُ " لَوْ " أَيْ: إِنَّكُنَّ لَوْ تَغْفُلْنَ عَمَّا ذَكَرْتُ لَكُنَّ لَتُرِكْتُنَّ سُدًى عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَهَذَا مِنْ بَابِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه: 81] أَوْ لَا يَكُنْ مِنْكُنَّ الْغَفْلَةُ فَيَكُونَ مِنَ اللَّهِ تَرْكُ الرَّحْمَةِ، فَعَبَّرَ بِالنِّسْيَانِ عَنْ تَرْكِ الرَّحْمَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126] . (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ) .

الْفَصْلُ الثَّالِثُ
2317 - عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قَالَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ". فَقَالَ: فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي، فَمَا لِي؟ فَقَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي» ". شَكَّ الرَّاوِي فِي " عَافِنِي ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
2317 - (عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ) : وَفِي نُسْخَةٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا) أَيْ: ذِكْرًا (أَقُولُهُ) أَيْ: أَذْكُرُهُ وِرْدًا (قَالَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ) بَدَأَ بِالتَّوْحِيدِ عَلَى وَجْهِ التَّفْرِيدِ، فَإِنَّهُ مَبْدَأُ كُلِّ عِبَادَةٍ وَمَخْتَمُ كُلِّ سَعَادَةٍ لِلْمُرَادِ وَالْمُرِيدِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) أَيْ: مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ أَوْ مِنْ أَنْ يُحَاطَ بِكُنْهِ كِبْرِيَائِهِ وَهُوَ الْأَوْلَى (كَبِيرًا) : قَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ: كَبَّرْتُ كَبِيرًا، أَوْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مُؤَكِّدَةً (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا) أَيْ: حَمْدًا كَثِيرًا (سُبْحَانَ اللَّهِ) : وَفِي نُسْخَةٍ: وَسُبْحَانَ اللَّهِ (رَبِّ الْعَالَمِينَ) أَيْ: جَمِيعِ الْخَلَائِقِ، وَتَغْلِيبُ ذَوِي الْعِلْمِ لِشَرَفِهِمْ (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) : وَجَاءَ فِي رِوَايَةِ الْبَزَّارِ بِلَفْظِ: " الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ " وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ، وَإِنْ لَمْ يَرِدْ فِي الصَّحِيحِ. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: لَمْ يَرِدْ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ إِلَّا عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَإِنَّهُ أَرْدَفَهَا بِقَوْلِهِ: " الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ". (قَالَ) أَيِ: الْأَعْرَابِيُّ (فَهَؤُلَاءِ) أَيِ: الْكَلِمَاتُ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ: هَؤُلَاءِ (لِرَبِّي) أَيْ: مَوْضُوعَةٌ لِذِكْرِهِ (فَمَا لِي؟) أَيْ مِنَ الدُّعَاءِ لِنَفْسِي (فَقَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي) أَيْ: بِمَحْوِ السَّيِّئَاتِ (وَارْحَمْنِي) أَيْ: بِتَوْفِيقِ الطَّاعَاتِ فِي الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ (وَاهْدِنِي) أَيْ: لِأَحْسَنِ الْأَحْوَالِ (وَارْزُقْنِي) أَيِ: الْمَالَ الْحَلَالَ (وَعَافِنِي) أَيْ: مِنَ الِابْتِلَاءِ بِمَا يَضُرُّ فِي الْمَآلِ (شَكَّ الرَّاوِي

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست