responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 13  صفحه : 366
أَسْمَاءٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ ذَكَرَ بَعْضَ مَا وَرَدَ فِي مَعَانِيهَا وَفِيمَا ذَكَرَهُ نَظَرٌ سَلَّمْنَا لَكِنْ وَظِيفَةُ الشَّارِحِ بَيَانُ وَجْهِ تَخْصِيصِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ بِالذِّكْرِ دُونَ غَيْرِهَا وَإِفْرَادُهَا بِتَرْجَمَةٍ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهَذَا الْقَدْرِ جَمِيعَ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ الْمَذْكُورَةِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ فَإِنَّهَا خُتِمَتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى لَهُ الْأَسْمَاء الْحسنى وَقَدْ قَالَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحسنى فَادعوهُ بهَا فَكَأَنَّهُ بَعْدَ إِثْبَاتِ حَقِيقَةِ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ وَالْعِلْمِ أَشَارَ إِلَى أَنَّ الصِّفَاتِ السَّمْعِيَّةَ لَيْسَتْ مَحْصُورَةً فِي عَدَدٍ مُعَيَّنٍ بِدَلِيلِ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ أَوْ أَرَادَ الْإِشَارَةَ إِلَى ذِكْرِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي تَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى بِهَا وَأُطْلِقَتْ مَعَ ذَلِكَ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ فَالسَّلَامُ ثَبَتَ فِي الْقُرْآنِ وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدْ أُطْلِقَ عَلَى التَّحِيَّةِ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنُ يُطْلَقُ عَلَى مَنِ اتَّصَفَ بِالْإِيمَانِ وَقَدْ وَقَعَا مَعًا مِنْ غَيْرِ تَخَلُّلٍ بَيْنَهُمَا فِي الْآيَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا فَنَاسَبَ أَنْ يَذْكُرَهُمَا فِي تَرْجَمَةٍ وَاحِدَةٍ وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ مَعْنَى السَّلَامِ فِي حَقِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي سَلِمَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَكَذَا فِي تَفْسِيرِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي أَمِنَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَقِيلَ السَّلَامُ مَنْ سَلِمَ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وَبَرِئَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعَيْبٍ فَهِيَ صِفَةٌ سَلْبِيَّةٌ وَقِيلَ الْمُسَلِّمُ عَلَى عِبَادِهِ لِقَوْلِهِ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ فَهِيَ صِفَةٌ كَلَامِيَّةٌ وَقِيلَ الَّذِي سَلِمَ الْخَلْقُ مِنْ ظُلْمِهِ وَقِيلَ مِنْهُ السَّلَامَةُ لِعِبَادِهِ فَهِيَ صِفَةٌ فِعْلِيَّةٌ وَقِيلَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي صَدَّقَ نَفْسَهُ وَصَدَّقَ أَوْلِيَاءَهُ وَتَصْدِيقُهُ عِلْمُهُ بِأَنَّهُ صَادِقٌ وَأَنَّهُمْ صَادِقُونَ وَقِيلَ الْمُوَحِّدُ لِنَفْسِهِ وَقِيلَ خَالِقُ الْأَمْنِ وَقِيلَ وَاهِبُ الْأَمْنِ وَقِيلَ خَالِقُ الطُّمَأْنِينَةِ فِي الْقُلُوبِ وَأَمَّا الْمُهَيْمِنُ فَإِنْ ثَبَتَ فِي الرِّوَايَةِ فَقَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ فِي التَّفْسِيرِ وَمِمَّا يُسْتَفَاد ان بن قُتَيْبَةَ وَمَنْ تَبِعَهُ كَالْخَطَّابِيِّ زَعَمُوا أَنَّهُ مُفَيْعِلٌ مِنَ الْأَمْنِ قُلِبَتِ الْهَمْزُ هَاءً وَقَدْ تَعَقَّبَ ذَلِكَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَنَقَلَ إِجْمَاعُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ لَا تُصَغَّرُ وَنَقَلَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَلِيمِيِّ أَنَّ الْمُهَيْمِنَ مَعْنَاهُ الَّذِي لَا يُنْقِصُ الطَّائِعَ مِنْ ثَوَابِهِ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَ وَلَا يَزِيدُ الْعَاصِي عِقَابًا عَلَى مَا يَسْتَحِقُّهُ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْكَذِبُ وَقَدْ سَمَّى الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ جَزَاءً وَلَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِزِيَادَةِ الثَّوَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْعِقَابِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ هَذَا شَرْحُ قَوْلِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِي الْمُهَيْمِنِ أَنَّهُ الْأَمِينُ ثُمَّ سَاقَ مِنْ طَرِيقِ التَّيْمِيّ عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مُهَيْمِنًا عَلَيْهِ قَالَ مُؤْتَمَنًا وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ الْمُهَيْمِنُ الْأَمِينُ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ الْمُهَيْمِنُ الشَّاهِدُ وَقِيلَ الْمُهَيْمِنُ الرَّقِيبُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْحَافِظُ لَهُ وَقِيلَ الْهَيْمَنَةُ الْقِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ قَالَ الشَّاعِرُ
(أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِ ... مُهَيْمِنُهُ التَّالِيهِ فِي الْعُرْفِ وَالنُّكْرِ) يُرِيدُ الْقَائِمَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَهُ بِالرِّعَايَةِ لَهُمْ انْتَهَى وَيَصِحُّ أَنْ يُرِيدَ الْأَمِينَ عَلَيْهِمْ فَيُوَافِقُ مَا تقدم ثمَّ ذكر حَدِيث بن مَسْعُودٍ فِي التَّشَهُّدِ وَسَنَدُهُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ وَأَحْمَدُ بن يُونُس هُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ نُسِبَ لِجَدِّهِ وَزُهَيْر هُوَ بن مُعَاوِيَة الْجعْفِيّ ومغيرة هُوَ بن مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ وَشَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ هُوَ أَبُو وَائِلٍ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ وَبِاسْمِهِ مَعًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقٍ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْحُلْوَانِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ فَقَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ وَسَاقَ الْمَتْنَ مِثْلَهُ سَوَاءً وَضَاقَ عَلَى الْإِسْمَاعِيلِيِّ مَخْرَجُهُ فَاكْتَفَى بِرِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ وَسَاقَهُ نَحْوَهُ مِنْ رِوَايَةِ زُهَيْرٍ وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ مُغِيرَةَ بِسَنَدِهِ وَقَوْلُهُ

[7381] فِي الْمَتْنِ فَنَقُولُ السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ هَكَذَا اخْتَصَرَهُ مُغِيرَةُ وَزَادَ فِي رِوَايَةِ الْأَعْمَشِ مِنْ عِبَادِهِ وَفِي لَفْظٍ مَضَى فِي الِاسْتِئْذَانِ قَبْلَ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ إِلَخْ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ مُفَصَّلًا فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ فِي أَوَاخِرِ صِفَةِ الصَّلَاةِ مِنْ قَبْلِ كتاب الْجُمُعَة وَللَّه الْحَمد

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 13  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست