responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1457
(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: «الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ» ) قِيلَ: لَا يَدْخُلِ الْجِنُّ بَيْتًا فِيهِ أُتْرُجٌّ، وَمِنْهُ يَظْهَرُ زِيَادَةَ حِكْمَةِ تَشْبِيهِ قَارِئِ الْقُرْآنِ بِهِ، وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيِّ:
كُلُّ الْخِلَالِ الَّتِي فِيكُمْ مَحَاسِنُكُمْ ... تَشَابَهَتْ فِيكُمُ الْأَخْلَاقُ وَالْخُلُقُ
كَأَنَّكُمْ شَجَرُ الْأُتْرُجِّ طَابَ مَعًا ... حَمْلًا وَنَوْرًا وَطَابَ الْعُودُ وَالْوَرَقُ
( «وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ» ) .

2115 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» " رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2115 - (وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ) ، أَيْ بِالْإِيمَانِ بِهِ وَتَعْظِيمِ شَأْنِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ الْقُرْآنُ الْبَالِغُ فِي الشَّرَفِ وَظُهُورِ الْبُرْهَانِ مَبْلَغًا لَمْ يَبْلُغْهُ غَيْرُهُ مِنَ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الرُّسُلِ الْمُتَقَدِّمَةِ (أَقْوَامًا) ، أَيْ دَرَجَةَ جَمَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِأَنْ يُحْيِيَهُمْ حَيَاةً طَيِّبَةً فِي الدُّنْيَا وَيَجْعَلَهُمْ مِنَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الْعُقْبَى (وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) ، أَيْ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ مِنْ مَرَاتِبِ الْكَامِلِينَ إِلَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، قَالَ - تَعَالَى - {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} [البقرة: 26] فَهُوَ مَاءٌ لِلْمَحْبُوبِينَ دِمَاءٌ لِلْمَحْجُوبِينَ، وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] قَالَ الطِّيبِيُّ: فَمَنْ قَرَأَهُ وَعَمِلَ بِهِ مُخْلِصًا رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَرَأَهُ مُرَائِيًا غَيْرَ عَامِلٍ بِهِ وَضَعَهُ اللَّهُ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) وَذَكَرَ الْبَغْوَيُّ بِإِسْنَادِهِ فِي الْمَعَالِمِ «أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ وَكَانَ عُمَرُ قَدْ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي، أَيْ أَهْلُ مَكَّةَ؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنُ أَبْزَى، فَقَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ عُمَرُ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ رَجُلٌ قَارِئُ الْقُرْآنَ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ قَاضٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا أَنَّ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - يَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ ".»

2116 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «أَنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ إِذْ جَالَتِ الْفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، فَقَرَأَ فَجَالَتْ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ فَانْصَرَفَ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ، وَلَمَّا أَخَّرَهُ رَفْعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ " قَالَ: فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ وَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ، فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لَا أَرَاهَا، قَالَ: " وَتَدْرِي مَا ذَاكَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ، وَفِي مُسْلِمٍ: عَرَّجْتُ فِي الْجَوِّ بَدَلٌ فَخَرَجْتُ عَلَى صِيغَةِ الْمُتَكَلِّمِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2116 - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ) بِالتَّصْغِيرِ فِيهِمَا وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ (قَالَ) ، أَيْ يَحْكِي عَنْ نَفْسِهِ (بَيْنَمَا هُوَ) ، أَيْ أُسَيْدُ (يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ) ، أَيْ فِي بَعْضِ أَجْزَاءِ اللَّيْلِ وَسَاعَاتِهِ (سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ) وَقِيلَ: التَّأْنِيثُ فِي مَرْبُوطَةٍ عَلَى تَأْوِيلِ الدَّابَّةِ، وَصَوَابُهُ أَنَّ الْفَرَسَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَذَا قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وَالْجُمْلَةُ الْحَالِيَّةُ (إِذْ) ظَرْفٌ لِيَقْرَأَ (جَالَتِ الْفَرَسُ) ، أَيْ دَارَتْ وَتَحَرَّكَتْ كَالْمُضْطَرِبِ الْمُنْزَعِجِ مِنْ مُخَوِّفٍ نَزَلَ بِهِ (فَسَكَتَ) ، أَيْ أُسَيْدٌ عَنِ الْقِرَاءَةِ لِيَنْظُرَ مَا السَّبَبُ فِي جَوَلَانِهَا (فَسَكَنَتْ) ، أَيِ الْفَرَسُ عَنْ تِلْكَ الْحَرَكَةِ فَظَنَّ أَنَّ جَوَلَانَهَا أَمْرٌ اتِّفَاقِيٌّ (فَقَرَأَ فَجَالَتْ فَسَكَتَ) ، أَيْ كَذَلِكَ (فَسَكَنَتْ) فَظَنَّ أَنَّهُ لِأَمْرٍ (ثُمَّ قَرَأَ) ، أَيْ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَسْتَظْهِرَ فِي أَمْرِهِ فَتَرَوَّى ثُمَّ قَرَأَ (فَجَالَتِ الْفَرَسُ) فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ لِأَمْرٍ أَزْعَجَهَا عَنْ قَرَارِهَا، قِيلَ: تَحَرُكُ الْفَرَسِ كَانَ لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ لِاسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ خَوْفًا مِنْهُمْ وَسُكُونُهَا لِعُرُوجِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ أَوْ لِعَدَمِ ظُهُورِهِمْ، أَوْ تَحَرُّكِ الْفَرَسِ لِوِجْدَانِ الذَّوْقِ بِالْقِرَاءَةِ وَسُكُونِهَا لِذَهَابِ ذَلِكَ الذَّوْقِ مِنْهَا بِتَرْكِ الْقِرَاءَةِ (فَانْصَرَفَ) ، أَيْ أُسَيْدٌ مِنَ الصَّلَاةِ أَوْ مِنَ الْقِرَاءَةِ (وَكَانَ ابْنُهُ) ، أَيِ ابْنُ أُسَيْدٍ (يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا) ، أَيْ مِنَ الْفَرَسِ (فَأَشْفَقَ) ، أَيْ خَافَ أُسَيْدٌ (أَنْ تُصِيبَهُ) ، أَيِ الْفَرَسُ ابْنَهُ فِي جَوَلَانِهَا فَذَهَبَ أُسَيْدٌ إِلَى ابْنِهِ لِيُؤَخِّرَهُ عَنِ الْفَرَسِ (وَلَمَّا أَخَّرَهُ) ، أَيْ أُسَيْدُ ابْنَهُ يَحْيَى عَنْ قُرْبِ الْفَرَسِ (رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا) هِيَ لِلْمُفَاجَأَةِ (مِثْلَ الظُّلَّةِ) وَهِيَ الضَّمُّ مَا يَقِي الرَّجُلَ مِنَ الشَّمْسِ كَالسَّحَابِ وَالسَّقْفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، أَيْ شَيْءٌ مِثْلَ السَّحَابِ عَلَى رَأْسِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (فِيهَا) ، أَيْ فِي الظُّلَّةِ (أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ) ، أَيْ أَجْسَامٌ لَطِيفَةٌ نُورَانِيَّةٌ (فَلَمَّا أَصْبَحَ) ، أَيْ دَخَلَ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست