responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 3  صفحه : 963
وَنِسْبَةُ ابْنِ عُمَرَ إِلَى النِّسْيَانِ فِي مِثْلِ هَذَا فِي غَايَةِ الْبُعْدِ، وَإِنَّمَا يَقْرُبُ ادِّعَاؤُهُ فِي الْأُمُورِ الَّتِي تُسْمَعُ وَتُحْفَظُ، وَالْأَفْعَالُ الَّتِي تُفْعَلُ أَحْيَانًا فِي الْعُمْرِ، أَمَّا فِعْلٌ يَقْصِدُ الْإِنْسَانُ إِلَى فِعْلِهِ كُلَّ غَدْوَةٍ مَعَ خَلْقٍ كُلُّهُمْ يَفْعَلُهُ مِنْ صُبْحٍ إِلَى صُبْحٍ يَنْسَاهُ بِالْكُلِّيَّةِ، وَيَقُولُ: مَا شَهِدْتُ وَلَا عَلِمْتُ وَيَتْرُكُهُ مَعَ أَنَّهُ يُصْبِحُ فَيَرَى غَيْرَهُ يَفْعَلُهُ فَلَا يَتَذَكَّرُ، فَلَا يَكُونُ مَعَ شَيْءٍ مِنَ الْعَقْلِ، وَبِمَا قَدَّمْنَاهُ إِلَى هُنَا يَقْطَعُ بِأَنَّ الْقُنُوتَ لَمْ يَكُنْ سُنَّةً رَاتِبَةً ; إِذْ لَوْ كَانَ رَاتِبَةً لَفَعَلَهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كُلَّ صُبْحٍ يَجْهَرُ بِهِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ، أَوْ يَسَّرَ بِهِ كَمَا قَالَ مَالِكٌ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى لَمْ يَتَحَقَّقْ بِهَذَا الِاخْتِلَافِ، بَلْ كَانَ سَبِيلَهُ أَنْ يُنْقَلَ كَنَقْلِ جَهْرِ الْقِرَاءَةِ وَمُخَافَتَتِهَا، وَأَعْدَادِ الرَّكَعَاتِ، فَإِنَّ مُوَاظَبَتَهُ عَلَى وُقُوفِهِ بَعْدَ فَرَاغِ جَهْرِ الْقِرَاءَةِ زَمَانًا سَاكِتًا فِيمَا يَظْهَرُ كَقَوْلِ مَالِكٍ، كَمَا يُدْرِكُهُ مَنْ خَلْفَهُ، وَتَتَوَفَّرُ دَوَاعِيهِمْ عَلَى سُؤَالِ أَنَّ ذَلِكَ لِمَاذَا، وَأَقْرَبُ الْأُمُورِ فِي تَوْجِيهِ نِسْبَةِ سَعِيدٍ النِّسْيَانَ لِابْنِ عُمَرَ إِنْ صَحَّ عَنْهُ أَنْ يُرَادَ قُنُوتُ النَّازِلَةِ، فَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ نَفَى الْقُنُوتَ مُطْلَقًا فَقَالَ سَعِيدٌ: قَنَتَ مَعَ أَبِيهِ يَعْنِي فِي النَّازِلَةِ، وَلَكِنَّهُ نَسِيَ فَإِنَّ هَذَا شَيْءٌ لَا يُوَاظِبُ عَلَيْهِ لِعَدَمِ لُزُومِ سَبَبِهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ قَنَتَ عِنْدَ مُحَارَبَةِ الصَّحَابَةِ مُسَيْلِمَةَ، وَعِنْدَ مُحَارَبَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَكَذَلِكَ قَنَتَ عُمَرُ، وَكَذَلِكَ عَلِيٌّ فِي مُحَارَبَةِ مُعَاوِيَةَ، وَمُعَاوِيَةُ فِي مُحَارَبَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.

الْفَصْلُ الثَّالِثُ
1293 - عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَلَا يَقْنُتُ بِهِمْ إِلَّا فِي النِّصْفِ الْبَاقِي، فَإِذَا كَانَتِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ تَخَلَّفَ فَصَلَّى فِي بَيْتِهِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: أَبَقَ أُبَيٌّ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
1293 -
- (عَنِ الْحَسَنِ) ، أَيِ الْبَصْرِيِّ (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، جَمَعَ النَّاسَ) ، أَيِ: الرِّجَالَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَجَمَعَهُنَّ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ كَمَا سَيَأْتِي (عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) : وَسَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي أَوَّلِ الْفَصْلِ الثَّالِثِ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَلِي هَذَا الْفَصْلَ، (فَكَانَ) ، أَيْ: أُبَيٌّ (يُصَلِّي لَهُمْ عِشْرِينَ لَيْلَةً) : وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْهُمَامِ: مِنَ الشَّهْرِ يَعْنِي مِنْ رَمَضَانَ (وَلَا يَقْنُتُ بِهِمْ) ، أَيْ: فِي الْوَتْرِ، وَلَعَلَّهُ مُقَيَّدٌ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْكَفَّارِ لِمَا مَرَّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَوْ حَسَنٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ السُّنَّةَ إِذَا انْتَصَفَ رَمَضَانُ أَنْ يُلْعَنَ الْكَفَرَةُ فِي الْوَتْرِ، ثُمَّ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي اخْتِيَارِ النِّصْفِ الْأَخِيرِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَفَاؤُلًا بِزَوَالِهِمْ وَانْتِقَالِهِمْ مِنْ مَحَالِلِهِمْ وَانْتِقَاصِهِمْ، كَمَا اخْتِيرَ النِّصْفُ الْأَخِيرُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ لِلْحِجَامَةِ وَالْفَصْدِ مِنْ خُرُوجِ الدَّمِ لِخُرُوجِ الْمَرَضِ وَزَوَالِ الْعَاهَةِ. (إِلَّا فِي النِّصْفِ الْبَاقِي) ، أَيِ: الْأَخِيرِ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْهُمَامِ بِلَفْظِ الثَّانِي، وَهُوَ الظَّاهِرُ فَإِنَّ الْبَاقِيَ مُوهِمٌ وَلَعَلَّهُ تَصْحِيفٌ، (فَإِذَا كَانَتِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ يَتَخَلَّفُ) : وَفِي نُسْخَةٍ: تَخَلَّفَ بِالْمَاضِي، وَكَذَا فِي رِوَايَةِ ابْنِ الْهُمَامِ وَهُوَ الظَّاهِرُ. (فَصَلَّى فِي بَيْتِهِ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: لَعَلَّهَا صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ، (فَكَانُوا) : وَفِي نُسْخَةٍ بِالْوَاوِ (يَقُولُونَ: أَبَقَ أُبَيٌّ) ، أَيْ: هَرَبَ عَنَّا، قَالَ الطِّيبِيُّ فِي قَوْلِهِمْ: أَبَقَ إِظْهَارُ كَرَاهِيَةِ تَخَلُّفِهِ فَشَبَّهُوهُ بِالْعَبْدِ الْآبِقِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الصافات: 140] سَمَّى هَرَبَ يُونُسَ بِغَيْرِ إِذْنِ رَبِّهِ إِبَاقًا مَجَازًا، وَلَعَلَّ تَخَلُّفَ أُبَيٍّ كَانَ تَأَسِّيًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ صَلَّاهَا بِالْقَوْمِ ثُمَّ تَخَلَّفَ كَمَا سَيَأْتِي، وَفِيهِ أَنَّ تَخَلُّفَهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَانَ لِعِلَّةٍ لَا تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ سَبَبًا لِتَخَلُّفِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَى حُدُوثِ عُذْرٍ مِنَ الْأَعْذَارِ لَهُ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَكَانَ عُذْرُهُ أَنَّهُ كَانَ يُؤْثِرُ التَّخَلِّيَ فِي هَذَا الْعَشْرِ الَّذِي لَا أَفْضَلَ مِنْهُ لِيَعُودَ عَلَيْهِ مِنَ الْكَمَالِ فِي خَلْوَتِهِ فِيهِ مَا لَا يَعُودُ عَلَيْهِ فِي جَلْوَتِهِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .
قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: وَلِلْمَتْنِ طُرُقٌ أُخْرَى ضَعَّفَهَا النَّوَوِيُّ، وَفِي الْخُلَاصَةِ، وَمَا أَخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسٍ: كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ إِلَخْ، ضَعِيفٌ بِأَبِي عَاتِكَةَ، وَضَعَّفَهُ الْبَيْهَقِيُّ، مَعَ أَنَّهُ الْقُنُوتُ فِيهِ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 3  صفحه : 963
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست