responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 346
وَعِقَابُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ مَنْ أَثْبَتَ تَكْلِيفَهُمْ أَنَّهُمْ يُعَاقَبُونَ عَلَى الْمَعَاصِي وَاخْتُلِفَ هَلْ يُثَابُونَ فَرَوَى الطَّبَرِيّ وبن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزِّنَادِ مَوْقُوفًا قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ قَالَ اللَّهُ لِمُؤْمِنِ الْجِنِّ وَسَائِرِ الْأُمَمِ أَيْ مِنْ غَيْرِ الْإِنْسِ كُونُوا تُرَابًا فَحِينَئِذٍ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا وروى بن أَبِي الدُّنْيَا عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ ثَوَابُ الْجِنِّ أَنْ يُجَارُوا مِنَ النَّارِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ كُونُوا تُرَابًا وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَحْوُ هَذَا الْقَوْلِ وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّهُمْ يُثَابُونَ عَلَى الطَّاعَةِ وَهُوَ قَوْلُ الْأَئِمَّةِ الثَّلَاثَةِ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِمْ ثُمَّ اخْتَلَفُوا هَلْ يَدْخُلُونَ مَدْخَلَ الْإِنْسِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ أَحَدُهَا نَعَمْ وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِ وَثَانِيهَا يَكُونُونَ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ وَهُوَ مَنْقُولٌ عَنْ مَالِكٍ وَطَائِفَةٍ وَثَالِثُهَا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ وَرَابِعُهَا التَّوَقُّفُ عَنِ الْجَوَابِ فِي هَذَا وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي يُوسُفَ قَالَ قَالَ بن أَبِي لَيْلَى فِي هَذَا لَهُمْ ثَوَابٌ قَالَ فَوَجَدْنَا مِصْدَاقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا قُلْتُ وَإِلَى هَذَا أَشَارَ الْمُصَنِّفُ بِقَوْلِهِ قَبْلَهَا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ فَإِن قَوْله وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا يَلِي الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ وَاسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَة أَيْضا بن عبد الحكم وَاسْتدلَّ بن وَهْبٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ من قبلهم من الْجِنّ والأنس الْآيَةَ فَإِنَّ الْآيَةَ بَعْدَهَا أَيْضًا وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عمِلُوا وَرَوَى أَبُو الشَّيْخِ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ أَحَدِ التَّابِعِينَ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَهُوَ يَسْمَعُ زَفِيرَ جَهَنَّمَ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ وَنُقِلَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ اسْتَدَلَّ عَلَى أَنَّ عَلَيْهِمُ الْعِقَابَ وَلَهُمُ الثَّوَابَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ ربه جنتان ثمَّ قَالَ فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ وَالْخِطَابُ لِلْإِنْسِ وَالْجِنِّ فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ فِيهِمْ مُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنُ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَخَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ثَبَتَ الْمَطْلُوبُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ بَخْسًا نُقْصَانًا يُرِيدُ تَفْسِيرَ قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ الْجِنِّ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رهقا قَالَ يَحْيَى الْفَرَّاءُ الْبَخْسُ النَّقْصُ وَالرَّهَقُ الظُّلْمُ وَمَفْهُومُ الْآيَةِ أَنَّ مَنْ يَكْفُرُ فَإِنَّهُ يَخَافُ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى ثُبُوتِ تَكْلِيفِهِمْ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا إِلَخْ وَصله الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهِ وَفِيهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَمَنْ أُمَّهَاتُهُمْ قَالُوا بَنَاتُ سَرَوَاتِ الْجِنِّ إِلَخْ وَفِيهِ قَالَ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُمْ سَيَحْضُرُونَ لِلْحِسَابِ قُلْتُ وَهَذَا الْكَلَامُ الْأَخِيرُ هُوَ الْمُتَعَلِّقُ بِالتَّرْجَمَةِ وَسَرَوَاتُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالرَّاءِ جَمْعُ سَرِيَّة بتَخْفِيف الرَّاءِ أَيْ شَرِيفَةٍ وَوَقَعَ هُنَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَأُمَّهَاتُهُنَّ وَلِغَيْرِهِ وَأُمَّهَاتُهُمْ وَهُوَ أَصْوَبُ وَوَقع أَيْضا لغير الْكشميهني جند محضرون بالافراد رِوَايَته أَشْبَهُ قَوْلُهُ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ عِنْدَ الْحِسَابِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ عَنْ مُجَاهِدٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَشْرُوحًا فِي كِتَابِ الْأَذَانِ وَالْغَرَضُ مِنْهُ هُنَا أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجِنَّ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْله أُولَئِكَ فِي ضلال مُبين

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست