responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 437
نُوحٍ كَانَ إِلَى قَوْمِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ أُرْسِلَ إِلَى غَيْرِهِمْ وَاسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ لِعُمُومِ بَعْثَتِهِ بِكَوْنِهِ دَعَا عَلَى جَمِيعِ مَنْ فِي الْأَرْضِ فَأُهْلِكُوا بِالْغَرَقِ إِلَّا أَهْلَ السَّفِينَةِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَيْهِمْ لَمَا أُهْلِكُوا لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ أَوَّلُ الرُّسُلِ وَأُجِيبَ بِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ فِي أَثْنَاءِ مُدَّةِ نُوحٍ وَعَلِمَ نُوحٌ بِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا فَدَعَا عَلَى مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ مِنْ قَوْمِهِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ فَأُجِيبَ وَهَذَا جَوَابٌ حَسَنٌ لَكِنْ لَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ نُبِّئَ فِي زَمَنِ نُوحٍ غَيْرُهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الْخُصُوصِيَّةِ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ بَقَاءَ شَرِيعَتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَنُوحٌ وَغَيْرُهُ بِصَدَدِ أَنْ يُبْعَثَ نَبِيٌّ فِي زَمَانِهِ أَوْ بَعْدَهُ فَيَنْسَخَ بَعْضَ شَرِيعَتِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ دُعَاؤُهُ قَوْمَهُ إِلَى التَّوْحِيدِ بَلَغَ بَقِيَّةَ النَّاسِ فَتَمَادَوْا عَلَى الشِّرْكِ فَاسْتَحَقُّوا الْعِقَابَ وَإِلَى هَذَا نَحَا بن عَطِيَّةَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ هُودٍ قَالَ وَغَيْرُ مُمْكِنٍ أَنْ تَكُونَ نُبُوَّتُهُ لَمْ تَبْلُغِ الْقَرِيبَ والبعيد لطول مدَّته وَوَجهه بن دَقِيقِ الْعِيدِ بِأَنَّ تَوْحِيدَ اللَّهِ تَعَالَى يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا فِي حَقِّ بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنْ كَانَ الْتِزَامُ فُرُوعِ شَرِيعَتِهِ لَيْسَ عَامًّا لِأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ قَاتَلَ غَيْرَ قَوْمِهِ عَلَى الشِّرْكِ وَلَوْ لَمْ يَكُنِ التَّوْحِيدُ لَازِمًا لَهُمْ لَمْ يُقَاتِلْهُمْ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ عِنْدَ إِرْسَالِ نُوحٍ إِلَّا قَوْمُ نُوحٍ فَبَعْثَتُهُ خَاصَّةٌ لِكَوْنِهَا إِلَى قَوْمِهِ فَقَطْ وَهِيَ عَامَّةٌ فِي الصُّورَةِ لِعَدَمِ وُجُودِ غَيْرِهِمْ لَكِنْ لَوِ اتَّفَقَ وُجُودُ غَيْرِهِمْ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَيْهِمْ وَغَفَلَ الدَّاوُدِيُّ الشَّارِحُ غَفْلَةً عَظِيمَةً فَقَالَ قَوْلُهُ لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ يَعْنِي لَمْ تُجْمَعْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ لِأَنَّ نُوحًا بُعِثَ إِلَى كَافَّةِ النَّاسِ وَأَمَّا الْأَرْبَعُ فَلَمْ يُعْطَ أَحَدٌ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ وَكَأَنَّهُ نَظَرَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَغَفَلَ عَنْ آخِرِهِ لِأَنَّهُ نَصَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُصُوصِيَّتِهِ بِهَذِهِ أَيْضًا لِقَوْلِهِ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَكَانَ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَخْ قَوْلُهُ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ زَادَ أَبُو أُمَامَةَ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِي أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ قَوْلُهُ مَسِيرَةَ شَهْرٍ مَفْهُومُهُ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ لِغَيْرِهِ النَّصْرُ بِالرُّعْبِ فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ وَلَا فِي أَكْثَرَ مِنْهَا أَمَّا مَا دُونَهَا فَلَا لَكِنَّ لَفْظَ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فَالظَّاهِرُ اخْتِصَاصُهُ بِهِ مُطْلَقًا وَإِنَّمَا جَعَلَ الْغَايَةَ شَهْرًا لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ بَلَدِهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ أَعْدَائِهِ أَكْثَرُ مِنْهُ وَهَذِهِ الْخُصُوصِيَّةُ حَاصِلَةٌ لَهُ عَلَى الْإِطْلَاقِ حَتَّى لَوْ كَانَ وَحْدَهُ بِغَيْرِ عَسْكَرٍ وَهَلْ هِيَ حَاصِلَةٌ لِأُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ فِيهِ احْتِمَالٌ قَوْلُهُ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا أَيْ مَوْضِعَ سُجُودٍ لَا يَخْتَصُّ السُّجُودُ مِنْهَا بِمَوْضِعٍ دُونَ غَيْرِهِ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَجَازًا عَنِ الْمَكَانِ الْمَبْنِيِّ لِلصَّلَاةِ وَهُوَ مِنْ مَجَازِ التَّشْبِيهِ لِأَنَّهُ لَمَّا جَازَتِ الصَّلَاةُ فِي جَمِيعِهَا كَانَت كالمسجد فِي ذَلِك قَالَ بن التِّين قِيلَ الْمُرَادُ جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَجُعِلَتْ لِغَيْرِي مَسْجِدًا وَلَمْ تُجْعَلْ لَهُ طَهُورًا لِأَنَّ عِيسَى كَانَ يَسِيحُ فِي الْأَرْضِ وَيُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ كَذَا قَالَ وَسَبَقَهُ إِلَى ذَلِكَ الدَّاوُدِيُّ وَقِيلَ إِنَّمَا أُبِيحَتْ لَهُمْ فِي مَوْضِعٍ يَتَيَقَّنُونَ طَهَارَتَهُ بِخِلَافِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَأُبِيحَ لَهَا فِي جَمِيعِ الْأَرْضِ إِلَّا فِيمَا تَيَقَّنُوا نَجَاسَتَهُ وَالْأَظْهَرُ مَا قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَهُوَ أَنَّ مَنْ قَبْلَهُ إِنَّمَا أُبِيحَتْ لَهُمُ الصَّلَوَاتُ فِي أَمَاكِنَ مَخْصُوصَةٍ كَالْبِيَعِ وَالصَّوَامِعِ وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِلَفْظِ وَكَانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِي كَنَائِسِهِمْ وَهَذَا نَصٌّ فِي مَوْضِعِ النِّزَاعِ فَثَبَتَتِ الْخُصُوصِيَّةُ وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّار من حَدِيث بن

النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَن الدُّبَّاء والحنتم فَقَط وَله شَوَاهِد من حَدِيث أنس وَغَيره ع كهمس بن الْحسن التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ من صغَار التَّابِعين قَالَ أَحْمد ثِقَة وَزِيَادَة وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين ثِقَة وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق يهم وَنقل أَن بن أبي معِين ضعفه قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث يسيرَة من رِوَايَته عَن عبد الله بن بُرَيْدَة فَقَط وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ وَالله الْمُوفق خَ كهمس بن الْمنْهَال السدُوسِي الْبَصْرِيّ مُتَأَخّر عَن الَّذِي قبله أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا مَقْرُونا بِمُحَمد بن سَوَاء كِلَاهُمَا عَن سعيد بن أبي عرُوبَة فِي مَنَاقِب عمر وَتكلم فِيهِ مَعَ ذَلِك فَقَالَ كَانَ يُقَال فِيهِ الْقدر وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق يكْتب حَدِيثه ... حرف الْمِيم ع مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ من صغَار التَّابِعين مدنِي مَشْهُور وَثَّقَهُ بن معِين وَالْجُمْهُور وَذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وروى عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ سَمِعت أبي يَقُول وَذكره فِي حَدِيثه شَيْء يروي أَحَادِيث مَنَاكِير قلت الْمُنكر أطلقهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة على الحَدِيث الْفَرد الَّذِي لَا متابع لَهُ فَيحمل هَذَا على ذَلِك وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك الْمدنِي صَدُوق مَشْهُور وَثَّقَهُ بن معِين قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحَدِيث وَلَيْسَ بِحجَّة كَذَا قَالَ بن سعد وَلم يُوَافقهُ على ذَلِك أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى أَرْبَعَة أَحَادِيث ع مُحَمَّد بن بشار الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف ببندار أحد الثِّقَات الْمَشْهُورين روى عَنهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ وبن خُزَيْمَة وَسَماهُ إِمَام أهل زَمَانه والفرهياني والذهلي ومسلمة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَآخَرُونَ وَضَعفه عَمْرو بن عَليّ الفلاس وَلم يذكر سَبَب ذَلِك فَمَا عرجوا على تجريحه وَقَالَ القواريري كَانَ يحيى بن معِين يستضعفه وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَوْلَا سَلامَة فِيهِ لترك حَدِيثه يَعْنِي أَنه كَانَت فِيهِ سَلامَة فَكَانَ إِذا سَهَا أَو غلط يحمل ذَلِك على أَنه لم يتَعَمَّد وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلم يكثر البُخَارِيّ من تَخْرِيج حَدِيثه لِأَنَّهُ من صغَار شُيُوخه وَكَانَ بنْدَار يفتخر بِأخذ البُخَارِيّ عَنهُ كَمَا حكينا ذَلِك فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ ع مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ عَن يحيى بن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ مَحَله الصدْق وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي كتاب الْمُحَاربَة من سنَنه لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي كتاب الْمَغَازِي وَهُوَ حَدِيثه عَن بن جريج عَن عَطاء عَن جَابر ذكره فِي موضِعين وَقَالَ فِي الصَّلَاة قَالَ بكر بن خلف حَدثنَا مُحَمَّد بن بكر عَن عُثْمَان بن أبي رواد فَذكر حَدِيثا تَابعه عَلَيْهِ عِنْده أَبُو عُبَيْدَة الْحداد عَن عُثْمَان وعلق لَهُ آخر فِي الْحَج قَالَ فِيهِ وَقَالَ مُحَمَّد بن بكر عَن بن جريج فَذكر حَدِيثا كَانَ أخرجه عَن مكي بن إِبْرَاهِيم عَن بن جريج وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّد بن جحادة الْكُوفِي من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة وَتكلم فِيهِ بَعضهم من أجل قَول أبي عوَانَة كَانَ يتشيع قلت روى لَهُ الْجَمَاعَة وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين لَا تعلق لَهما بِالْمذهبِ ع مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمَعْرُوف بغندر أحد الْأَثْبَات المتقنين من أَصْحَاب شُعْبَة اعْتَمدهُ الْأَئِمَّة كلهم حَتَّى قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ هُوَ أحب إِلَيّ من عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فِي شُعْبَة وَقَالَ بن الْمُبَارك إِذا اخْتلف النَّاس فِي شُعْبَة فكتاب غنْدر حكم بَينهم لَكِن قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه عَن غير شُعْبَة وَلَا يحْتَج بِهِ

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست