responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 92
فَيُوَافِقُهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَيُوَافِقُهَا زِيَادَةُ بَيَانٍ وَإِلَّا فَالْجَزَاءُ مُرَتَّبٌ عَلَى قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَلَا يَصْدُقُ قِيَامُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلَّا عَلَى مَنْ وَافَقَهَا وَالْحَصْرُ الْمُسْتَفَادُ مِنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتُ مُسْتَفَادٌ مِنَ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ فَوَضَحَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَصَرُّفِ الرُّوَاةِ بِالْمَعْنَى لِأَنَّ مَخْرَجَ الْحَدِيثِ وَاحِدٌ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَعَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ الصِّيَامِ

(قَوْلُهُ بَابُ الْجِهَادِ مِنَ الْإِيمَانِ)
أَوْرَدَ هَذَا الْبَابَ بَيْنَ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَبَيْنَ قِيَامِ رَمَضَانَ وَصِيَامِهِ فَأَمَّا مُنَاسَبَةُ إِيرَادِهِ مَعَهَا فِي الْجُمْلَةِ فَوَاضِحٌ لِاشْتِرَاكِهَا فِي كَوْنِهَا مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ وَأَمَّا إِيرَادُهُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ مَعَ أَنَّ تَعَلُّقَ أَحَدِهِمَا بِالْآخَرِ ظَاهِرٌ فَلِنُكْتَةٍ لَمْ أَرَ مَنْ تَعَرَّضَ لَهَا بَلْ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ صَنِيعُهُ هَذَا دَالٌّ عَلَى أَنَّ النَّظَرَ مَقْطُوعٌ عَنْ غَيْرِ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ يَعْنِي اشْتِرَاكَهَا فِي كَوْنِهَا مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ وَأَقُولُ بَلْ قِيَامُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرَ الْمُنَاسَبَةِ لِقِيَامِ رَمَضَانَ لَكِنَّ لِلْحَدِيثِ الَّذِي أَوْرَدَهُ فِي بَابِ الْجِهَادِ مُنَاسَبَةً بِالْتِمَاسِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ حَسَنَةً جِدًّا لِأَنَّ الْتِمَاسَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ يَسْتَدْعِي مُحَافَظَةً زَائِدَةً وَمُجَاهَدَةً تَامَّةً وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ يُوَافِقُهَا أَوْ لَا وَكَذَلِكَ الْمُجَاهِدُ يَلْتَمِسُ الشَّهَادَةَ وَيَقْصِدُ إِعْلَاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ وَقَدْ يَحْصُلُ لَهُ ذَلِكَ أَوْ لَا فَتَنَاسَبَا فِي أَنَّ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا مُجَاهَدَةً وَفِي أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا قَدْ يُحَصِّلُ الْمَقْصُودَ الْأَصْلِيَّ لِصَاحِبِهِ أَوْ لَا فَالْقَائِمُ لِالْتِمَاسِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَأْجُورٌ فَإِنْ وَافَقَهَا كَانَ أَعْظَمَ أَجْرًا وَالْمُجَاهِدُ لِالْتِمَاسِ الشَّهَادَةِ مَأْجُورٌ فَإِنْ وَافَقَهَا كَانَ أَعْظَمُ أَجْرًا وَيُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ تَمَنِّيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهَادَةَ بِقَوْلِهِ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ فَضْلَ الْجِهَادِ لِذَلِكَ اسْتِطْرَادًا ثُمَّ عَادَ إِلَى ذِكْرِ قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ لِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عَامٌّ بَعْدَ خَاصٍّ ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَهُ بَابَ الصِّيَامِ لِأَنَّ الصِّيَامَ مِنَ التُّرُوكِ فَأَخَّرَهُ عَنِ الْقِيَامِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ وَلِأَنَّ اللَّيْلَ قَبْلَ النَّهَارِ وَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْقِيَامَ مَشْرُوع

للهلاك وَمِنْه قَوْله تتبيب أَي تدمير كَذَا فِي الأَصْل وَكَذَا قَوْله ليتبروا قَالَ فِي الأَصْل ليدمروا وَقَوله متبر أَي خسران قَوْله سبع فِي التابوت أَي الْجَسَد شبهه بالصندوق قَوْله تبارا أَي هَلَاكًا قَوْله تبرا من الصَّدَقَة أَي ذَهَبا غير مسبوك قَوْله تبيع فِي زَكَاة الْبَقر هُوَ الَّذِي دخل فِي السّنة الثَّانِيَة وَقيل استوفاها وَدخل فِي الثَّالِثَة وَقَوله كنت تبيعا لطلْحَة أَي تَابعا لَهُ أخدمه قَوْله تبع هُوَ لقب مُلُوك الْيمن سمي بذلك لِأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ وَالظِّلُّ يُسَمَّى تُبَّعًا لِأَنَّهُ يتبع الشَّمْس كَذَا فِي الأَصْل وَعَن الْأَصْمَعِي سمي تبعا لِأَنَّهُ ملك فتابعه النَّاس قَوْله تباعا أَي مُتَوَالِيَة يتبع بَعْضهَا بَعْضًا وَقَول أبي هُرَيْرَة مَا سَأَلته إِلَّا ليستتبعني أَي ليقول لي اتبعني إِلَى الْمنزل وَوَقع لِابْنِ السكن ليشبعني من الشِّبَع بمعجمه ثمَّ مُوَحدَة قَوْله كُنَّا لكم تبعا بِفَتَحَات وَاحِدَة تَابع مثل غيب وغائب وَقَوله تبعة أَي حق يطْلب بِهِ وَمِنْه قَوْله علينا بِهِ تبيعا أَي طَالبا وَعَن بن عَبَّاس نَصِيرًا وَقيل ثائرا وَقيل معني أتبعه سَار خَلفه وَاتبعهُ مشددا حذا حذوه قَوْله إِذا أتبع أحدكُم فَليتبعْ بِالسُّكُونِ فِي الأولى وَالتَّشْدِيد فِي الثَّانِيَة للمعظم وَقيل بِالسُّكُونِ فيهمَا وَبِه جزم بن الْأَثِير وَخطأ الْخطابِيّ التَّشْدِيد وَتَبعهُ النَّوَوِيّ وللذي ثَبت فِي الرِّوَايَة وَجه وَقَالَ صَاحب التَّارِيخ أتبعته على فلَان أحلته وأتبعني عَلَيْهِ أحالني قَوْله تَبُوك مَعْرُوفَة وَهِي من أداني أَرض الشَّام قَوْله التبتل تقدم فِي الْمُوَحدَة قولهالتبن هُوَ مَا يخرج مِنْهُ الْقَمْح وَالشعِير قَوْله فِي تبان بِضَم أَوله وَالتَّشْدِيد هُوَ سَرَاوِيل قَصِيرَة السَّاقَيْن أَو بِلَا ساقين فصل ت ج قَوْله تجاهه أَي مُقَابلَة من تِلْقَاء وَجهه وَحقه أَن يذكر فِي الْوَاو فصل ت ح قَوْله من تَحت أَي من أَسْفَل وَتَحْت الْقَوْم أراذلهم قَوْله يتحفونه أَي يوجهون إِلَيْهِ التحف من طرف الْفَاكِهَة وَغَيرهَا وَمِنْه قَوْله فَمَا تحفتهم وَهِي بِسُكُون الْحَاء وَقد تفتح فصل ت ر قَوْله ترب جَبينه أَي قتل لِأَن الْقَتِيل يَقع على وَجهه ليترب وَظَاهره الدُّعَاء عَلَيْهِ بذلك وَلَا يقْصد ذَلِك وَكَذَا قَوْله تربت يداك أَي افْتَقَرت فامتلأت تُرَابا وَقيل المُرَاد ضعف عقلك بجهلك بِهَذَا وَقيل افْتَقَرت من الْعلم وَقيل مَعْنَاهُ اسْتَغْنَيْت يُقَال هِيَ لُغَة القبط استعملها الْعَرَب واستبعد وَالرَّاجِح أَنه شَيْء يدعم بِهِ الْكَلَام تَارَة للتعجب وَتارَة للزجر أَو التهويل أَو الْإِعْجَاب وَهُوَ كويل أمه وَلَا أبالك وعقرى حلقي وَقَالَ الدَّاودِيّ إِنَّمَا هُوَ ثربت بِالْمُثَلثَةِ وَغلط قَوْله ذَا مَتْرَبَة أَي السَّاقِط فِي التُّرَاب قَوْله أتراب أَي أَمْثَال وَهُوَ جمع ترب بِكَسْر أَوله قَوْله الترجمان بِفَتْح أَوله وضمه الْأصيلِيّ وَضم الْجِيم هُوَ من يُفَسر لُغَة بلغَة وَقَوله يترجم لَهُ من ذَلِك قَوْله سَحَابَة مثل الترس أَي مستديرة والترس مَعْرُوف وَمِنْه يتترس ويترس قَوْله مترس يَأْتِي فِي الْمِيم قَوْله ترعة بِضَم ثمَّ سُكُون بعْدهَا عين مُهْملَة قيل الْبَاب وَقيل الرَّوْضَة وَقيل الدرجَة قَوْله أترفوا أَي أهلكوا كَذَا فِي الأَصْل وَهُوَ تَفْسِير باللازم والمترف المتوسع فِي ملاذ الدُّنْيَا وَهُوَ شَأْن من يحصل لَهُ الْهَلَاك قَوْله التراقي جمع ترقوه بِضَم الْقَاف وَهُوَ الْعظم الَّذِي بَين ثغره النَّحْر والعاتق قَوْله يطالع تركته أَي وَلَده الَّذِي تَركه هُنَاكَ وَهُوَ بِكَسْر الرَّاء الشَّيْء الْمَتْرُوك وَقيل بِالسُّكُونِ وَهِي فِي الأَصْل بيض النعامة لِأَنَّهَا لَا تحضنه قَوْله قبَّة تركية منسوبة إِلَى التّرْك وهم الجيل الْمَعْرُوف قَالَ النَّوَوِيّ كَانَت صَغِيرَة من لبود قَوْله الترهات تَأتي فِي الأساطير

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست