responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 288
مَعْنَى قَوْلِهِ أَفَعَيِينَا اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ أَيْ مَا أَعْجَزَنَا الْخَلْقُ الْأَوَّلُ حِينَ أَنْشَأْنَاكُمْ وَكَأَنَّهُ عَدَلَ عَنِ التَّكَلُّمِ إِلَى الْغَيْبَةِ لِمُرَاعَاةِ اللَّفْظِ الْوَارِدِ فِي الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى هُوَ أَعْلَمُ بكم إِذْ أنشأكم من الأَرْض وَقد روى الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أفعيينا بالخلق الأول يَقُولُ أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا إِنْشَاؤُكُمْ خَلْقًا جَدِيدًا فَتَشُكُّوا فِي الْبَعْثِ وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ عَيِيتُ بِالْأَمْرِ إِذَا لَمْ أَعْرِفْ وَجْهَهُ وَمِنْهُ الْعِيُّ فِي الْكَلَامِ قَوْلُهُ لُغُوبٌ النَّصَبُ أَيْ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ وَمَا مسنا من لغوب أَيْ مِنْ نَصَبٍ وَالنَّصَبُ التَّعَبُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَهَذَا تَفْسِير مُجَاهِد فِيمَا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ أَكْذَبَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْيَهُودَ فِي زَعْمِهِمْ أَنَّهُ اسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ فَقَالَ وَمَا مسنا من لغوب أَيْ مِنْ إِعْيَاءٍ وَغَفَلَ الدَّاوُدِيُّ الشَّارِحُ فَظَنَّ أَنَّ النَّصَبَ فِي كَلَامِ الْمُصَنِّفِ بِسُكُونِ الصَّادِ وَأَنَّهُ أَرَادَ ضَبْطَ اللُّغُوبِ فَقَالَ مُتَعَقِّبًا عَلَيْهِ لَمْ أَرَ أَحَدًا نَصَبَ اللَّامَ فِي الْفِعْلِ قَالَ وَإِنَّمَا هُوَ بِالنَّصْبِ الْأَحْمَقُ قَوْلُهُ أَطْوَارًا طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا يُرِيدُ تَفْسِيرَ قَوْلِهِ تَعَالَى وَقد خَلقكُم أطوارا وَالْأَطْوَارُ الْأَحْوَالُ الْمُخْتَلِفَةُ وَاحِدُهَا طَوْرٌ بِالْفَتْحِ وَأَخْرَجَ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي مَعْنَى الْأَطْوَارِ كَوْنَهُ مَرَّةً نُطْفَةً وَمرَّة علقَة الخ وَأخرج الطَّبَرِيّ عَن بن عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ نَحْوَهُ وَقَالَ الْمُرَادُ اخْتِلَافُ أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ مِنْ صِحَّةٍ وَسَقَمٍ وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَصْنَافًا فِي الْأَلْوَانِ وَاللُّغَاتِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ أَحَدُهَا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ

[3190] قَوْلُهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ فِي الْمَغَازِي حَدَّثَنَا صَفْوَانُ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ قَوْلُهُ جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يَعْنِي وَفْدَهُمْ وَسَيَأْتِي بَيَانُ وَقْتِ قُدُومِهِمْ وَمَنْ عُرِفَ مِنْهُمْ فِي أَوَاخِرِ الْمَغَازِي قَوْلُهُ أَبْشِرُوا بِهَمْزَةِ قَطْعٍ مِنَ الْبِشَارَةِ قَوْلُهُ فَقَالُوا بَشَّرْتَنَا الْقَائِلُ ذَلِكَ مِنْهُم الْأَقْرَع بن حَابِس ذكره بن الْجَوْزِيِّ قَوْلُهُ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ إِمَّا لِلْأَسَفِ عَلَيْهِمْ كَيْفَ آثَرُوا الدُّنْيَا وَإِمَّا لِكَوْنِهِ لَمْ يَحْضُرْهُ مَا يُعْطِيهِمْ فَيَتَأَلَّفْهُمْ بِهِ أَوْ لِكُلٍّ مِنْهُمَا قَوْلُهُ فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمُ الْأَشْعَرِيُّونَ قَوْمُ أَبِي مُوسَى وَقَدْ أَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عِمْرَانَ هَذَا وَفِيهِ مَا يُسْتَأْنَسُ بِهِ لِذَلِكَ ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّ الْمُرَادَ بِأَهْلِ الْيَمَنِ هُنَا نَافِعُ بْنُ زَيْدٍ الْحِمْيَرِيُّ مَعَ مَنْ وَفَدَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ حِمْيَرَ وَقَدْ ذَكَرْتُ مُسْتَنَدَ ذَلِكَ فِي بَابِ قُدُومِ الْأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ وَأَنَّ هَذَا هُوَ السِّرُّ فِي عَطْفِ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى الْأَشْعَرِيِّينَ مَعَ أَنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ مِنْ جُمْلَةِ أَهْلِ الْيَمَنِ لَمَّا كَانَ زَمَانُ قُدُومِ الطَّائِفَتَيْنِ مُخْتَلِفًا وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا قِصَّةٌ غَيْرُ قِصَّةِ الْآخَرِينَ وَقَعَ الْعَطْفُ قَوْلُهُ اقْبَلُوا الْبُشْرَى بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَالْقَصْرِ أَيِ اقْبَلُوا مِنِّي مَا يَقْتَضِي أَنْ تُبَشَّرُوا إِذَا أَخَذْتُمْ بِهِ بِالْجَنَّةِ كَالْفِقْهِ فِي الدِّينِ وَالْعَمَلِ بِهِ وَحَكَى عِيَاضٌ أَنَّ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ الْيُسْرَى بِالتَّحْتَانِيَّةِ وَالْمُهْمَلَةِ قَالَ وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ قَوْلُهُ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى أَنْ لَمْ يَقْبَلْهَا وَهُوَ بِفَتْحِ أَنْ أَيْ مِنْ أَجْلِ تَرْكِهِمْ لَهَا وَيُرْوَى بِكَسْرِ إِنْ قَوْلُهُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْعَرْشِ أَيْ عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ وَعَنْ حَالِ الْعَرْشِ وَكَأَنَّهُ ضَمَّنَ يُحَدِّثُ مَعْنَى يَذْكُرُ وَكَأَنَّهُمْ سَأَلُوا عَنْ أَحْوَالِ هَذَا الْعَالَمِ وَهُوَ الظَّاهِرُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونُوا سَأَلُوا عَنْ أَوَّلِ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ فَعَلَى الْأَوَّلِ يَقْتَضِي السِّيَاقُ أَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَعَلَى الثَّانِي يَقْتَضِي أَنَّ الْعَرْشَ وَالْمَاءَ تَقَدَّمَ خَلْقُهُمَا قَبْلَ ذَلِكَ وَوَقَعَ فِي قِصَّةِ نَافِعِ بْنِ زَيْدٍ نَسْأَلُكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ

[3191] قَوْله قَالُوا جِئْنَا نَسْأَلك كَذَا للكشميهني وَلِغَيْرِهِ جِئْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ وَزَادَ فِي التَّوْحِيدِ وَنَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ وَكَذَا هِيَ فِي قِصَّةِ نَافِعِ بْنِ زَيْدٍ الَّتِي أَشَرْتُ إِلَيْهَا آنِفًا قَوْلُهُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ أَيِ الْحَاضِرِ الْمَوْجُودِ وَالْأَمْرُ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الْمَأْمُورُ وَيُرَادُ بِهِ الشَّأْنُ وَالْحكم

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست