responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 11  صفحه : 300
آخِرِهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ وَمَضَى لِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ سَبَبٌ وَهُوَ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَيَبْسُطُهُ فِي النَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ بِمَا تُطِيقُونَ وَوَقَفْتُ لَهُ عَلَى سَبَبٍ آخر وَهُوَ عِنْد بن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَضْحَكُونَ فَقَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ لَا تُقَنِّطْ عِبَادِي فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ سَدِّدُوا وقاربوا قَالَ بن حَزْمٍ فِي كَلَامِهِ عَلَى مَوَاضِعَ مِنَ الْبُخَارِيِّ مَعْنَى الْأَمْرِ بِالسَّدَادِ وَالْمُقَارَبَةِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ بُعِثَ مُيَسِّرًا مُسَهِّلًا فَأَمَرَ أُمَّتَهُ بِأَنْ يَقْتَصِدُوا فِي الْأُمُورِ لِأَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي الِاسْتِدَامَةَ عَادَةً قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ سَدِيدًا سَدَادًا صِدْقًا كَذَا ثَبَتَ لِلْأَكْثَرِ وَالَّذِي ثَبَتَ عَنْ مُجَاهِدٍ عِنْدَ الْفِرْيَابِيِّ والطبري وَغَيرهمَا من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى قولا سديدا قَالَ سَدَادًا وَالسَّدَادُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ الْعَدْلُ الْمُعْتَدِلُ الْكَافِي وَبِالْكَسْرِ مَا يَسُدُّ الْخَلَلَ وَالَّذِي وَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ بِالْفَتْحِ وَزَعَمَ مُغْلَطَايْ وَتَبِعَهُ شَيْخُنَا بن الْمُلَقِّنِ أَنَّ الطَّبَرِيَّ وَصَلَ تَفْسِيرَ مُجَاهِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ عَمْرِو بْنِ طَلْحَةَ عَن أَسْبَاط عَن السدى عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَهَذَا وَهَمٌ فَاحِشٌ فَمَا للسدي عَن بن أَبِي نَجِيحٍ رِوَايَةٌ وَلَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله قولا سديدا قَالَ الْقَوْلُ السَّدِيدُ أَنْ يَقُولَ لِمَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَدِّمْ لِنَفْسِكَ وَاتْرُكْ لِوَلَدِكَ وَأَخْرَجَ أَثَرَ مُجَاهِد من رِوَايَة وَرْقَاء عَن بن أَبِي نَجِيحٍ وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى قَوْلًا سديدا قَالَ عَدْلًا يَعْنِي فِي مَنْطِقِهِ وَفِي عَمَلِهِ قَالَ والسداد الصدْق وَكَذَا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ وَمِنْ طَرِيقِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي قَوْلِهِ قولا سديدا قَالَ صِدْقًا وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ مِثْلَهُ وَالَّذِي أَظُنُّهُ أَنَّهُ سَقَطَ مِنَ الْأَصْلِ لَفْظَةُ وَالتَّقْدِيرُ قَالَ مُجَاهِدٌ سَدَادًا وَقَالَ غَيْرُهُ صِدْقًا أَوِ السَّاقِطُ مِنْهُ لَفْظَةُ أَيْ كَأَنَّ الْمُصَنِّفَ أَرَادَ تَفْسِيرَ مَا فَسَّرَ بِهِ مُجَاهِدٌ السديد الحَدِيث الثَّامِن

[6468] قَوْله فليح هُوَ بن سُلَيْمَانَ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ قَوْلُهُ صَلَّى لَنَا يَوْمًا الصَّلَاةَ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهَا الظُّهْرُ قَوْلُهُ ثُمَّ رَقِيَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الْقَافِ مِنَ الِارْتِقَاءِ أَيْ صَعِدَ وَزْنًا وَمَعْنًى قَوْلُهُ مِنْ قِبَلِ أَيْ مِنْ جِهَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى قَوْلُهُ أُرِيت بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَفِي بَعْضِهَا رَأَيْتُ بِفَتْحَتَيْنِ قَوْلُهُ مُمَثَّلَتَيْنِ أَيْ مُصَوَّرَتَيْنِ وَزْنًا وَمَعْنًى يُقَالُ مَثَّلَهُ إِذَا صَوَّرَهُ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ فِي قُبُلِ بِضَمِّ الْقَافِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُرَادُ بِالْجِدَارِ جِدَارُ الْمَسْجِدِ قَوْلُهُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَقَعَ هُنَا مُكَرَّرًا تَأْكِيدًا وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ هَذَا اللَّفْظِ فِي بَابِ وَقْتِ الظُّهْرِ مِنْ أَبْوَابِ الْمَوَاقِيتِ وَيَأْتِي شَرْحُ الْحَدِيثِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الِاعْتِصَامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى الْحَثِّ عَلَى مُدَاوَمَةِ الْعَمَلِ لِأَنَّ مَنْ مَثَّلَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَانَ ذَلِكَ بَاعِثًا لَهُ عَلَى الْمُوَاظَبَةِ عَلَى الطَّاعَةِ وَالِانْكِفَافِ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَبِهَذَا التَّقْرِيبِ تظهر مُنَاسبَة الحَدِيث للتَّرْجَمَة

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 11  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست