responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 2  صفحه : 432
عَلَى مَا حَكَى، وَوَهِمَ بَعْضُ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ وَقَالَ: الْوَاجِبُ عَلَى ذَلِكَ غَضُّ الْبَصَرِ عَنْهُ، فَلَا يَلْزَمُهُ التَّسَتُّرُ. وَهَذَا كَلَامٌ سَاقِطٌ ; لِأَنَّ وُجُوبَ الْغَضِّ لَا يُبِيحُ التَّكَشُّفَ، وَلَا يُقَاسُ هَذَا بِمَا حُكِيَ مِنَ الْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَخْرُجْنَ سَافِرَاتِ الْوُجُوهِ وَعَلَى الرِّجَالِ الْغَضُّ، أَمَّا أَوَّلًا فَذَاكَ لِحَاجَةِ الْمَشَقَّةِ فِي سَتْرِ الْوَجْهِ فِي الطُّرُقَاتِ، وَأَمَا ثَانِيًا فَهَذَا يُتَسَامَحُ فِيهِ مَا لَا يُتَسَامَحُ بِهِ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّ وَجْهَ الْمَرْأَةِ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ، وَلِذَا أَبَاحَ النَّظَرَ لَهُ مَعَ أَمْنِ الْفِتْنَةِ كَثِيرُونَ بِخِلَافِ الْعَوْرَةِ الْكُبْرَى الَّتِي هِيَ السَّوْأَتَانِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ بِحِلِّ نَظَرِهَا وَكَذَا بَقِيَّةُ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّهُ عَوْرَةٌ، فَوَجَبَ سَتْرُ الْكُلِّ حَذَرًا مِنْ تَطَرُّقِ نَظَرٍ مُحَرَّمٍ إِلَيْهِ، فَيَكُونَ مُتَسَبِّبًا لَهُ بِعَدَمِ تَسَتُّرِهِ، وَالتَّسَبُّبُ فِي الْحَرَامِ وَلَوْ مِنَ الْغَيْرِ حَرَامٌ.

الْفَصْلُ الثَّالِثُ 448 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «إِنَّمَا كَانَ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ نَهَى عَنْهَا» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالدَّارِمِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
448 - (عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ الْمَاءُ) : أَيِ: انْحِصَارُ وُجُوبِ الْغُسْلِ (مِنَ الْمَاءِ) أَيْ مِنْ إِنْزَالِ الْمَنِيِّ لَا بِمُجَرَّدِ الْجِمَاعِ (رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ) : تَدْرِيجًا لِتَكَالِيفِ الْأَحْكَامِ، وَمِنْ ثَمَّ حَلَّتْ لَهُمُ الْخَمْرُ وَالْمُتْعَةُ ابْتِدَاءً ثُمَّ نُسِخَتَا، وَلَمْ يُكَلَّفُوا أَوَّلًا إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ فُرِضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ مَا فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ، ثُمَّ نُسِخَ بِمَا فِي آخِرِهَا، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ فُرِضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ مَا نَسَخَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِوُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، ثُمَّ بَعْدَ تَحَوُّلِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَرَضَ عَلَيْهِمْ رَمَضَانَ، ثُمَّ تَتَابَعَتِ الْفَرَائِضُ، كَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ. (ثُمَّ) : أَيْ: بَعْدَ اسْتِحْكَامِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ (نُهِيَ) : بِصِيغَةِ الْمَفْعُولِ (عَنْهَا) أَيْ: عَنْ تِلْكَ الرُّخْصَةِ، وَفُرِضَ الْغُسْلُ وَلَوْ لَمْ يُنْزِلْ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) : وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، نَقَلَهُ مِيرَكُ (وَأَبُو دَاوُدَ) : وَسَكَتَ عَلَيْهِ، قَالَهُ مِيرَكُ (وَالدَّارِمِيُّ) : وَسَنَدَهُ حَسَنٌ، قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ.

449 - وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ، فَرَأَيْتُ قَدْرَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتَ مَسَحْتَ عَلَيْهِ بِيَدِكَ أَجْزَأَكَ» " رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
449 - (وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنَ الْجَنَابَةِ) : أَيْ: مِنْ أَجْلِهَا (وَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ) : أَيْ: صَلَاتَهُ (فَرَأَيْتُ) : أَيْ: أَبْصَرْتُ وَعَلِمْتُ بَعْدَ انْقِضَاءِ صَلَاتِي (قَدْرَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ) : بِضَمِّ الْفَاءِ وَيُسَكَّنُ، أَيْ: مِقْدَارَ مَوْضِعِهِ مِنْ بَدَنِي (لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ) : حَالٌ أَوْ مَفْعُولٌ ثَانٍ (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (" لَوْ كُنْتَ ") : أَيْ: عِنْدَ الْغُسْلِ (" مَسَحْتَ عَلَيْهِ بِيَدِكَ ") : أَيْ: غَسَلْتَهُ غَسْلًا خَفِيفًا، أَوْ مَرَرْتَ عَلَيْهِ بِيَدِكَ الْمَبْلُولَةِ (أَجْزَأَكَ) : أَيْ: كَفَاكَ، وَأَمَّا الْمَسْحُ الَّذِي هُوَ إِصَابَةُ الْيَدِ الْمُبْتَلَّةِ فَلَا يَكْفِي. قَالَ الطِّيبِيُّ: قَدْ عَرَفْتَ أَنَّ لَوْ لِامْتِنَاعِ الشَّيْءِ لِامْتِنَاعِ غَيْرِهِ، فَالْمَعْنَى: لَا يُجْزِئُكَ ; لِأَنَّكَ فِي زَمَانِ الْغَسْلِ مَا مَسَحْتَ بِالْمَاءِ عَلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، وَفِيهِ أَنَّهُ يَلْزَمُهُ الْغَسْلُ جَدِيدًا وَقَضَاءُ الصَّلَاةِ اهـ. يَعْنِي: غَسْلُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ. (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ) : وَرِجَالُهُ مُوثَقُونَ، قَالَهُ مِيرَكُ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 2  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست