responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1562
قَالَ الطِّيبِيُّ: نَقَلَ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنِ الْقُشَيْرِيِّ أَنَّ فِي الْحَدِيثِ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ الِاسْمَ هُوَ الْمُسَمَّى، إِذْ لَوْ كَانَ غَيْرَهُ لَكَانَتِ الْأَسْمَاءُ لِغَيْرِهِ، وَلَخَّصَ هَذَا الْمَعْنَى الْقَاضِي وَأَجَابَ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ: فَإِنْ قِيلَ: إِذَا كَانَ الِاسْمُ عَيْنَ الْمُسَمَّى لَزِمَ مِنْ قَوْلِهِ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا الْحُكْمُ بِتَعَدُّدِ الْإِلَهِ. فَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ. الْأَوَّلُ: أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الِاسْمِ هَاهُنَا اللَّفْظُ، وَلَا خِلَافَ فِي وُرُودِ الِاسْمِ بِهَذَا الْمَعْنَى، إِنَّمَا النِّزَاعُ فِي أَنَّهُ هَلْ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الْمُسَمَّى عَيْنُهُ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ تَعَدُّدِ الْأَسْمَاءِ تَعَدُّدُ الْمُسَمَّى. وَالثَّانِي: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْأَلْفَاظِ الْمُطْلَقَةِ عَلَى اللَّهِ يَدُلُّ عَلَى ذَاتِهِ بِاعْتِبَارِ صِفَةِ حَقِيقَةٍ، وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي التَّعَدُّدَ فِي الِاعْتِبَارَاتِ وَالصِّفَاتِ دُونَ الذَّاتِ، وَلَا اسْتِحَالَةَ فِي ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ: تِسْعَةً وَتِسْعِينَ لَا يَدُلُّ عَلَى الْحَصْرِ إِذْ ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ الرَّبُّ الْمَوْلَى النَّصِيرُ الْمُحِيطُ الْكَافِي الْعَلَّامُ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَفِي السُّنَّةِ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ الدَّائِمُ الْجَمِيلُ، وَتَخْصِيصُهَا بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهَا أَشْهَرَ لَفْظًا وَأَظْهَرَ مَعْنًى، وَلِأَنَّهَا غُرَرُ أَسْمَائِهِ وَأُمَّهَاتُهَا الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى مَعَانِي غَيْرِهَا. وَقِيلَ: مَنْ أَحْصَاهَا صِفَةٌ لَهَا، فَلَا يَدُلُّ عَلَى الْحَصْرِ مِثْلَ: لِفُلَانٍ أَلْفُ شَاةٍ أَعَدَّهَا لِلْأَضْيَافِ، فَلَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ غَيْرَهَا.
(وَفِي رِوَايَةٍ) : أَيْ: لِلْبُخَارِيِّ ذَكَرَهُ مِيرَكُ فِي حَاشِيَةِ الْحِصْنِ (وَهُوَ) : أَيْ: ذَاتُهُ تَعَالَى: (وِتْرٌ) : بِكَسْرِ الْوَاوِ أَيْ: فَرْدٌ لَا شَبِيهَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ ( «يُحِبُّ الْوِتْرَ» ) : أَيْ: مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْأَذْكَارِ، يَعْنِي يُحِبُّ مِنْهَا مَا كَانَ عَلَى صِفَةِ الْإِخْلَاصِ وَالتَّفَرُّدِ لَهُ تَعَالَى، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ الطِّيبِيِّ أَيْ: يُثِيبُ عَلَى الْعَمَلِ الَّذِي أَتَى بِهِ وِتْرًا لِمَا فِيهِ مِنَ التَّنْبِيهِ عَلَى مَعَانِي الْفَرْدِيَّةِ قَلْبًا، وَلِسَانًا، وَإِيمَانًا، وَإِخْلَاصًا إِثَابَةً كَامِلَةً. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ: " «لَا يَحْفَظُهُ أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» ".

2288 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُمِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْمُجِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْوَالِي، الْمُتَعَالِي، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّءُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْجَامِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْمَانِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " الدَّعَوَاتِ الْكُبْرَى " وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2288 - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا) : قَالَ الطِّيبِيُّ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَشْهَرَ أَسْمَائِهِ تَعَالَى هُوَ: (اللَّهُ) ، لِإِضَافَةِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ، وَقَالَ الْمَالِكِيُّ النَّحْوِيُّ: اللَّهُ اسْمُ عَلَمٍ لَيْسَ بِصِفَةٍ، وَقِيلَ: فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى سِوَاهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى أَيْ إِلَيْهِ يُنْسَبُ كُلُّ اسْمٍ لَهُ وَيُقَالُ الْكَرِيمُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَلَا يُقَالُ مِنْ أَسْمَاءِ الْكَرِيمِ اللَّهُ. (مَنْ أَحْصَاهَا) : أَيْ حَفِظَهَا كَمَا فَسَّرَ بِهِ الْأَكْثَرُونَ، كَمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ. فَإِنَّ الْحِفْظَ يَحْصُلُ بِالْإِحْصَاءِ وَتَكْرَارِ مَجْمُوعِهَا فَالْإِحْصَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ الْحِفْظِ، أَوْ ضَبَطَهَا حَصْرًا وَتَعْدَادًا، وَعِلْمًا، وَإِيمَانًا، أَوْ أَطَاقَهَا بِالْقِيَامِ بِمَا هُوَ حَقُّهَا وَالْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهَا، وَذَلِكَ بِأَنْ يَعْتَبِرَ مَعَانِيَهَا، فَيُطَالِبَ نَفْسَهُ بِمَا تَتَضَمَّنُهُ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَأَحْكَامِ الْعُبُودِيَّةِ فَيَتَخَلَّقُ بِهَا، قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: مِثْلَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ، فَكَفَّ لِسَانَهُ وَسَمْعَهُ عَمَّا لَا يَجُوزُ، وَكَذَا فِي بَاقِي الْأَسْمَاءِ اهـ.
وَأَمَّا التَّخَلُّقُ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، فَبَسَطَهُ الْغَزَالِيُّ فِي الْمَقْصِدِ الْأَسْنَى، وَقِيلَ: كُلُّ اسْمٍ لِلتَّخَلُّقِ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّهُ لِلتَّعَلُّقِ (دَخَلَ الْجَنَّةَ) : قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَيَدُلُّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَتَنَافَى أَنَّ مَنْ زَادَ فِيهَا زَادَ مَرْتَبَةً فِي الْجَنَّةِ، إِذْ قَدْ وَرَدَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ أَسْمَاءٌ لَيْسَتْ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، كَالتَّامِّ، وَالْقَدِيمِ، وَالْوِتْرِ، وَالشَّدِيدِ، وَالْكَافِي وَالْأَبَدِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَأَيْضًا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ: الْمَجِيدُ، الرَّبُّ، الْأَكْرَمُ، الْأَعْلَى، أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ذُو الطَّوْلِ، ذُو الْقُوَّةِ، ذُو الْمَعَارِجِ، ذُو الْعَرْشِ، رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ اهـ. وَمِنْهَا: رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ.
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَذَكَرَ الْجَزَاءَ بِلَفْظِ الْمَاضِي تَحْقِيقًا (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) : الِاسْمُ الْمَعْدُودُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ مِنْ أَسْمَائِهِ هُوَ اللَّهُ لَا غَيْرُهُ مَنْ هُوَ وَإِلَهٌ، وَالْجُمْلَةُ تُفِيدُ الْحَصْرَ وَالتَّحْقِيقَ لِإِلَهِيَّتِهِ وَنَفْيِ مَا عَدَاهُ عَنْهَا. قَالَ الطِّيبِيُّ: الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ إِمَّا بَيَانٌ لِكَمِّيَّةِ تِلْكَ الْأَعْدَادِ أَنَّهَا مَا هِيَ فِي قَوْلَةِ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، وَذَكَرَ الضَّمِيرَ نَظَرًا إِلَى الْخَبَرِ، وَإِمَّا بَيَانٌ لِكَيْفِيَّةِ الْإِحْصَاءِ فِي قَوْلِهِ: مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَإِنَّهُ كَيْفَ يُحْصَى فَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْمُسَمَّى الدَّالِّ عَلَيْهِ، وَقَوْلُهُ: " لِلَّهِ " كَأَنَّهُ لَمَّا قِيلَ: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى سُئِلَ: وَمَا تِلْكَ الْأَسْمَاءُ؟ فَأُجِيبَ: هُوَ اللَّهُ، أَمَّا

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست