responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 3  صفحه : 952
قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ الطَّاهِرُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْعُيُوبِ وَالنَّقَائِصِ، وَفُعُّولٌ بِالضَّمِّ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ) : قَالَ مِيرَكُ عَنِ التَّصْحِيحِ: وَهَذَا لَفْظُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى مُرْسَلًا، قَالَ: يَمُدُّ فِي الثَّالِثَةِ صَوْتَهُ وَيَرْفَعُ، وَأَمَّا فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَلَمْ يَزِدْ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) وَالدَّارَقُطْنِيِّ وَزَادَ: رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ. (وَزَادَ) ، أَيِ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ) ، أَيْ: فِي آخِرِهِنَّ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ الْهُمَامِ، وَالْمَعْنَى يُمَدُّ فِي الثَّالِثَةِ صَوْتَهُ.

1275 - وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ: " سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ " ثَلَاثًا، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ» .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1275 - (وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ) : قَالَ مِيرَكُ: صَوَابُهُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ، قُلْتُ: أَوْ حُذِفَ عَنْ أَبِيهِ، (قَالَ: كَانَ) ، أَيِ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( «يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ: " سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ " ثَلَاثًا، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ» ) : قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا، قَالَ الْمُظْهِرُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الذِّكْرِ بِرَفْعِ الصَّوْتِ، بَلْ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ إِذَا اجْتَنَبَ الرِّيَاءَ إِظْهَارًا لِلدِّينِ، وَتَعْلِيمًا لِلسَّامِعِينَ، وَإِيقَاظًا لَهُمْ مِنْ رَقْدَةِ الْغَفْلَةِ، وَإِيصَالًا لِبَرَكَةِ الذِّكْرِ إِلَى مِقْدَارِ مَا يَبْلُغُ الصَّوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالشَّجَرِ وَالْحَجَرِ وَالْمَدَرِ، وَطَلَبًا لِاقْتِدَاءِ الْغَيْرِ بِالْخَيْرِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ، وَبَعْضُ الْمَشَايِخِ يَخْتَارُ إِخْفَاءَ الذِّكْرِ ; لِأَنَّهُ أَبْعَدُ مِنَ الرِّيَاءِ وَهَذَا مُتَعَلِّقٌ بِالنِّيَّةِ.

1276 - وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وَتْرِهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1276 - (وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وَتْرِهِ) ، أَيْ بَعْدَ السَّلَامِ مِنْهُ كَمَا فِي رِوَايَةٍ، قَالَ مِيرَكُ: وَفِي إِحْدَى رِوَايَاتِ النَّسَائِيِّ كَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَتَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ: (" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ ") ، أَيْ مِنْ جُمْلَةِ صِفَاتِ جَمَالِكَ (" مِنْ سَخَطِكَ ") ، أَيْ: مِنْ بَقِيَّةِ صِفَاتِ جَلَالِكَ (" وَبِمُعَافَاتِكَ ") : مِنْ أَفْعَالِ الْإِكْرَامِ وَالْإِنْعَامِ (" مِنْ عُقُوبَتِكَ ") : مِنْ أَفْعَالِ الْغَضَبِ وَالِانْتِقَامِ (" وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ") ، أَيْ: بِذَاتِكَ مِنْ آثَارِ صِفَاتِكَ، وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] وَإِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50] وَتَلْمِيحٌ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] أَيِ: انْقَطِعْ إِلَيْهِ انْقِطَاعًا بِالْكُلِّيَّةِ حَتَّى تَغِيبَ عَمَّا سِوَاهُ فَتَفْنَى عَنْ وُجُودِكَ وَشُهُودِكَ وَتَبْقَى بِبَقَاهُ، وَلَعَلَّ هَذَا السِّرَّ الْمُشِيرَ إِلَى مَقَامِ الْفَرْدِيَّةِ اقْتَضَى أَنْ يَقْرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ الْوَتْرِيَّةِ. وَفِي اصْطِلَاحِ السَّادَةِ الصُّوفِيَّةِ الْفِقْرَةُ الْأُولَى إِشَارَةٌ إِلَى تَوْحِيدِ الصِّفَاتِ، وَالثَّانِيَةُ إِلَى تَوْحِيدِ الْأَفْعَالِ، وَالثَّالِثَةُ إِلَى تَوْحِيدِ الذَّاتِ، وَعَنْ هَذَا قَالَ الْغَزَالِيُّ: الْأَنْسَبُ مَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ تَقْدِيمُ الْفِقْرَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى الْأُولَى، وَإِنْ كَانَتِ الْوَاوُ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ، فَإِنَّ التَّرْتِيبَ اللَّفْظِيَّ لَهُ تَأْثِيرٌ بَلِيغٌ فِي التَّنَاسُبِ الْمَعْنَوِيِّ، وَقَدْ تُوَجَّهُ هَذِهِ الرِّوَايَةُ بِأَنَّ تَحَقُّقَ الْأَفْعَالِ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ ثُبُوتِ الصِّفَاتِ، فَهُمَا أَصْلٌ وَفَرْعٌ، وَتَقْدِيمُ الْأَصْلِ أَصْلٌ، وَإِنَّمَا قُدِّمَا عَلَى التَّوْحِيدِ الذَّاتِيِّ لِتَحَقُّقِهِمَا فِي الْخَارِجِ قَبْلَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَسْرَارِهِ وَأَخْبَارِ سَيِّدِ أَحْرَارِهِ. (" لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ ") ، أَيْ: لَا أُطِيقُهُ وَلَا أَبْلُغُهُ حَصْرًا وَعَدَدًا، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَزَادَ بَعْضُهُمْ " سُبْحَانَكَ " قَبْلَ " لَا أُحْصِي " وَلَمْ أَرَ لَهُ أَصْلًا فِي الْحَدِيثِ. (" أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ") ، أَيْ: ذَاتِكَ، قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: مَعْنَى الْحَدِيثِ الِاسْتِغْفَارُ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي بُلُوغِ الْوَاجِبِ مِنْ حَقِّ ذَاتِهِ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ. اهـ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 3  صفحه : 952
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست