responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فيض القدير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 4  صفحه : 538
6190 - (القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة: قاض قضى بالهوى فهو في النار وقاض قضى بغير علم فهو في النار وقاض قضى بالحق فهو في الجنة) فيه إنذار عظيم للقضاة التاركين للعدل والأعمال والمقصرين في تحصيل رتب الكمال قالوا: والمفتي أقرب إلى السلامة من القاضي لأنه لا يلزم بفتواه والقاضي يلزم بقوله فخطره أشد فيتعين على كل من ابتلي بالقضاء أن يتمسك من أسباب التقوى بما يكون له جنة ويحرص على أن يكون الرجل الذي عرف الحق فقضى به وكان المخصوص من القضاة الثلاثة بالجنة ويجعل داء الهوى عنه محسوما ولحظه ولفظه بين الخصوم مقسوما ولا يأل فيما يجب من الاجتهاد إذا اشتبه عليه الأمران ويعلم أنه إن اجتهد وأخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران وصوب الصواب واضح لمن استشف بنور الله برهانه ويتوكل على الله في قصده ويتقي فإن الله يهدي قلبه ويثيب لسانه
(طب) وكذا أبو يعلى (عن ابن عمر) بن الخطاب صححه بعضهم وأفرد ابن حجر فيه جزءا وقال الهيثمي: رجاله ثقات

6191 - (القلب ملك وله جنود) جمع جند وهم أتباع يكونون نجدة للمتتبع ذكره الحرالي وصلاح القلب وحياته مادة كل خير وفساده مادة كل شر فبصلاحه وحياته يكون قوته وسمعه وبصره وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح بخلاف الفاسد فإنه لا فرق بين الحسن والقبيح وجنوده تابعون له (فإذا صلح الملك صلحت جنوده وإذا فسد الملك فسدت جنوده) يعني هو أصل الكل إن أفسدته فسد الكل وإن أصلحته صلح الكل إذ هو الشجرة وسائر الأعضاء أغصان ومن الشجرة تشرب الأغصان وتصلح وتفسد وأن الملك وسائر الأعضاء تبع وأركان وإذا صلح الملك صلحت الرعية وإذا فسد فسدت فصلاح العين واللسان والبطن وغيره دليل على صلاح القلب وعمرانه وإذا رأيت فيها خللا فاعلم أنه منه ذكره الغزالي وقال ابن عربي: سبب ارتباط صلاح الرعية وفسادها بصلاحه وفساده أنه تعالى إذا ولي خليفة على قوم يعطيه أسرارهم وعقولهم فيكون مجموع رعيته فمتى خانهم في أسرارهم ظهر فيهم وإن اتقى الله ظهر فيهم. قال بعض العارفين: قد بنى الله الإنسان على صورة مدينة -[539]- وجعل فيه بيتا له وهو القلب وأسكن فيه ملكا وهو الإيمان قال الغزالي: النفس عسكر القلب وللقلب عساكر مختلفة {وما يعلم جنود ربك إلا هو} فالقلب هو الملك إذ هو محل السلطنة في الجسد فإذا ألبسه الله خلعة الولاء وهو الإيمان حجبه عن أعدائه وجعل له وزيرا وهو العقل وسورا وهو اليقين ومعراجا وهو النجاة وجيشا وهو المعرفة وبابا وهو الإخلاص كل ذلك بقدرته وإرادته {لا يسأل عما يفعل} (والأذنان قمع والعينان مسلحة) أي يتقي بهما (واللسان ترجمان) عما في الضمير (واليدان جناحان والرجلان بريد والكبد رحمة والطحال ضحك والكليتان مكر والرئة نفس) أخرج الطبراني عن كعب قال: أتيت عائشة فقلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإنسان فانظري هل يوافق نعتي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: انعت فقال: عيناه هاد وأذناه قمع ولسانه ترجمان ويداه جناحان ورجلاه بريدان وكبده رحمة ورئته وطحاله ضحك وكليته مكر والقلب ملك فإذا طاب طاب جنوده وإذا فسد فسدت نفس جنوده فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإنسان هكذا وأخرج البيهقي عن علي كرم الله وجهه: إن العقل في القلب وإن الرحم في الكبد وإن الرأفة في الطحال وإن النفس في الرئة قد مر في آخر حرف العين أن هذا مثل ضربه الشارع بين به كيف كان القلب ملكا والجوارح جنوده تقريبا للأفهام فإن التصريح بعجائب القلب وأسراره الداخلية في جملة عالم الملكوت مما يكل عن دركه أكثر الأوهام قال الغزالي: والقلب له جندان جند يرى بالأبصار وجند لا يرى إلا بالبصائر وهو في حكم الملك والجنود في حكم الخدم والأعوان وهذا معنى الجند أما جنده المشاهد بالعين فهو اليد والرجل والعين والأذن واللسان وجميع الأعضاء الظاهرة والباطنة لأنها كلها خادمة مسخرة له وهو المتصرف فيها خلقت مجبولة على طاعته لا تستطيع له خلافا فإذا أمر العين بالانفتاح انفتحت والرجل بالتحرك تحركت واللسان بالتكلم تكلم وكذا سائر الأعضاء
(هب عن أبي هريرة) ثم قال أعني البيهقي: قال الإمام أحمد هكذا جاء موقوفا ومعناه جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعا اه وعده في الميزان من المناكير

نام کتاب : فيض القدير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 4  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست