responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 429
(قَوْلُهُ بَابُ إِذَا رَأَتِ الْمُسْتَحَاضَةُ الطُّهْرَ)
أَيْ تَمَيَّزَ لَهَا دَمُ الْعِرْقِ مِنْ دَمِ الْحَيْضِ فَسُمِّيَ زَمَنُ الِاسْتِحَاضَةِ طُهْرًا لِأَنَّهُ كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى زَمَنِ الْحَيْضِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ انْقِطَاعَ الدَّمِ وَالْأَوَّلُ أَوْفَقُ لِلسِّيَاقِ قَوْلُهُ قَالَ بن عَبَّاسٍ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَلَوْ سَاعَةً قَالَ الدَّاوُدِيُّ مَعْنَاهُ إِذَا رَأَتِ الطُّهْرَ سَاعَةً ثُمَّ عَاوَدَهَا دَمٌ فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَالتَّعْلِيقُ الْمَذْكُورُ وَصَلَهُ بن أَبِي شَيْبَةَ وَالدَّارِمِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَنَسِ بْنِ سِيرِين عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْمُسْتَحَاضَةِ فَقَالَ أَمَّا مَا رَأَتِ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ فَلَا تُصَلِّي وَإِذَا رَأَتِ الطُّهْرَ وَلَوْ سَاعَةً فَلْتَغْتَسِلْ وَتُصَلِّي وَهَذَا مُوَافِقٌ لِلِاحْتِمَالِ الْمَذْكُورِ أَوَّلًا لِأَنَّ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ هُوَ دَمُ الْحَيْضِ قَوْلُهُ وَيَأْتِيهَا زَوْجُهَا هَذَا أثر آخر عَن بن عَبَّاسٍ أَيْضًا وَصَلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنْهُ قَالَ الْمُسْتَحَاضَةُ لَا بَأْسَ أَنْ يَأْتِيَهَا زَوْجُهَا وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ كَانَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ تُسْتَحَاضُ وَكَانَ زَوْجُهَا يَغْشَاهَا وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ عِكْرِمَةُ سَمِعَهُ مِنْهَا قَوْلُهُ إِذَا صَلَّتْ شَرْطٌ مَحْذُوفُ الْجَزَاءِ أَوْ جَزَاؤُهُ مُقَدَّمٌ وَقَوْلُهُ الصَّلَاةُ أَعْظَمُ أَيْ مِنَ الْجِمَاعِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا بَحْثٌ مِنَ الْبُخَارِيِّ أَرَادَ بِهِ بَيَانَ الْمُلَازَمَةِ أَيْ إِذَا جَازَتِ الصَّلَاةُ فَجَوَازُ الْوَطْءِ أَوْلَى لِأَنَّ أَمْرَ الصَّلَاةِ أَعْظَمُ مِنْ أَمْرِ الْجِمَاعِ وَلِهَذَا عَقَّبَهُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ الْمُخْتَصَرِ مِنْ قِصَّةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ الْمُصَرَّحِ بِأَمْرِ الْمُسْتَحَاضَةِ بِالصَّلَاةِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ مَبَاحِثُهُ فِي بَاب الاستحاضه وَزُهَيْر الْمَذْكُور هُنَا هُوَ بن مُعَاوِيَةَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِهِ تَامًّا وَأَشَارَ الْبُخَارِيُّ بِمَا ذَكَرَ إِلَى الرَّدِّ عَلَى مَنْ مَنَعَ وَطْءَ الْمُسْتَحَاضَةِ وَقد نَقله بن الْمُنْذِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَكَمِ وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَمَا اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى الْجَوَازِ ظَاهِرٌ فِيهِ وَذَكَرَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ أَنَّ قَوْلَهُ الصَّلَاةُ أَعْظَمُ من بَقِيَّة كَلَام بن عَبَّاس وَعَزاهُ إِلَى تَخْرِيج بن أَبِي شَيْبَةَ وَلَيْسَ هُوَ فِيهِ نَعَمْ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالدَّارِمِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ الْمُسْتَحَاضَةِ أتجامع قَالَ الصَّلَاة أعظم من الْجِمَاع قَوْلُهُ بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاءِ وَسُنَّتِهَا أَيْ سُنَّةِ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا

[332] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ تَقَدَّمَ أَنَّهُ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ وَاسْمُهُ الصَّباح وَقيل أَن أَحْمد هُوَ بن عُمَرَ بْنِ أَبِي سُرَيْجٍ فَكَأَنَّهُ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ قَوْلُهُ أَنَّ امْرَأَةً هِيَ أُمُّ كَعْبٍ سَمَّاهَا مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الصَّحَابَةِ أَنَّهَا أَنْصَارِيَّةٌ قَوْلُهُ مَاتَتْ فِي بَطْنٍ أَيْ بِسَبَبِ بَطْنٍ يَعْنِي الْحَمْلَ وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ قَالَ بن التَّيْمِيِّ قِيلَ وَهِمَ الْبُخَارِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ فَظَنَّ أَنَّ قَوْلَهُ مَاتَتْ فِي بَطْنٍ مَاتَتْ فِي الْوِلَادَةِ قَالَ وَمَعْنَى مَاتَتْ فِي بَطْنٍ مَاتَتْ مَبْطُونَةً قُلْتُ بَلِ الْمُوَهِّمُ لَهُ هُوَ الْوَاهِمُ فَإِنَّ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ كِتَابِ الْجَنَائِزِ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا وَكَذَا لِمُسْلِمٍ قَوْلُهُ فَقَامَ وَسَطَهَا بِفَتْحِ السِّينِ فِي روايتنا وَكَذَا ضَبطه بن التِّينِ وَضَبَطَهُ غَيْرُهُ بِالسُّكُونِ

أمةإلا كَانَ لَهَا حبر وَإِن مولى هَذَا كَانَ حبر هَذِه الْأمة وَقَالَ جرير عَن مُغيرَة قيل لسَعِيد بن جُبَير تعلم أحدا أعلم مِنْك قَالَ نعم عِكْرِمَة وَقَالَ قَتَادَة كَانَ أعلم التَّابِعين أَرْبَعَة فَذكره فيهم قَالَ وَكَانَ أعلمهم بالتفسير وَقَالَ معمر عَن أَيُّوب كنت أُرِيد أَن أرحل إِلَى عِكْرِمَة فَإِنِّي لفي سوق الْبَصْرَة إِذْ قيل لي هَذَا عِكْرِمَة فَقُمْت إِلَى جنب حِمَاره فَجعل النَّاس يسألونه وَأَنا أحفظ وَقَالَ حَمَّاد بن زيد قَالَ لي أَيُّوب لَو لم يكن عِنْدِي ثِقَة لم أكتب عَنهُ وَقَالَ يحيى بن أَيُّوب سَأَلَني بن جريج هَل كتبتم عَن عِكْرِمَة قلت لَا قَالَ فاتكم ثلث الْعلم وَقَالَ حبيب بن الشهبد كنت عِنْد عَمْرو بن دِينَار فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت مثل عِكْرِمَة قطّ وَقَالَ سَلام بن مِسْكين كَانَ عِكْرِمَة من أعلم النَّاس بالتفسير وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ خُذُوا التَّفْسِير من أَرْبَعَة فَبَدَأَ بِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ أحد من أَصْحَابنَا إِلَّا احْتج بِعِكْرِمَةَ وَقَالَ جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ عَن بن معِين إِذا رَأَيْت إنْسَانا يَقع فِي عِكْرِمَة فاتهمه على الْإِسْلَام وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ قلت لِابْنِ معِين أَيّمَا أحب إِلَيْك عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس أَو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنهُ قَالَ كِلَاهُمَا وَلم يخْتَر فَقلت فعكرمة أَو سعيد بن جُبَير قَالَ ثِقَة وثقة وَلم يخْتَر وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي التَّمْيِيز وَغَيره ثِقَة وَتقدم تَوْثِيق أبي حَاتِم وَالْعجلِي وَقَالَ الْمروزِي قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل يحْتَج بحَديثه قَالَ نعم وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي أجمع عَامَّة أهل الْعلم على الِاحْتِجَاج بِحَدِيث عِكْرِمَة وَاتفقَ على ذَلِك رُؤَسَاء أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ من أهل عصرنا مِنْهُم أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو ثَوْر وَيحيى بن معِين وَلَقَد سَأَلت إِسْحَاق عَن الِاحْتِجَاج بحَديثه فَقَالَ عِكْرِمَة عندنَا إِمَام أهل الدُّنْيَا وتعجب من سُؤَالِي إِيَّاه قَالَ وَحدثنَا غير وَاحِد أَنهم شهدُوا يحيى بن معِين وَسَأَلَهُ بعض النَّاس عَن الِاحْتِجَاج بِعِكْرِمَةَ فأظهر التَّعَجُّب وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ كَانَ عِكْرِمَة من أهل الْعلم وَلم يكن فِي موَالِي بن عَبَّاس أغزر علما عَنهُ وَقَالَ بن مَنْدَه قَالَ أَبُو حَاتِم أَصْحَاب بن عَبَّاس عِيَال على عِكْرِمَة وَقَالَ الْبَزَّار روى عَن عِكْرِمَة مائَة وَثَلَاثُونَ رجلا من وُجُوه الْبلدَانِ كلهم رَضوا بِهِ وَقَالَ الْعَبَّاس بن مُصعب الْمروزِي كَانَ عِكْرِمَة أعلم موَالِي بن عَبَّاس وَأَتْبَاعه بالتفسير وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة كَانَ عِكْرِمَة من أثبت النَّاس فِيمَا يروي وَلم يحدث عَمَّن هُوَ دونه أَو مثله أَكثر حَدِيثه عَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بن جرير وَلم يكن أحد يدْفع عِكْرِمَة عَن التَّقَدُّم فِي الْعلم بالفقه وَالْقُرْآن وتأويله وَكَثْرَة الرِّوَايَة للآثار وَأَنه كَانَ عَالما بمولاه وَفِي تقريظ جلة أَصْحَاب بن عَبَّاس إِيَّاه ووصفهم لَهُ بالتقدم فِي الْعلم وَأمرهمْ النَّاس بِالْأَخْذِ عَنهُ مَا بِشَهَادَة بَعضهم تثبت عَدَالَة الْإِنْسَان وَيسْتَحق جَوَاز الشَّهَادَة وَمن ثبتَتْ عَدَالَته لم يقبل فِيهِ الْجرْح وَمَا تسْقط الْعَدَالَة بِالظَّنِّ وَبقول فلَان لمَوْلَاهُ لَا تكذب عَليّ وَمَا أشبهه من القَوْل الَّذِي لَهُ وُجُوه وتصاريف وَمَعَان غير الَّذِي وَجهه إِلَيْهِ أهل الغباوة وَمن لَا علم لَهُ بتصاريف كَلَام الْعَرَب وَقَالَ بن حبَان كَانَ من عُلَمَاء زَمَانه بالفقه وَالْقُرْآن وَلَا أعلم أحدا ذمه بِشَيْء يَعْنِي يجب قبُوله وَالْقطع بِهِ وَقَالَ بن عدي فِي الْكَامِل وَمن عَادَته فِيهِ أَن يخرج الْأَحَادِيث الَّتِي أنْكرت على الثِّقَة أَو على غير الثِّقَة فَقَالَ فِيهِ بعد أَن ذكر كَلَامهم فِي عِكْرِمَة وَلم أخرج هُنَا من حَدِيثه شَيْئا لِأَن الثِّقَات إِذا رووا عَنهُ فَهُوَ مُسْتَقِيم وَلم يمْتَنع الْأَئِمَّة وَأَصْحَاب الصِّحَاح من تَخْرِيج حَدِيثه وَهُوَ أشهر من أَن أحتاج إِلَى أَن أخرج لَهُ شَيْئا من حَدِيثه وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد فِي الكنى احْتج بحَديثه الْأَئِمَّة القدماء لَكِن بعض الْمُتَأَخِّرين أخرج حَدِيثه من حيّز الصِّحَاح احتجاجا بِمَا سَنذكرُهُ ثمَّ ذكر حِكَايَة نَافِع وَقَالَ بن مَنْدَه أما حَال عِكْرِمَة فِي نَفسه فقد عدله أمة من التَّابِعين مِنْهُم زِيَادَة على سبعين رجلا من خِيَار التَّابِعين ورفعائهم وَهَذِه منزلَة لَا تكَاد تُوجد مِنْهُم لكبير أحد من التَّابِعين على أَن من جرحه من الْأَئِمَّة لم يمسك عَن الرِّوَايَة عَنهُ وَلم يسْتَغْن عَن

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست