responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1495
أَيْ تُبْدِي الْمَحَاسِنَ مَسَاوِيًا، وَنَظَرَ إِلَى إِفْرَادِ عَيْنِ الرِّضَا وَجَمْعِ عُيُونِ السُّخْطِ فَإِنَّهُ يَفْتَحُ لَكَ نُكْتَةً لَطِيفَةً وَحِكْمَةً شَرِيفَةً ظَاهِرِيَّةً وَبَاطِنِيَّةً " «وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ» "، أَيْ طَاعَتُهَا أَوْ قِيَامُهَا " «وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسمِائَةً إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ» "، أَيْ ثَوَابٌ بِعَدَدِهِ أَوْ بِوَزْنِهِ " مِنَ الْأَجْرِ، قَالُوا: وَمَا الْقِنْطَارُ؟ قَالَ: اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "، أَيْ دِرْهَمًا أَوْ دِينَارًا، قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ -: وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ «الْقِنْطَارَ أَلْفًا وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ، وَالْأُوقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» ، وَقَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، أَيْ مِنَ الْأَرْطَالِ يَحْتَاجُ إِلَى نَقْلٍ صَحِيحٍ أَوْ دَلِيلٍ صَرِيحٍ (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ) .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(الْفَصْلُ الْأَوَّلُ)
2187 - عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهْوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا» " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(بَابٌ)
بِالتَّنْوِينِ، وَيَسْكُنُ، وَهُوَ فِي تَوَابِعِ الْفَضَائِلِ مِنَ الْأَحْكَامِ الَّتِي مُرَاعَاتُهَا مِنَ الْفَوَاضِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(الْفَصْلُ الْأَوَّلُ)
2187 - (عَنْ أَبَى مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ» ) ، أَيْ تَفَقَّدُوهُ وَرَاعُوهُ بِالْمُحَافَظَةِ وَدَاوِمُوهُ بِالتِّلَاوَةِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: التَّعَاهُدُ الْمُحَافَظَةُ وَتَجْدِيدُ الْعَهْدِ، أَيْ وَاظِبُوا عَلَى قِرَاءَتِهِ وَدَاوِمُوا عَلَى تَكْرَارِ دِرَاسَتِهِ لِئَلَّا يُنْسَى (فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ) ، أَيِ الْقُرْآنُ (أَشَدُّ تَفَصِّيًا) ، أَيْ فِرَارًا وَذَهَابًا وَتَخَلُّصًا وَخُرُوجًا (مِنَ الْإِبِلِ) قَالَ الطِّيبِيُّ: التَّفَصِّي التَّخَلُّصُ، يُقَالُ: تُفُصِّيَتِ الدُّيُونُ إِذَا خَرَجَتْ مِنْهَا (فِي عُقُلِهَا) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالْقَافِ جَمْعُ عِقَالٍ كَكُتُبٍ جَمْعُ كِتَابٍ، وَيَجُوزُ إِسْكَانُ الْقَافِ لُغَةً، لَكِنَّ الرِّوَايَةَ عَلَى ضَمِّهَا وَهُوَ الْحَبَلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ ذِرَاعُ الْبَعِيرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: " اعْقِلْ وَتَوَكَّلْ " قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ: عَقَلْتُ الْإِبِلَ إِذَا جَمَعْتَ وَظِيفَهُ إِلَى ذِرَاعِهِ فَتَشُدُّهَا مَعًا فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ، وَذَلِكَ الْعَقْلُ هُوَ الْحِبَالُ اهـ وَفِي فِيهِ بِمَعْنَى مِنْ، أَيْ لَهُوَ أَشَدُّ ذَهَابًا مِنَ الْإِبِلِ إِذَا تَخَلَّصَتْ مِنَ الْعِقَالِ فَإِنَّهَا تَنْفَلِتُ حَتَّى لَا تَكَادُ تُلْحَقُ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنَ الْإِبِلِ مِنْ عُقُلِهَا، قَالَ الطِّيبِيُّ: وَذَلِكَ أَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْبَشَرِ بَلْ هُوَ كَلَامُ خَالِقِ الْقُوَى وَالْقَدَرِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَشَرِ مُنَاسَبَةٌ قَرِيبَةٌ لِأَنَّهُ حَادَثٌ وَهُوَ قَدِيمٌ، وَاللَّهُ - سُبْحَانَهُ - بِلُطْفِهِ الْعَمِيمِ وَكَرَمِهِ الْقَدِيمِ مَنَّ عَلَيْهِمْ وَمَنَحَهُمْ هَذِهِ النِّعْمَةَ الْعَظِيمَةَ فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَهُ بِالْحِفْظِ وَالْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهِ مَا أَمْكَنَهُ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) وَرَوَاهُ أَحْمَدُ.

2188 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَزَادَ مُسْلِمٌ: بِعُقُلِهَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2188 - (وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ) مَا نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، وَقَوْلُهُ (أَنْ يَقُولَ) مَخْصُوصٌ بِالذَّمِّ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [البقرة: 90] أَيْ بِئْسَ شَيْئًا كَائِنًا لِلرَّجُلِ قَوْلُهُ (نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ) بِالتَّشْدِيدِ، وَفِي رِوَايَةٍ: بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَهَذَا الْمِقْدَارُ حَدِيثٌ مُسْتَقِلٌّ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَهَذَا تَلْقِينٌ وَتَعْلِيمٌ أَنْ يَقُولَ: نُسِّيتُ لَا نَسِيتُ كَمَا وَرَدَ فِي الصَّحِيحَيْنِ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا بَلْ هُوَ نُسِّيَ» ، قَالَ النَّوَوِيُّ: يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا بَلْ يَقُولُ أُنْسِيتُهَا اهـ وَفِي الْأَوَّلِ إِشْعَارٌ بِعَدَمِ التَّقْصِيرِ وَإِيمَاءٌ إِلَى فِعْلٍ يُخَالِفُ الْقَضَاءَ وَالتَّقْدِيرَ، وَفِي الثَّانِي نِسْبَةُ النِّسْيَانِ بِمَعْنَى التَّرْكِ الَّذِي هُوَ الْعِصْيَانُ إِلَى ذَاتِهِ مَعَ الْإِبْهَامِ إِلَى عَدَمِ مُبَالَاتِهِ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: لَا تَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَذَا لِأَنَّهُ لَمْ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست