responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 85
(قَوْلُهُ بَابٌ)
هُوَ مُنَوَّنٌ وَقَوْلُهُ الْمَعَاصِي مُبْتَدَأٌ وَمِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ خَبَرُهُ وَالْجَاهِلِيَّةُ مَا قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَقَدْ يُطْلَقُ فِي شَخْصٍ مُعَيَّنٍ أَيْ فِي حَالِ جَاهِلِيَّتِهِ وَقَوْلُهُ وَلَا يُكَفَّرُ بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَقْتِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَإِسْكَانِ الْكَافِ وَقَوْلُهُ إِلَّا بِالشِّرْكِ أَيْ إِنَّ كُلَّ مَعْصِيَةٍ تُؤْخَذُ مِنْ تَرْكِ وَاجِبٍ أَوْ فِعْلِ مُحَرَّمٍ فَهِيَ مِنْ أَخْلَاقِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالشِّرْكُ أَكْبَرُ الْمَعَاصِي وَلِهَذَا اسْتَثْنَاهُ وَمُحَصَّلُ التَّرْجَمَةِ أَنَّهُ لَمَّا قَدَّمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ يُطْلَقُ عَلَيْهَا الْكُفْرُ مَجَازًا عَلَى إِرَادَةِ كُفْرِ النِّعْمَةِ لَا كُفْرِ الْجَحْدِ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّهُ كُفْرٌ لَا يُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ خِلَافًا لِلْخَوَارِجِ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِالذُّنُوبِ وَنَصُّ الْقُرْآنِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء فَصَيَّرَ مَا دُونَ الشِّرْكِ تَحْتَ إِمْكَانِ الْمَغْفِرَةِ وَالْمُرَادُ بِالشِّرْكِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكُفْرُ لِأَنَّ مَنْ جَحَدَ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلًا كَانَ كَافِرًا وَلَوْ لَمْ يَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَالْمَغْفِرَةُ مُنْتَفِيَةٌ عَنْهُ بِلَا خِلَافٍ وَقَدْ يَرِدُ الشِّرْكُ وَيُرَادُ بِهِ مَا هُوَ أَخَصُّ مِنَ الْكُفْرِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكين قَالَ بن بَطَّالٍ غَرَضُ الْبُخَارِيِّ الرَّدُّ عَلَى مَنْ يُكَفِّرُ بِالذُّنُوبِ كَالْخَوَارِجِ وَيَقُولُ إِنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ يُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَالْآيَةُ تَرُدُّ عَلَيْهِمْ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لمن يَشَاء مَنْ مَاتَ عَلَى كُلِّ ذَنْبٍ سِوَى الشِّرْكِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ فِي اسْتِدْلَالِهِ بِقَوْلِ أَبِي ذَرٍّ عَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ نَظَرٌ لِأَنَّ التَّعْيِيرَ لَيْسَ كَبِيرَةً وَهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ بِالصَّغَائِرِ قُلْتُ اسْتِدْلَالُهُ عَلَيْهِمْ من الْآيَة ظَاهر وَلذَلِك اقْتصر عَلَيْهِ بن بَطَّالٍ وَأَمَّا قِصَّةُ أَبِي ذَرٍّ فَإِنَّمَا ذُكِرَتْ لِيُسْتَدَلَّ بِهَا عَلَى أَنَّ مَنْ بَقِيَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْجَاهِلِيَّةِ سِوَى الشِّرْكِ لَا يَخْرُجُ عَنِ الْإِيمَانِ بِهَا سَوَاءٌ كَانَتْ مِنَ الصَّغَائِرِ أَمِ الْكَبَائِرِ وَهُوَ وَاضِحٌ وَاسْتَدَلَّ الْمُؤَلِّفُ أَيْضًا عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا ارْتَكَبَ مَعْصِيَةً لَا يَكْفُرُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبْقَى عَلَيْهِ اسْمَ الْمُؤْمِنَ فَقَالَ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ اخويكم وَاسْتَدَلَّ أَيْضًا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَسَمَّاهُمَا مُسْلِمَيْنِ مَعَ التَّوَعُّدِ بِالنَّارِ وَالْمُرَادُ هُنَا إِذَا كَانَتِ الْمُقَاتَلَةُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ سَائِغٍ وَاسْتَدَلَّ أَيْضًا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ أَيْ خَصْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ مَعَ أَنَّ مَنْزِلَةَ أَبِي ذَرٍّ مِنَ الْإِيمَانِ فِي الذُّرْوَةِ الْعَالِيَةِ وَإِنَّمَا وَبَّخَهُ بِذَلِكَ عَلَى عَظِيمِ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَهُ تَحْذِيرًا لَهُ عَنْ مُعَاوَدَةِ مِثْلِ ذَلِكَ لِأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْعُذْرِ لَكِنْ وُقُوعُ ذَلِكَ مِنْ مِثْلِهِ يُسْتَعْظَمُ أَكْثَرَ مِمَّنْ هُوَ دُونَهُ وَقَدْ وَضَحَ بِهَذَا وَجْهُ دُخُولِ الْحَدِيثَيْنِ تَحْتَ التَّرْجَمَةِ وَهَذَا عَلَى مُقْتَضَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عَنْ مَشَايِخِهِ لَكِنْ سَقَطَ حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ مِنْ رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَأَمَّا رِوَايَةُ الْأَصِيلِيِّ وَغَيْرِهِ فَأَفْرَدَ فِيهَا حَدِيثَ أَبِي بَكْرَةَ بِتَرْجَمَةِ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وكل مِنَ الرِّوَايَتَيْنِ جَمْعًا وَتَفْرِيقًا حَسَنٌ وَالطَّائِفَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ فَمَا فَوْقَهُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَأَمَّا اشْتِرَاطُ حُضُورِ أَرْبَعَةٍ فِي رجم الزَّانِي مَعَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَالْآيَةُ وَارِدَةٌ فِي الْجَلْدِ وَلَا اشْتِرَاطَ فِيهِ وَالِاشْتِرَاطُ فِي الرَّجْمِ بِدَلِيلٍ آخَرَ وَأَمَّا اشْتِرَاطُ ثَلَاثَةٍ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى فلتقم طَائِفَة مِنْهُم مَعَك فَذَاك لقَوْله تَعَالَى ولياخذوا اسلحتهم فَذكره بِلَفْظ

وَكَذَا للنسفي والأصيلي والقابسي وَالصَّوَاب بنُون ثمَّ خاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة بعْدهَا سين مُهْملَة قَالَه عِيَاض وَغَيره فصل ب ح قَوْله فَأَخَذته بحة بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد مَا يحدث للصوت فَيمْنَع جهارته قَوْله الْبَحْرين هِيَ بِلَاد مَعْرُوفَة فِيهَا عدَّة قرى قاعدتها هجر قَوْله الْبحيرَة وَقَوله البحرة الأول تَصْغِير الثَّانِي المُرَاد الْقرْيَة وَالْعرب تسمى الْقرى الْبحار وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام اعْمَلْ من وَرَاء الْبحار أَي الْبِلَاد وَقَالَ الْجرْمِي الْبحيرَة دوين الْوَادي وَقيل كل بلد لَهَا نهر أَو مَاء ناقع فَهِيَ بحيره قَوْله وَكتب لَهُم ببحرهم أَي ببلدهم وَفِي رِوَايَة عَبدُوس بالنُّون بدل الْمُوَحدَة وَهُوَ تَصْحِيف قَوْله الْبحيرَة بِفَتْح أَوله قَالَ بن الْمسيب هِيَ الَّتِي يمْنَع درها للطواغيت أَي الْأَصْنَام وَالْبَحْر الشق كَانُوا يشقون أذن النَّاقة نِصْفَيْنِ إِذا نتجت خَمْسَة أبطن آخرهَا ذكر ثمَّ لَا تذبح وَلَا تركب وَلَا يشرب لَبنهَا وَقيل هِيَ بنت السائبة فصل ب خَ قَوْله بخ بخ يُقَال للشَّيْء إِذا ارتضى وَقيل إِذا عظم وفيهَا لُغَات إسكان الْخَاء وَكسرهَا منونا وَبِغير تَنْوِين وَبِضَمِّهَا منونا وبتشديدها مضموما ومنونا وَاخْتَارَ الْخطابِيّ إِذا كرر تَنْوِين الأولى وتسكين الثَّانِيَة وَمن شَوَاهِد التسكين فيهمَا قَول الْأَعْشَى بخ بخ لوالدة وللمولود قَوْله بخسا أَي نُقْصَانا قَوْله باخع أَي مهلك فصل ب د قَوْله بَدْء الْوَحْي وبدء الْحيض وبدء الْأَذَان وبدء الْخلق مَهْمُوز من الِابْتِدَاء وَقَالَ عِيَاض فِي الأول روى بِالضَّمِّ غير مَهْمُوز من الظُّهُور وَالْأول أولي بِدلَالَة التَّنْبِيه عَلَيْهِ قَوْله تكون لَهُم بَدْء الْفُجُور أَي أَوله قَوْله عودا على بَدْء أَي مرّة بعد مرّة قَوْله وعدتم من حَيْثُ بدأتم أَي رجعتم إِلَى مَا كُنْتُم عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة من ترك إِعْطَاء الْحُقُوق غَالِبا وَهُوَ غَرِيب وَفِي الحَدِيث الآخر لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يفرح بغنيمة وَشَرحه عِيَاض بِمَا فِي تَقْرِيره تكلّف قَوْله استبد علينا أَي انْفَرد قَوْله فبدد أَصَابِعه أَي فرق قَوْله لَا بُد مِنْهُ أَي لَا انفكاك قَوْله أبده بَصَره أَي أتبعه وللأكثر أمده بِالْمِيم قَوْله اقتلهم بددا أَي مُتَفَرّقين وَحكى بِكَسْر أَوله وخطئت وَقيل الصَّوَاب بِالضَّمِّ من البدد بضمه وتخفيفه وَهُوَ النَّصِيب أَي أعْط كلا مِنْهُم نصِيبه من الْقَتْل قَوْله أَتَى ببدر فِيهِ خضرات أَي طبق فسره بن وهب وَلغيره بِقدر بِالْقَافِ قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّوَاب هُنَا بِالْمُوَحَّدَةِ قَوْله بدر الطّرف نَبَاته أَي سبق وَمِنْه بادرني عَبدِي وابتدرته وَبدر يَمِين أحدهم شَهَادَته وابتدره وابتدرني بالْكلَام وَقَوله بدارا أَي مبادرة قَوْله بوادره هُوَ جمع بادرة وَهِي لحْمَة بَين الْمنْكب والعنق وَأما قَوْله فَإِن عجلت مِنْهُ بادرة فَمن الْمُبَادرَة قَوْله قليب بدر وَيَوْم بدر هُوَ مَوضِع مَعْرُوف كَانَت بِهِ الْوَقْعَة الْمَشْهُورَة قَوْله بدعا أَي أَولا كَذَا فِي الأَصْل والبديع من أَسمَاء الله قَالَ فِي الأَصْل البديع والمبتدع والخالق والبارئ والفاطر وَاحِد ولبعض الروَاة والبادىء بِالدَّال وَقد جَاءَ فِي الْأَسْمَاء الحسني فِي بعض الطّرق البادئ وَفِي أُخْرَى المبدئ وَمِنْه يبْدَأ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ وَبَدَأَ الْخلق وَفِي اللُّغَة بَدَأَ وأبدأ بمعني وَقَول عمر نعمت الْبِدْعَة هُوَ فعل مَا لم يسْبق إِلَيْهِ فَمَا وَافق السّنة فَحسن وَمَا خَالف فضلالة وَهُوَ المُرَاد حَيْثُ وَقع ذمّ الْبِدْعَة وَمَا لم يُوَافق وَلم يُخَالف فعلى أصل الْإِبَاحَة

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست