responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 54
فَإِنَّ الْمُسْلِمَاتِ يَدْخُلْنَ فِي ذَلِكَ وَخَصَّ اللِّسَانَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ الْمُعَبِّرُ عَمَّا فِي النَّفْسِ وَهَكَذَا الْيَدُ لِأَنَّ أَكْثَرَ الْأَفْعَالِ بِهَا وَالْحَدِيثُ عَامٌّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللِّسَانِ دُونَ الْيَدِ لِأَنَّ اللِّسَانَ يُمْكِنُهُ الْقَوْلُ فِي الْمَاضِينَ وَالْمَوْجُودِينَ وَالْحَادِثِينَ بَعْدُ بِخِلَافِ الْيَدِ نَعَمْ يُمْكِنُ أَنْ تُشَارِكَ اللِّسَانَ فِي ذَلِكَ بِالْكِتَابَةِ وَإِنَّ أَثَرَهَا فِي ذَلِكَ لَعَظِيمٌ وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ شَرْعًا تَعَاطِي الضَّرْبَ بِالْيَدِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالتَّعَازِيرِ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَحِقِّ لِذَلِكَ وَفِي التَّعْبِيرِ بِاللِّسَانِ دُونَ الْقَوْلِ نُكْتَةٌ فَيَدْخُلُ فِيهِ مَنْ أَخْرَجَ لِسَانَهُ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِهْزَاءِ وَفِي ذِكْرِ الْيَدِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْجَوَارِحِ نُكْتَةٌ فَيَدْخُلُ فِيهَا الْيَدُ الْمَعْنَوِيَّةُ كَالِاسْتِيلَاءِ عَلَى حَقِّ الْغَيْرِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَائِدَةٌ فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَدِيعِ تَجْنِيسُ الِاشْتِقَاقِ وَهُوَ كثير قَوْله وَالْمُهَاجِر هُوَ بِمَعْنى الْهَاجِرِ وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْمُفَاعِلِ يَقْتَضِي وُقُوعَ فِعْلٍ مِنِ اثْنَيْنِ لَكِنَّهُ هُنَا لِلْوَاحِدِ كَالْمُسَافِرِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى بَابِهِ لِأَنَّ مِنْ لَازِمِ كَوْنِهِ هَاجِرًا وَطَنَهُ مَثَلًا أَنَّهُ مَهْجُورٌ مِنْ وَطَنِهِ وَهَذِهِ الْهِجْرَةُ ضَرْبَانِ ظَاهِرَةٌ وَبَاطِنَةٌ فَالْبَاطِنَةُ تَرْكُ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ وَالشَّيْطَانُ وَالظَّاهِرَةُ الْفِرَارُ بِالدِّينِ مِنَ الْفِتَنِ وَكَأَنَّ الْمُهَاجِرِينَ خُوطِبُوا بِذَلِكَ لِئَلَّا يَتَّكِلُوا عَلَى مُجَرَّدِ التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَمْتَثِلُوا أَوَامِرَ الشَّرْعِ وَنَوَاهِيَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ قِيلَ بَعْدَ انْقِطَاعِ الْهِجْرَةِ لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِ مَنْ لَمْ يُدْرِكْ ذَلِكَ بَلْ حَقِيقَةُ الْهِجْرَةِ تَحْصُلُ لِمَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فَاشْتَمَلَتْ هَاتَانِ الْجُمْلَتَانِ عَلَى جَوَامِعَ مِنْ مَعَانِي الْحِكَمِ وَالْأَحْكَامِ تَنْبِيهٌ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ بِخِلَافِ جَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ عَلَى أَنَّ مُسْلِمًا أخرج مَعْنَاهُ من وَجه آخر وَزَاد بن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ صَحِيحا وَالْمُؤمن مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ وَكَأَنَّهُ اخْتَصَرَهُ هُنَا لِتَضَمُّنِهِ لِمَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدثنَا دَاوُد هُوَ بن أبي هِنْد وَكَذَا فِي رِوَايَة بن عَسَاكِرَ عَنْ عَامِرٍ وَهُوَ الشَّعْبِيِّ الْمَذْكُورِ فِي الْإِسْنَادِ الْمَوْصُولِ وَأَرَادَ بِهَذَا التَّعْلِيقِ بَيَانُ سَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الصَّحَابِيِّ وَالنُّكْتَةُ فِيهِ رِوَايَةُ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ لَهُ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَكَاهُ بن مَنْدَهْ فَعَلَى هَذَا لَعَلَّ الشَّعْبِيَّ بَلَغَهُ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ لَقِيَهُ فَسَمِعَهُ مِنْهُ وَنَبَّهَ بِالتَّعْلِيقِ الْآخَرِ عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الَّذِي أُهْمِلَ فِي رِوَايَتِهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الَّذِي بُيِّنَ فِي رِوَايَةِ رَفِيقِهِ وَالتَّعْلِيقُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَصَلَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَنهُ وَأخرجه بن حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِهِ وَلَفْظُهُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ فَعُلِمَ أَنَّهُ مَا أَرَادَ إِلَّا أَصْلَ الْحَدِيثِ وَالْمُرَادُ بِالنَّاسِ هُنَا الْمُسْلِمُونَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَوْصُولِ فَهُمُ النَّاسُ حَقِيقَةً عِنْدَ الْإِطْلَاقِ لِأَنَّ الْإِطْلَاقَ يُحْمَلُ عَلَى الْكَامِلِ وَلَا كَمَالَ فِي غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَيُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى عُمُومِهِ عَلَى إِرَادَةِ شَرْطٍ وَهُوَ إِلَّا بِحَقٍّ مَعَ أَنَّ إِرَادَةَ هَذَا الشَّرْطِ مُتَعَيِّنَةٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ لِمَا قَدَّمْتُهُ مِنِ اسْتِثْنَاءِ إِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى الْمُسْلِمِ وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم

وَرِوَايَة مُحَمَّد بن يُوسُف عَن سُفْيَان كَذَا رويناها فِي تَفْسِيره تَفْسِير آل عمرَان رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ فِي قصَّة أبي طَلْحَة وَصلهَا الْمُؤلف فِي الزَّكَاة وَرِوَايَة روح بن عبَادَة رَوَاهَا أَحْمد فِي مُسْنده عَنهُ وَقد تقدم رِوَايَة إِسْحَاق بن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ وَصلهَا الطَّبَرَانِيّ ومتابعة عبد الرَّزَّاق عَن بن جريج وَصلهَا بن جرير سُورَة النِّسَاء مُتَابعَة سعيد عَن بن عَبَّاس وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْوَصَايَا وَرِوَايَة اللَّيْث عَن أبي الْأسود وَصلهَا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط سُورَة الْمَائِدَة رِوَايَة وَكِيع عَن سُفْيَان وَصلهَا أَحْمد وَإِسْحَاق فِي مسنديهما وَرِوَايَة النَّضر عَن شُعْبَة وَصلهَا أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج وَرِوَايَة روح عَنهُ وَصلهَا الْمُؤلف فِي الرقَاق وَرِوَايَة أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب وَصلهَا الْمُؤلف فِي المناقب وَرِوَايَة بن الْهَاد وَصلهَا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط سُورَة الْأَنْعَام زِيَادَة يزِيد بن هَارُون عَن الْعَوام وَصلهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ وَرِوَايَة مُحَمَّد بن عبيد وَصلهَا الْمُؤلف فِي التَّفْسِير بعد وَرِوَايَة سهل بن يُوسُف وَصلهَا الْمُؤلف فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء وَرِوَايَة أبي عَاصِم عَن عبد الحميد بن جَعْفَر تقدم الْكَلَام عَلَيْهَا فِي الْبيُوع وَأَن أَحْمد رَوَاهُ عَنهُ سُورَة الْأَعْرَاف رِوَايَة عبد الله بن براد عَن أبي أُسَامَة لم أَقف عَلَيْهَا سُورَة الْأَنْفَال رِوَايَة معَاذ عَن شُعْبَة لم أَقف عَلَيْهَا سُورَة بَرَاءَة رِوَايَة أَحْمد بن شبيب فِي أول الزَّكَاة وَرِوَايَة اللَّيْث حَدثنِي عقيل فِي النَّاسِخ والمنسوخ لأبي دَاوُد ومتابعة عُثْمَان بن عمر رَوَاهَا أَحْمد وَإِسْحَاق فِي مسنديهما عَنهُ وَرِوَايَة اللَّيْث عَن يُونُس وَصلهَا الْمُؤلف فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَرِوَايَة اللَّيْث عَن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد وَصلهَا الْبَغَوِيّ فِي مُعْجَمه وَرِوَايَة مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَصلهَا الْمُؤلف فِي التَّوْحِيد وَرِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه وَصلهَا أَبُو يعلى وبن أبي دَاوُد فِي الْمَصَاحِف وَرِوَايَة أبي ثَابت وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْأَحْكَام سُورَة هود رِوَايَة شَيبَان عَن قَتَادَة حَدثنَا صَفْوَان تَأتي فِي التَّوْحِيد سُورَة يُوسُف مُتَابعَة أبي أُسَامَة وَصلهَا الْمُؤلف فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء سُورَة الْإِسْرَاء رِوَايَة يَعْقُوب عَن بن أخي بن شهَاب فِي الزهريات وَمن طَرِيقه قَاسم فِي الدَّلَائِل وَقد رَوَاهَا أَحْمد بن يَعْقُوب عَن أَبِيه فليعقوب فِيهِ إسنادان زِيَادَة الْأَشْجَعِيّ رويناها فِي تَفْسِير الثَّوْريّ رِوَايَته عَنهُ سُورَة مَرْيَم رِوَايَة الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش وَصلهَا الْمُؤلف بعد بَاب وَرِوَايَة شُعْبَة وَصلهَا بعد بَابَيْنِ وَرِوَايَة حَفْص وَهُوَ بن غياث وَصلهَا فِي الْإِجَارَة وَرِوَايَة أبي مُعَاوِيَة أخرجهَا أَحْمد وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَرِوَايَة وَكِيع وَصلهَا الْمُؤلف مَعَ حَدِيث شُعْبَة وَزِيَادَة الْأَشْجَعِيّ رويناها فِي تَفْسِير الثَّوْريّ رِوَايَته عَنهُ سُورَة الْحَج رِوَايَة أبي أُسَامَة عَن الْأَعْمَش وَصلهَا الْمُؤلف فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء وَرِوَايَة جرير وَصلهَا فِي الرقَاق وَرِوَايَة عِيسَى بن يُونُس أخرجهَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَنهُ وَرِوَايَة أبي مُعَاوِيَة وَصلهَا مُسلم وَالطَّبَرَانِيّ وَرِوَايَة سُفْيَان عَن أبي هَاشم وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْمَغَازِي سُورَة النُّور رِوَايَة أبي أُسَامَة فِي قصَّة الْإِفْك أخرجهَا أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده عَنهُ وَرِوَايَة أَحْمد بن شبيب عَن أَبِيه وَصلهَا بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره سُورَة الشُّعَرَاء رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن طهْمَان وَصلهَا النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من طَرِيقه ومتابعة أصبغ مَضَت فِي الْوَصَايَا سُورَة السَّجْدَة رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة وَصلهَا أَبُو عبيد فِي فَضَائِل الْقُرْآن لَهُ عَنهُ وَمُسلم وبن مَاجَهْ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ سُورَة الْأَحْزَاب مُتَابعَة مُوسَى بن أعين عَن معمر أخرجهَا النَّسَائِيّ وَرِوَايَة عبد الرَّزَّاق أخرجهَا أَحْمد عَنهُ وَرِوَايَة اللَّيْث عَن يُونُس فِي الزهريات وَكَذَا رِوَايَة أبي سُفْيَان المعمري ومتابعة عباد بن عباد رَوَاهَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ورويناها فِي فَوَائِدِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ رِوَايَةَ أَبِي بكر بن عَليّ الْمروزِي عَنهُ رِوَايَة بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ تَأتي فِي النِّكَاح رِوَايَة أبي صَالح عَن اللَّيْث وَصلهَا بن مرْدَوَيْه

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست