responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 269
عَمِلَ فِيمَا بَعْدَهَا قَوْلُهُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ أَيْ جَعَلَ اللَّهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى يَا قوم ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ أَي جعل الله لكم وَقضى وَعَن بن إِسْحَاقَ كَتَبَ لَكُمْ أَيْ وَهَبَ لَكُمْ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَمَرَ قَالَ الطَّبَرِيُّ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ قَدَّرَهَا لِسُكْنَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْجُمْلَةِ فَلَا يَرِدُ كَوْنُ الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ لَمْ يَسْكُنُوهَا لِأَنَّ الْمُرَادَ جِنْسُهُمْ بَلْ قَدْ سَكَنَهَا بَعْضُ أُولَئِكَ كَيُوشَعَ وَهُوَ مِمَّنْ خُوطِبَ بِذَلِكَ قَطْعًا قَوْلُهُ تَبُوءَ تَحْمِلَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنِّي أُرِيد أَن تبوء بإثمي وإثمك أَيْ تَحْمِلَ إِثْمِي وَإِثْمَكَ قَالَ وَلَهُ تَفْسِيرٌ آخَرُ تَبُوءَ أَيْ تُقِرَّ وَلَيْسَ مُرَادًا هُنَا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ إِنِّي أُرِيدَ أَنْ تَبُوءَ أَنْ تَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيئَتُكَ وَدَمِي قَالَ وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ إِثْمِي أَيْ إِثْمُ قَتْلِي وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى بَابِهِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْقَتْلَ يَمْحُوَ خَطَايَا الْمَقْتُولِ وَتُحْمَلُ عَلَى الْقَاتِلِ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ يُوَفَّى مِنْهَا الْمَقْتُولُ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ الْإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ هَكَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْهَا وَلَمْ أَعْرِفِ الْغَيْرَ وَلَا مَنْ عَادَ عَلَيْهِ الضَّمِيرُ لِأَنَّهُ لَمْ يُفْصِحْ بِنَقْلِ مَا تَقَدَّمَ عَنْ أَحَدٍ نَعَمْ سَقَطَ وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ وَكَأَنَّهُ أَصْوَبُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَقَالَ غَيْرُ مَنْ فَسَّرَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن الْفربرِي بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ مَخْمَصَةٌ مَجَاعَةٌ وَقَالَ غَيْرُهُ الْإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ وَهَذَا أوجه وَتَفْسِير الْمَخْمَصَةِ وَقَعَ فِي النُّسَخِ الْأُخْرَى بَعْدَ هَذَا وَقد وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْحَاصِلُ أَنَّ التَّقْدِيمَ وَالتَّأْخِيرَ فِي وَضْعِ هَذِهِ التَّفَاسِيرِ وَقَعَ مِمَّنْ نَسَخَ كِتَابَ الْبُخَارِيِّ كَمَا قَدَّمْنَاهُ غَيْرَ مرّة وَلَا يضر ذَلِك غَالِبا وَتَفْسِير الإغراء بالتسليط يلازم معنى الإغراء لِأَن حَقِيقَةُ الْإِغْرَاءِ كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ التَّهْيِيجُ للافساد وَقد روى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَأَغْرَيْنَا قَالَ أَلْقَيْنَا وَهَذَا تَفْسِيرٌ بِمَا وَقَعَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى قَوْلُهُ أُجُورَهُنَّ مُهُورَهُنَّ هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَوْلُهُ الْمُهَيْمِنُ الْقُرْآنُ أَمِينٌ على كل كتاب قبله أورد بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ومهيمنا عَلَيْهِ قَالَ الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ كَانَ قَبْلَهُ وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ أربدة التَّمِيمِي عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ومهيمنا عَلَيْهِ قَالَ مؤتمنا عَلَيْهِ وَقَالَ بن قُتَيْبَةَ وَتَبِعَهُ جَمَاعَةٌ مُهَيْمِنًا مُفَيْعِلٌ مِنْ أَيْمَنَ قُلِبَتْ هَمْزَتُهُ هَاءً وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ فَبَالَغَ حَتَّى نَسَبَ قَائِلَهُ إِلَى الْكُفْرِ لِأَنَّ الْمُهَيْمِنَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَأَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى لَا تُصَغَّرُ وَالْحَقُّ أَنَّهُ أَصْلٌ بِنَفْسِهِ لَيْسَ مُبْدَلًا مِنْ شَيْءٍ وَأَصْلُ الْهَيْمَنَةِ الْحِفْظُ وَالِارْتِقَابُ تَقُولُ هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا صَارَ رَقِيبًا عَلَيْهِ فَهُوَ مُهَيْمِنٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ لم يَجِيء فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ إِلَّا أَرْبَعَةُ أَلْفَاظٍ مُبَيْطِرٌ وَمُسَيْطِرٌ وَمُهَيْمِنٌ وَمُبَيْقِرٌ قَوْلُهُ وَقَالَ سُفْيَانُ مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ يَعْنِي أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ مَنْ أَخَلَّ بِبَعْضِ الْفَرَائِضِ فَقَدْ أَخَلَّ بِالْجَمِيعِ وَلِأَجْلِ ذَلِكَ أَطْلَقَ كَوْنَهَا أَشَدَّ مِنْ غَيْرِهَا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِمَّا كَانَ عَلَى أَهْلِ الْكتاب من الإصر وَقد روى بن أَبِي حَاتِمٍ أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي سَبَبٍ خَاصٍّ فَأَخْرَجَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ مَالِكُ بْنُ الصَّيْفِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْأَحْبَارِ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّك على مِلَّة إِبْرَاهِيم وتؤمن بِمَا فِي التَّوْرَاة وَتشهد أَنَّهَا حَقٌّ قَالَ بَلَى وَلَكِنَّكُمْ كَتَمْتُمْ مِنْهَا مَا أُمِرْتُمْ بِبَيَانِهِ فَأَنَا أَبْرَأُ مِمَّا أَحْدَثْتُمُوهُ قَالُوا فَإِنَّا نَتَمَسَّكُ بِمَا فِي أَيْدِينَا مِنَ الْهُدَى وَالْحَقِّ وَلَا نُؤْمِنُ بِكَ وَلَا بِمَا جِئْتَ بِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست