responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1316
1852 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ، فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغَنَاءِ، إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ، أَوْ غِنًى آجِلٍ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1852 - (وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ ") أَيْ: حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، وَأَكْثَرُ اسْتِعْمَالِهَا فِي الْفَقْرِ وَضِيقِ الْمَعِيشَةِ " فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ " أَيْ: عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ، وَأَظْهَرَهَا بِطَرِيقِ الشِّكَايَةِ لَهُمْ، وَطَلَبَ إِزَالَةَ فَاقَةٍ مِنْهُمْ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ: نَزَلَ بِالْمَكَانِ، وَنَزَلَ مِنْ عُلُوٍّ، وَمِنَ الْمَجَازِ نَزَلَ بِهِ مَكْرُوهٌ، وَأَنْزَلْتُ حَاجَتِي عَلَى كِرِيمٍ، وَخُلَاصَتُهُ أَنَّ مَنِ اعْتَمَدَ فِي سَدِّهَا عَلَى سُؤَالِهِمْ " لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ " أَيْ: لَمْ تُقْضَ حَاجَتُهُ، وَلَمْ تَزَلْ فَاقَتُهُ، وَكُلَّمَا تُسَدُّ حَاجَةٌ أَصَابَتْهُ أُخْرَى أَشَدُّ مِنْهَا " وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ " بِأَنِ اعْتَمَدَ عَلَى مَوْلَاهُ " أَوْشَكَ اللَّهُ " أَيْ: أَسْرَعَ وَعَجَّلَ " لَهُ بِالْغَنَاءِ " بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالْمَدِّ: أَيِ: الْكِفَايَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ: بِالْغِنَى. قَالَ شُرَّاحُ الْمَصَابِيحِ: رِوَايَةُ بِالْغِنَى بِالْكَسْرِ مَقْصُورًا عَلَى مَعْنَى الْيَسَارِ تَحْرِيفٌ لِلْمَعْنَى ; لِأَنَّهُ قَالَ: يَأْتِيهِ الْكِفَايَةُ عَمَّا هُوَ فِيهِ (إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ) قِيلَ: بِمَوْتٍ قَرِيبٍ لَهُ غَنِيٍّ، فَيَرِثُهُ، وَلَعَلَّ الْحَدِيثَ مُقْتَبَسٌ مِنْ قَوْلِهِ - تَعَالَى - {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 2 - 3] " أَوْ غِنَى " بِكَسْرٍ وَقَصْرٍ: أَيْ: يَسَارٌ " آجِلٍ " أَيْ: بِأَنْ يُعْطِيَهُ مَالًا وَيَجْعَلَهُ غَنِيًّا. قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ هَكَذَا: أَيْ: بِالْعَيْنِ فِي أَكْثَرِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ، وَجَامِعِ الْأُصُولِ، وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ " أَوْ غِنًى آجِلٍ " بِهَمْزَةٍ مَمْدُودَةٍ وَهُوَ أَصَحُّ دِرَايَةً لِقَوْلِهِ - تَعَالَى - {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32] اهـ. وَفِيهِ بَحْثُ تَأَمُّلٍ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ) .

(الْفَصْلُ الثَّالِثُ)
1853 - عَنِ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ، أَنَّ الْفِرَاسِيَّ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَسْأَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا وَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ، فَسَلِ الصَّالِحِينَ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(الْفَصْلُ الثَّالِثُ)
1853 - (عَنِ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ) : بِكَسْرِ الْفَاءِ (أَنَّ الْفِرَاسِيَّ) هُوَ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ) وَفِي نُسْخَةٍ: قَالَ (قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَسْأَلُ) بِحَذْفِ حَرْفِ الِاسْتِفْهَامِ: أَيْ: وَأَطْلُبُ (يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا ") : أَيْ: لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فِي كُلِّ حَالٍ " وَإِنْ كُنْتَ ": أَيْ: سَائِلًا " لَا بُدَّ ": أَيْ: لَكَ مِنْهُ، وَلَا غِنًى لَكَ عَنْهُ " فَسَلْ " بِالْوَجْهَيْنِ: أَيِ: اطْلُبِ " الصَّالِحِينَ " لِأَنَّ الصَّالِحَ لَا يُعْطِي إِلَّا مِنَ الْحَلَالِ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا كِرِيمًا وَرَحِيمًا، وَلَا يَهْتِكُ الْعِرْضَ، وَلِأَنَّهُ يَدْعُو لَكَ، فَيُسْتَجَابُ، وَلِذَا كَانَ فُقَرَاءُ بَغْدَادَ يَسْأَلُونَ الْإِمَامَ أَحْمَدَ، وَمِنْ غَرِيبِهِ مَا وَقَعَ أَنَّ أَهْلَ بَيْتِ الْإِمَامِ احْتَاجُوا إِلَى الْخَمِيرَةِ فِي حَالِ الْعَجْنِ مَرَّةً، فَطَلَبُوا مِنْ بَيْتِ وَلَدِهِ، وَكَانَ قَدْ تَوَلَّى الْقَضَاءَ، وَمِنْ صَلَاحِهِ وَتَقْوَاهُ يَرْقُدُ عِنْدَ بَابِهِ فِي اللَّيْلِ قَائِلًا: لَعَلَّهُ احْتَاجَ إِلَيَّ، وَلَمَّا خَبَزُوا انْكَشَفَ لِلْإِمَامِ أَنَّ فِيهِ شُبْهَةً، فَسَأَلَهُمْ، فَحَكَوْا لَهُ بِالْقَضِيَّةِ، فَامْتَنَعَ مِنْ أَكْلِهِ، وَتَبِعُوهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ نُعْطِيهِ لِلْفُقَرَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ بِشَرْطِ إِجْلَاءِ عَيْبِهِ، فَلَمْ يَأْخُذْهُ الْفُقَرَاءُ، فَرَمَوْهُ فِي الْبَحْرِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهِ، فَلَمَّا اطَّلَعَ عَلَى فِعْلِهِمُ امْتَنَعَ مِنْ أَكْلِ الْحُوتِ مُدَّةَ حَيَاتِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ) .

1854 - «وَعَنِ ابْنِ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا، وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ، أَمَرَ لِي بِعُمَالَةٍ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ، وَأَجْرِي عَلَى اللَّهِ، قَالَ: خُذْ مَا أُعْطِيتَ، فَإِنِّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَمَّلَنِي، فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَكُلْ وَتَصَدَّقْ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1854 - (وَعَنِ ابْنِ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ) : أَيْ: جَعَلَنِي عَامِلًا (عَلَى الصَّدَقَةِ) : أَيْ: عَلَى أَخْذِهَا وَجَمْعِهَا وَحِفْظِهَا (فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا) : أَيْ: مِنْ أَخْذِهَا (وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ) : أَيْ: إِلَى عُمَرَ (أَمَرَ لِي بِعُمَالَةٍ) : بِضَمِّ الْعَيْنِ، وَفِي الْقَامُوسِ مُثَلَّثَةٌ: أُجْرَةُ الْعَمَلِ (فَقُلْتُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ وَأَجْرِي) : بِالْوَجْهَيْنِ (عَلَى اللَّهِ، قَالَ: خُذْ مَا أُعْطِيتَ:

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست