responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فيض القدير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 4  صفحه : 253
-[253]- 5207 - (ضحك ربنا) أي عجب ملائكته فنسب الضحك إليه [1] لكونه الآمر [2] والمريد (من قنوط عباده) أي من شدة يأسهم (وقرب غيره) . ظاهر صنيع المصنف أن هذا هو تمام الحديث والأمر بخلافه بل بقيته قال أي أبو رزين: قلت يا رسول الله أويضحك الرب قال: نعم قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرا اه بلفظه <تنبيه> قال العارف ابن عربي: بحر العماء يرزخ بين الحق والخلق في هذا البحر اتصف الممكن بعالم وقادر وجميع الأسماء الإلهية التي بأيدينا واتصف الحق بالضحك والتعجب والبشش والفرح والمعية وأكثر النعوت الكونية فرد ماله وأخذ مالك فله النزول ولنا المعراج اه
(حم هـ عن أبي رزين) العقيلي ورواه عنه الطيالسي والديلمي

[1] [لعل في هذا الشرح بعض تكلف حيث أن تتمة الحديث التي أوردها المناوي تثبت الضحك لله بعد سؤال الصحابي عنه. وعليه فسياق الحديث يدل أن الضحك هنا مثبت لله من باب الكناية: لا يقصد معنى الكلمة من انفراج شفة وخروج نفس وإنما يقصد المعنى الملازم للكلمة من الرضا والقبول بما يتعجب منه عادة وإن عدمت الشفة في حال جريح مثلا أو في حال المنزه عن الجوارح سبحانه وتعالى. فكما قد يقول أحدهم " ضحكت لذلك الكلام " وإن كان ذلك المتكلم جريحا لا شفة له فكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن ربنا ضحك من قنوط عباده أي رضي وقبل بما يسبب عادة العجب. وفي هذا إثبات لنص الحديث ومعناه الظاهر من باب الكناية من غير تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل
ولأهمية هذا الموضوع يذكر فيما يلي كلاما مهما وجامعا في الكناية. قال المحدث العالم الشيخ محمود الرنكوسي:
إن الله تعالى وصف ذاته العلية بصفتين مشتقتين من الرحمة وهما " الرحمن " و " الرحيم ". فالرحمة لغة: رقة في القلب تقتضي التفضل والإحسان وإذا أضيفت إلى الله تعالى هذه الصفة وسائر مشتقاتها كان معناها ما يترتب على رقة القلب في الإنسان من التفضيل والإحسان القائمين على مزيد من اللطف بالخلق والعطف عليهم والإحسان إليهم فأما رقة القلب نفسها فإنها أمر يستحيل على الباري - جل وعز - فالتعبير إذن تعبير كنائي يطلق اللفظ فيه ويراد لازم معناه دون حقيقة معناه كما هو شأن الكناية دائما في لغة العرب. . . انتهى من مقدمة " المعرفة الحقيقية لدار الحديث الأشرفية " للشيخ محمود الرنكوسي. وانظر كذلك شرح الحديث 5215. دار الحديث]
[2] والعرب تضيف الفعل إلى الآمر كما تضيفه إلى الفاعل وكذا تضيف الشيء الذي هو من حركات المخلوقين إلى الباري عز وجل كما تضيف ذلك الشيء إليهم
5208 - (ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق يساقون إلى الجنة وهم كارهون) الضحك خاص بالإنسان من بين الحيوان ومعناه استفادة سرور يلحق فتنشط له عروق قلبه فيجري الدم فيها فيفيض إلى سائر عروق بدنه فتثير فيه حرارة فينبسط لها وجهه وتملأ الحرارة فاه فيضيق عنها فتنفتح شفتاه وتبدو أسنانه فإن تزايد ذلك السرور ولم يمكن ضبط النفس استخفه الفرح فضحك حتى قهقه ولذلك كان ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تبسما لأنه كان يملك نفسه فلا يستخفه السرور فيغلبه فيقهقه والباري منزه عن هذه الصفة فيأول ضحكه بما سبق
(حم طب عن سهل بن سعد) قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فحفر فصادف حجرا فضحك فقيل له: ما يضحكك قال: ضحكت إلخ
5209 - (ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل) أراد الأسارى الذين يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإسلام فيصيرون من أهل الجنة كما سيأتي
(حم عن أبي أمامة) بإسناد حسن
5210 - (ضحوا بالجذع) بفتحتين أي بالشاب الفتي (من الضأن) وهو من الإبل ما دخل في الخامسة ومن البقر والمعز ما دخل في الثانية ومن الضأن ما تم له عام (فإنه جائز) أي مجزئ في الأضحية فإن أجذع أي أسقط سنه قبلها أجزأ عند الشافعية
(حم طب عن أم بلال) بنت بلال الأسلمية عن أمها قال الهيثمي: رجاله ثقات اه
5211 - (ضرب الله تعالى مثلا صراطا مستقيما) قال الطيبي: بدل من مثلا لا على إهدار المبدل كقوله زيد رأيت غلامه رجلا صالحا إذ لولا أسقط غلامه لم يتبين (وعلى جنبتي) بفتح النون والباء بضبط المصنف (الصراط) أي جانبيه وجنبة الوادي جانبه وناحيته وهي بفتح النون والجنبة بسكون النون الناحية ذكره ابن الأثير (سوران) تثنية سور قال الطيبي: -[254]- سوران مبتدأ وعلى جنبتي خبره والجملة حال من صراطا وقوله (فيهما أبواب) الجملة صفة لسوران (مفتحة وعلى الأبواب ستور) جمع ستر (مرخاة) أي مسبلة (وعلى باب الصراط داع يقول يا أيها الناس ادخلوا الصراط) وفي رواية استقيموا على الصراط (جميعا ولا تعوجوا) أي لا تميلوا يقال عاج يعوج إذا مال عن الطريق (وداع يدعو عن فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك) زجر له من تلك الهمة وهي كلمة ترحم وتوجع يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها (لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه) أي تدخل الباب وتقع في محارم الله قال الطيبي: هذا يدل على أن قول أبواب مفتحة أنها مردودة غير مغلقة (فالصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم) قال تعالى {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} الآية. قال الطيبي: ونظير هذا حديث ألا إن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله في الأرض محارمه فمن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه فالسور بمنزلة الحمى وحولها بمنزلة الباب والستور حدود الله الحد الفاصل بين العبد ومحارم الله وواعظ الله هو لمة الملك في قلب المؤمن والأخرى لمة الشيطان وإنما جعل لمة الملك التي هي واعظ الله فوق داعي القرآن لأنه إنما ينتفع به إذا كان المحل قابلا ولهذا قال تعالى {هدى للمتقين} إنما ضرب المثل بذلك زيادة في التوضيح والتقريب ليصير المعقول محسوسا والمتخيل متحققا فإن التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعنى الممثل ورفع الحجاب عنه وإبرازه في صورة المشاهد ليساعد فيه الوهم العقل فإن المعنى الصرف إنما يدركه العقل مع منازعة الوهم لأن طبعه الميل إلى الحس وحب المحاكاة ولذلك شاعت الأمثال في الكتب الإلهية وفشت في عبارات البلغاء وإشارات الحكماء قال النووي: سر هذا الحديث أنه أقام الصراط معنى للإسلام وأقام الداعي معنى للكتاب والداعي الآخر معنى للعظة في قلب كل مؤمن فأنت على الصراط الدائم وهو الإسلام وسامع النداء القائم وهو القرآن فإن أنت أقمت حركاتك وسكناتك بمدبرك وخالقك بسقوط من سواه أقامك إليه به وقمت به إليه بسقوطك عنك فحينئذ يكشف لك اسمه الأعظم الذي لا يخيب من قصده به قال القاضي: وضرب المثل احتماله من ضرب الخاتم وأصله وقع الشيء على الشيء
(حم ك) في الإيمان وكذا الطبراني (عن النواس) ابن سمعان قال الحاكم: على شرط مسلم ولا علة له وأقره الذهبي وقضية صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجا لأحد من الستة والأمر بخلافه فقد عزاه في الفردوس للترمذي في الأمثال
نام کتاب : فيض القدير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 4  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست