responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 3  صفحه : 170
قَوْله اشْتَكَى بن لِأَبِي طَلْحَةَ أَيْ مَرِضَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ صَدَرَتْ مِنْهُ شَكْوَى لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْأَصْلُ أَنَّ الْمَرِيضَ يَحْصُلُ مِنْهُ ذَلِكَ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَرَضٍ لِكُلِّ مَرِيضٍ وَالِابْنُ الْمَذْكُورُ هُوَ أَبُو عُمَيْرٍ الَّذِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُهُ وَيَقُولُ لَهُ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ كَمَا سَيَأْتِي فِي كتاب الْأَدَب بَين ذَلِك بن حِبَّانَ فِي رِوَايَتِهِ مِنْ طَرِيقِ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ عَنْ ثَابِتٍ وَزَادَ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ فِي أَوَّلِهِ قِصَّةَ تَزْوِيجِ أُمِّ سُلَيْمٍ بِأَبِي طَلْحَةَ بِشَرْطِ أَنْ يُسْلِمَ وَقَالَ فِيهِ فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا صَبِيحًا فَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا فَعَاشَ حَتَّى تَحَرَّكَ فَمَرِضَ فَحَزِنَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى تَضَعْضَعَ وَأَبُو طَلْحَةَ يَغْدُو وَيَرُوحُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَاحَ رَوْحَةً فَمَاتَ الصَّبِيُّ فَأَفَادَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ تَسْمِيَةَ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ أَيْ خَارِجُ الْبَيْتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَاخِرِ النَّهَارِ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ كَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ وَلَدٌ فَتُوُفِّيَ فَأَرْسَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَنَسًا يَدْعُو أَبَا طَلْحَةَ وَأَمَرَتْهُ أَنْ لَا يُخْبِرَهُ بِوَفَاةِ ابْنِهِ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ صَائِمًا قَوْلُهُ هَيَّأَتْ شَيْئًا قَالَ الْكِرْمَانِيُّ أَيْ أَعَدَّتْ طَعَامًا لِأَبِي طَلْحَةَ وَأَصْلَحَتْهُ وَقِيلَ هَيَّأَتْ حَالَهَا وَتَزَيَّنَتْ قُلْتُ بَلِ الصَّوَابُ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهَا هَيَّأَتْ أَمْرَ الصَّبِيِّ بِأَنْ غَسَّلَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ كَمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ صَرِيحًا فَفِي رِوَايَةِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ مَشَايِخِهِ عَنْ ثَابِتٍ فَهَيَّأَتِ الصَّبِيَّ وَفِي رِوَايَة حميد عِنْد بن سَعْدٍ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ وَفِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ عَنْ ثَابِتٍ فَهَلَكَ الصَّبِيُّ فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَغَسَّلَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ وَسَجَّتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا قَوْلُهُ وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ أَيْ جَعَلَتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ وَفِي رِوَايَةِ جَعْفَرٍ عَنْ ثَابِتٍ فَجَعَلَتْهُ فِي مخدعها قَوْله هدأت بِالْهَمْز أَي سكنت وَنَفسه بِسُكُونِ الْفَاءِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَالْمَعْنَى أَنَّ النَّفْسَ كَانَتْ قَلِقَةً مُنْزَعِجَةً بِعَارِضِ الْمَرَضِ فَسَكَنَتْ بِالْمَوْتِ وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّ مُرَادَهَا أَنَّهَا سَكَنَتْ بِالنَّوْمِ لِوُجُودِ الْعَافِيَةِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ هَدَأَ نَفَسُهُ بِفَتْحِ الْفَاءِ أَيْ سَكَنَ لِأَنَّ الْمَرِيضَ يَكُونُ نَفَسُهُ عَالِيًا فَإِذَا زَالَ مَرَضُهُ سَكَنَ وَكَذَا إِذَا مَاتَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ وَنَحْوُهُ فِي رِوَايَةِ جَعْفَرٍ عَنْ ثَابِتٍ وَفِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ أَمْسَى هَادِئًا وَفِي رِوَايَةِ حُمَيْدٍ بِخَيْرِ مَا كَانَ وَمَعَانِيهَا مُتَقَارِبَةٌ قَوْلُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ لَمْ تَجْزِمْ بِذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْأَدَبِ وَيَحْتَمِلُ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ عَلِمَتْ أَنَّ الطِّفْلَ لَا عَذَابَ عَلَيْهِ فَفَوَّضَتِ الْأَمْرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَعَ وُجُودِ رَجَائِهَا بِأَنَّهُ اسْتَرَاحَ مِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا قَوْلُهُ وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ أَيْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا فَهِمَهُ مِنْ كَلَامِهَا وَإِلَّا فَهِيَ صَادِقَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا أَرَادَتْ قَوْلُهُ فَبَاتَ أَيْ مَعَهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ فِيهِ كِنَايَةٌ عَنِ الْجِمَاعِ لِأَنَّ الْغُسْلَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْغَالِبِ مِنْهُ وَقَدْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَفِي رِوَايَةِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لَهُ فَأَصَابَ مِنْهَا وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ ثُمَّ تَطَيَّبَتْ زَادَ جَعْفَرٌ عَنْ ثَابِتٍ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ حَتَّى وَقَعَ بِهَا وَفِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ فَوَقَعَ بِهَا قَوْلُهُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ زَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ ثَابِتٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَقَالَتْ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا أَهْلَ بَيْتٍ عَارِيَةً فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ قَالَ لَا قَالَتْ فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ فَغَضِبَ وَقَالَ تَرَكْتِنِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ ثُمَّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ قَوْمًا أَعَارُوا مَتَاعًا ثُمَّ بَدَا لَهُمْ فِيهِ فَأَخَذُوهُ فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ زَادَ حَمَّادٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ ثَابِتٍ فَأَبَوْا أَنْ يَرُدُّوهَا فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ إِلَى أَهْلِهَا ثُمَّ اتَّفَقَا فَقَالَتْ إِنَّ اللَّهَ أَعَارَنَا فُلَانًا ثُمَّ أَخَذَهُ منا

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 3  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست