responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 2  صفحه : 614
ثُمَّ فِي حِلَقِ الذِّكْرِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ كُلَّ ذِكْرٍ رَتْعٌ، وَإِنَّمَا خُصَّتِ الْكَلِمَاتُ الْمَذْكُورَةُ بِالذِّكْرِ ; لِأَنَّ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ فِي الْآيَةِ مُفَسَّرَةٌ بِهَا، وَلِحَدِيثِ: إِنَّهَا أَفْضَلُ الْكَلَامِ، وَيُؤَيِّدُ مَا ذَكَرْنَا حَدِيثُ: ( «إِذَا دَخَلْتُمُ الْمَسْجِدَ فَعَلَيْكُمْ بِالْإِرْتَاعِ» ) ، قَالُوا: وَمَا الْإِرْتَاعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ; قَالَ: (الدُّعَاءُ وَالرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) ، (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) : وَقَالَ: غَرِيبٌ، وَفِي سَنَدِهِ حُمَيْدٌ الْمَكِّيُّ، وَفِيهِ مَقَالٌ نَقَلَهُ مِيرَكُ، وَوَرَدَ: ( «الْمَسَاجِدُ سُوقُ الْآخِرَةِ، فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَ ضَيْفًا لِلَّهِ، وَجَزَاؤُهُ الْمَغْفِرَةُ، وَتَحِيَّتُهُ الْكَرَامَةُ، وَعَلَيْكُمْ بِالْإِرْتَاعِ) ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْإِرْتَاعُ قَالَ: (الدُّعَاءُ وَالرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى» ) .

730 - وَعَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ( «مَنْ أَتَى الْمَسْجِدَ لِشَيْءٍ، فَهُوَ حَظُّهُ» ) ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
730 - (وَعَنْهُ) : أَيْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ: (مَنْ أَتَى الْمَسْجِدَ لِشَيْءٍ) ، أَيْ: لِقَصْدِ حُصُولِ شَيْءٍ أُخْرَوِيٍّ أَوْ دُنْيَوِيٍّ (فَهُوَ) ، أَيْ: ذَلِكَ الشَّيْءُ (حَظُّهُ) : وَنُصِيبُهُ كَقَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: ( «إِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ) ، فَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى تَصْحِيحِ النِّيَّةِ فِي إِتْيَانِ الْمَسْجِدِ، لِئَلَّا يَكُونَ مُخْتَلِطًا بِغَرَضٍ دُنْيَوِيٍّ كَالتَّمْشِيَةِ وَالْمُصَاحَبَةِ مَعَ الْأَصْحَابِ، بَلْ يَنْوِي الِاعْتِكَافَ، وَالْعُزْلَةَ، وَالِانْفِرَادَ، وَالْعِبَادَةَ، وَزِيَارَةَ بَيْتِ اللَّهِ، وَاسْتِفَادَةَ عِلْمٍ، وَإِفَادَتَهُ وَنَحْوَهَا (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : قَالَ مِيرَكُ: وَسَكَتَ عَلَيْهِ، وَفِي إِسْنَادِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: وَضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَدْ ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ، وَوَرَدَ: ( «مَنْ أَلِفَ الْمَسْجِدَ أَلِفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» ) ، وَوَرَدَ أَيْضًا: ( «إِنَّ بُيُوتِي فِي أَرَاضِيَّ الْمَسَاجِدُ، وَإِنَّ زُوَّارِيَ مِنْهَا عُمَّارُهَا، فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي، فَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ» ) ، وَوَرَدَ أَيْضًا: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَيْنَ جِيرَانِي أَيْنَ جِيرَانِي ; فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبَّنَا وَمَنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَاوِرَكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَيْنَ زُوَّارُ الْمَسَاجِدِ؟» ) .

731 - وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ الْكُبْرَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ) ، وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ» ) ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ وَفِي رِوَايَتِهِمَا، قَالَتْ «إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَكَذَا إِذَا خَرَجَ، قَالَ (بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ) ، بَدَلَ: صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ.» وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ لَمْ تُدْرِكْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
731 - (وَعَنْ فَاطِمَةَ) زَوْجِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ (بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ الْكُبْرَى) ، أَيِ: الْبَتُولِ الزَّهْرَاءِ بِنْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِكِبَرِ فَضْلِهَا وَشَأْنِهَا (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) : وَفِي نُسْخَةٍ: عَنْهُمْ (قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ» ) : وَهُوَ يَحْتَمِلُ قَبْلَ الدُّخُولِ وَبَعْدَهُ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، ثُمَّ حِكْمَتُهُ بَعْدَ تَعْلِيمِ أُمَّتِهِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِنَفْسِهِ، كَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَى غَيْرِهِ، فَكَذَا طُلِبَ مِنْهُ تَعْظِيمُهَا بِالصَّلَاةِ مِنْهُ عَلَيْهَا، كَمَا طُلِبَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِهِ (وَقَالَ: (رَبِّ) : وَفِي الرِّوَايَةِ السَّابِقَةِ: اللَّهُمَّ فَالْكُلُّ سُنَّةٌ (اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ) : وَفِي تَقْدِيمِ الْغُفْرَانِ عَلَى الْفَتْحِ نُكْتَةٌ لَا تَخْفَى (وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ وَقَالَ: ( «رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ» ) : وَتَقَدَّمَ عَنِ الطِّيبِيِّ نُكْتَةٌ فِي الْفَرْقِ بِالرَّحْمَةِ وَالْفَضْلِ فِي الدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ، وَخَطَرَ بِبَالِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ النُّكْتَةُ، هِيَ: أَنَّ الدَّاخِلَ لَمَّا كَانَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْعِبَادَةِ فَطَلَبَ الرَّحْمَةَ النَّاشِئَةَ مِنْهَا، فَإِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، وَلَمَّا كَانَ الْخَارِجُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ، فَحِينَئِذٍ يُنَاسِبُ أَنْ يَطْلُبَ فَضْلَهُ تَعَالَى مِنْ عِنْدِهِ مِنْ غَيْرِ مُبَاشَرَةِ عِبَادَةٍ وَسَبَبِ رَحْمَةٍ وَعِنَايَةٍ، (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ وَفِي رِوَايَتِهِمَا، قَالَتْ: «إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَكَذَا إِذَا خَرَجَ، قَالَ: (بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ» ) ، بَدَلَ: صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ،

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 2  صفحه : 614
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست