responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 3  صفحه : 978
(أَخَفَّ مِنْهَا) : وَذَلِكَ بِتَرْكِ قِرَاءَتِهِ السُّورَةَ الطَّوِيلَةَ وَالْأَذْكَارَ الْكَثِيرَةَ. (غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ) ، أَيْ: كَانَ يُتِمُّ كَمَا فِي الشَّمَائِلِ. (الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: نَصَبَ غَيْرَ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِالِاعْتِنَاءِ بِشَأْنِ الطُّمَأْنِينَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ; لِأَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - خَفَّفَ سَائِرَ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقِيَامِ وَالْقِرَاءَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَلَمْ يُخَفِّفْ مِنَ الطُّمَأْنِينَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَقَالَ مُنْلَا حَنَفِيُّ: مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ فَإِنَّهُ لِدَفْعِ تَوَهُّمٍ نَشَأَ مِنْ قَوْلِهِمْ مَا رَأَيْتُهُ إِلَخْ. وَهُوَ أَنَّهُ لَمْ يُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ وَالتَّخْصِيصُ بِهِمَا ; لِأَنَّهُ كَثِيرًا مَا يَقَعُ التَّسَاهُلُ فِيهِمَا، وَمِنْهُ يُعْلَمُ ضَعْفُ مَا قِيلَ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِالِاعْتِنَاءِ إِلَخْ اهـ. وَهُوَ غَيْرُ ظَاهِرٍ.
(وَقَالَتْ) ، أَيْ أُمُّ هَانِئٍ (فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: وَذَلِكَ ضُحًى) ، أَيْ: مَا فَعَلَهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - صَلَاةَ ضُحًى، أَوْ ذَلِكَ الْوَقْتُ وَقْتُ ضُحًى، قَالَهُ ابْنُ الْمَلَكِ، وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا صَحَّ عِنْدَ الْحَاكِمِ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، يُسَلِّمُ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَالسُّبْحَةُ بِالضَّمِّ الصَّلَاةُ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

1310 - وَعَنْ مُعَاذَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟ قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1310 - (وَعَنْ مُعَاذَةَ) : بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيَّةِ الصَّهْبَاءِ الْبَصْرِيَّةِ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ (قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، أَيْ: كَمْ رَكْعَةً وَهُوَ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ لِقَوْلِهِ: (يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟ قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ) ، أَيْ: لَا يَنْقُصُ عَنْ أَرْبَعٍ، فِي الْإِحْيَاءِ: يَنْبَغِي أَنْ يَقْرَأَ فِيهَا وَالشَّمْسِ، وَاللَّيْلِ، وَالضُّحَى، وَالِانْشِرَاحِ (وَيَزِيدُ) : عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ وَهُوَ مَقُولٌ لِلْقَوْلِ، أَيْ: يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ (مَا شَاءَ اللَّهُ) : قَالَ الْمُظْهِرُ، أَيْ يَزِيدُ مِنْ غَيْرِ حَصْرٍ، وَلَكِنْ لَمْ يُنْقَلْ أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ السُّيُوطِيُّ: أَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْأَسْوَدَ كَمْ أُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: كَمْ شِئْتَ، وَلِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) : قَالَ مِيرَكُ: وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ.

1311 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1311 - (وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ) : بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، أَيْ: عِظَامِ الْأَصَابِعِ وَالْمُرَادُ بِهَا الْعِظَامُ كُلُّهَا، فِي النِّهَايَةِ: السُّلَامَى جَمْعُ السُّلَامِيَّةِ وَهِيَ الْأُنْمُلَةُ مِنْ أَنَامِلِ الْأَصَابِعِ، وَقِيلَ: وَاحِدَةٌ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ، وَيُجْمَعُ عَلَى سُلَامَيَاتٍ، وَهِيَ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مَفْصِلَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْإِنْسَانِ. (صَدَقَةٌ) : وَ " عَلَى " هُنَا لِلتَّأْكِيدِ، نَدَبَ التَّصَدُّقَ بِمَعْنَى الْوُجُوبِ الْمُصْطَلَحِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: اسْمُ يُصْبِحُ إِمَّا صَدَقَةٌ، أَيْ: تُصْبِحُ الصَّدَقَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ سُلَامَى، وَإِمَّا مِنْ أَحَدِكُمْ عَلَى تَجْوِيزِ زِيَادَةِ " مِنْ " وَالظَّرْفُ خَبَرُهُ، وَصَدَقَةٌ: فَاعِلُ الظَّرْفِ، أَيْ: يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ وَاجِبًا عَلَى كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ صَدَقَةً، وَإِمَّا ضَمِيرُ الشَّأْنِ، وَالْجُمْلَةُ الِاسْمِيَّةُ بَعْدَهَا مُفَسِّرَةٌ لَهُ، قَالَ الْقَاضِي: يَعْنِي أَنَّ كُلَّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِ ابْنِ آدَمَ يُصْبِحُ سَلِيمًا عَنِ الْآفَاتِ بَاقِيًا عَلَى الْهَيْئَةِ الَّتِي تَتِمُّ بِهَا مَنَافِعُهُ، فَعَلَيْهِ صَدَقَةٌ شُكْرًا لِمَنْ صَوَّرَهُ وَوَقَاهُ عَمَّا يُغَيِّرُهُ وَيُؤْذِيهِ اهـ.
وَفِي مَعْنَاهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " فِي الْإِنْسَانِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مِفْصَلًا " تَارَةً ذَكَرَ الْعِظَامَ ; لِأَنَّهَا بِهَا قِوَامُ الْبَدَنِ، وَتَارَةً ذَكَرَ الْمَفَاصِلَ ; لِأَنَّ بِهَا يَتَيَسَّرُ الْقَبْضُ وَالْبَسْطُ وَالتَّرَدُّدُ وَالنُّهُوضُ إِلَى الْحَاجَاتِ، (فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: الْفَاءُ تَفْصِيلِيَّةٌ، تَرَكَ تَعْدِيدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَفَاصِلِ لِلِاسْتِغْنَاءِ بِذِكْرِ تَعْدِيدِ مَا ذَكَرَ مِنَ التَّسْبِيحِ وَغَيْرِهِ اهـ. أَوْ ; لِأَنَّ تَعْدِيدَ الْمَفَاصِلِ يَجُرُّ إِلَى الْإِطَالَةِ، وَفِي تَرْكِهِ إِيمَاءٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 3  صفحه : 978
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست