responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 426
وَثَلَاثِينَ يَوْمًا بِنَاءً عَلَى أَنَّ أَقَلَّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَأَنَّ أَقَلَّ الطُّهْرِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَأَنَّ الْمُرَادَ بِالْقُرْءِ الْحَيْضُ وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ الْقُرْءُ الطُّهْرُ وَأَقَلُّهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَأَقَلُّ الْحَيْضِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ فَتَنْقَضِي عِنْدَهُ فِي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَحْظَتَيْنِ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِقِصَّةِ عَلِيٍّ وَشُرَيْحٍ الْمُتَقَدِّمَةِ إِذَا حَمَلَ ذِكْرَ الشَّهْرِ فِيهَا عَلَى إِلْغَاءِ الْكَسْرِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ هُشَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ فِيهَا بِلَفْظِ حَاضَتْ فِي شَهْرِ أَوْ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا

(قَوْلُهُ بَابُ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ الْحَيْضِ)
يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى الْجَمْعِ بَيْنَ حَدِيثِ عَائِشَةَ الْمُتَقَدِّمِ فِي قَوْلِهَا حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءِ وَبَيْنَ حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ الْمَذْكُورِ فِي هَذَا الْبَابِ بِأَنَّ ذَلِكَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا رَأَتِ الصُّفْرَةَ أَوِ الْكُدْرَةَ فِي أَيَّامِ الْحَيْضِ وَأَمَّا فِي غَيْرِهَا فَعَلَى مَا قَالَتْهُ أُمُّ عَطِيَّةَ

[326] قَوْلُهُ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ هوَ بن سِيرِين وَكَذَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيل وَهُوَ بن عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ وَرَوَاهُ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ أخرجه بن مَاجَهْ وَنُقِلَ عَنِ الذُّهْلِيِّ أَنَّهُ رَجَّحَ رِوَايَةَ وُهَيْبٍ وَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ تَصْحِيحِ رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ أَرْجَحُ لِمُوَافَقَةِ مَعْمَرٍ لَهُ وَلِأَنَّ إِسْمَاعِيلَ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ أَيُّوبَ مِنْ غَيْرِهِ وَيُمْكِنُ أَنَّ أَيُّوبَ سَمِعَهُ مِنْهُمَا قَوْلُهُ كُنَّا لَا نَعُدُّ أَيْ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عِلْمِهِ بِذَلِكَ وَبِهَذَا يُعْطَى الْحَدِيثُ حُكْمَ الرَّفْعِ وَهُوَ مَصِيرٌ مِنَ الْبُخَارِيِّ إِلَى أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الصِّيغَةِ تُعَدُّ فِي الْمَرْفُوعِ وَلَوْ لَمْ يُصَرِّحِ الصَّحَابِيُّ بِذِكْرِ زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهَذَا جَزَمَ الْحَاكِمُ وَغَيْرُهُ خِلَافًا لِلْخَطِيبِ قَوْلُهُ الْكُدْرَةُ وَالصُّفْرَةُ أَيِ الْمَاءُ الَّذِي تَرَاهُ الْمَرْأَةُ كَالصَّدِيدِ يَعْلُوهُ اصْفِرَارٌ قَوْلُهُ شَيْئًا أَيْ مِنَ الْحَيْضِ وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا وَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَا تَرْجَمَ بِهِ البُخَارِيّ وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ عِرْقِ الِاسْتِحَاضَةِ)
بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي بَابِ الِاسْتِحَاضَةِ

[327] قَوْلُهُ وَعَنْ عَمْرَةَ يَعْنِي كِلَاهُمَا عَنْ عَائِشَةَ كَذَا للْأَكْثَر وَفِي رِوَايَة أبي الْوَقْت وبن عَسَاكِرَ بِحَذْفِ الْوَاوِ فَصَارَ مِنْ رِوَايَةِ عُرْوَةَ عَنْ عَمْرَةَ وَكَذَا ذَكَرَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ الصُّوفِيَّ حَدَّثَهُمْ بِهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مَعْنٍ وَالْمَحْفُوظُ إِثْبَاتُ الْوَاوِ وَأَنَّ الزُّهْرِيَّ رَوَاهُ عَنْ شَيْخَيْنِ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ كِلَاهُمَا عَنْ عَائِشَةَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُ من طرق عَن بن أَبِي ذِئْبٍ وَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ الْأَوْزَاعِيّ كِلَاهُمَا

إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد بن الْمسيب وَقَالَ إِسْحَاق بن عِيسَى بن الطباع سَأَلت مَالِكًا أبلغك أَن بن عمر قَالَ لنافع لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على بن عَبَّاس قَالَ لَا وَلَكِن بَلغنِي أَن سعيد بن الْمسيب قَالَ ذَلِك لبرد مَوْلَاهُ وَقَالَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زِيَاد دخلت على عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وَعِكْرِمَة مُقَيّد عِنْده فَقلت مَا لهَذَا قَالَ إِنَّه يكذب على أبي وروى هَذَا أَيْضا عَن عبد الله بن الْحَارِث أَنه دخل على عَليّ وَسُئِلَ بن سِيرِين عَنهُ فَقَالَ مَا يسوءني أَن يدْخل الْجنَّة وَلكنه كَذَّاب وَقَالَ عَطاء الخرساني قلت لسَعِيد بن الْمسيب إِن عِكْرِمَة يزْعم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج مَيْمُونَة وَهُوَ محرم فَقَالَ كذب مخبثان وَقَالَ فطر بن خَليفَة قلت لعطاء إِن عِكْرِمَة يَقُول سبق الْكتاب الْخُفَّيْنِ فَقَالَ كذب سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول أَمسَح على الْخُفَّيْنِ وَإِن خرجت من الْخَلَاء وَقَالَ عبد الْكَرِيم الجرزي قلت لسَعِيد بن الْمسيب إِن عِكْرِمَة كره كرى الأَرْض فَقَالَ كذب سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول إِن أمثل مَا أَنْتُم صانعون اسْتِئْجَار الأَرْض الْبَيْضَاء وَقَالَ وهب بن خَالِد كَانَ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ يكذبهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى وَغَيره كَانَ مَالك لَا يرى عِكْرِمَة ثِقَة وَيَأْمُر أَن لَا يُؤْخَذ عَنهُ وَقَالَ الرّبيع قَالَ الشَّافِعِي وَهُوَ يَعْنِي مَالِكًا سيء الرَّأْي فِي عِكْرِمَة قَالَ لَا أرى لأحد أَن يقبل حَدِيث عِكْرِمَة وَقَالَ عُثْمَان بن مرّة قلت للقاسم إِن عِكْرِمَة قَالَ كَذَا فَقَالَ يَا بن أخي إِن عِكْرِمَة كَذَّاب يحدث غدْوَة بِحَدِيث يُخَالِفهُ عَشِيَّة وَقَالَ الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم لقِيت عِكْرِمَة فَسَأَلته عَن البطشة الْكُبْرَى فَقَالَ يَوْم الْقِيَامَة فَقلت إِن عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُود كَانَ يَقُول البطشة الْكُبْرَى يَوْم بدر فبلغني بعد ذَلِك أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ يَوْم بدر وَقَالَ الْقَاسِم بن معن بن عبد الرَّحْمَن حَدثنِي أبي حَدثنِي عبد الرَّحْمَن قَالَ حدث عِكْرِمَة بِحَدِيث فَقَالَ سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقلت يَا غُلَام هَات الدواة قَالَ أعْجبك فَقلت نعم قَالَ تُرِيدُ أَن تكتبه قلت نعم قَالَ إِنَّمَا قلته برأيي وَقَالَ بن سعد قَالَ كَانَ عِكْرِمَة بحرا من البحور وَتكلم النَّاس فِيهِ وَلَيْسَ يحْتَج بحَديثه فَهَذَا جَمِيع مَا نقل عَن الْأَئِمَّة فِي تَكْذِيبه على الْإِبْهَام وَسَنذكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى بَيَان ذَلِك ونصرف وجوهه وَأَنه لَا يلْزم عِكْرِمَة من شَيْء مِنْهُ قدح فِي حَدِيثه فَأَما الْوَجْه الثَّانِي وَهُوَ الطعْن فِيهِ بِرَأْي الْخَوَارِج فَقَالَ بن لَهِيعَة عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيم عُرْوَة كَانَ عِكْرِمَة وَفد على نجدة الحروري فَأَقَامَ عِنْده تِسْعَة أشهر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بن عَبَّاس فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ قد جَاءَ الْخَبيث قَالَ فَكَانَ يحدث بِرَأْي نجدة قَالَ وَكَانَ يَعْنِي نجدة أول من أحدث رَأْي الصفرية وَقَالَ الْجوزجَاني قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل أَكَانَ عِكْرِمَة إباضيا فَقَالَ يُقَال إِنَّه كَانَ صفريا وَقَالَ أَبُو طَالب عَن أَحْمد كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج الصفرية وَعنهُ أَخذ ذَلِك أهل إفريقية وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ يُقَال إِنَّه كَانَ يرى رَأْي نجدة وَقَالَ يحيى بن معِين كَانَ ينتحل مَذْهَب الصفرية وَلأَجل هَذَا تَركه مَالك وَقَالَ مُصعب الزبيرِي كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وَزعم أَن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس كَانَ هُوَ على هَذَا الْمَذْهَب قَالَ مُصعب وَطَلَبه بعض الْوُلَاة بِسَبَب ذَلِك فتغيب عِنْد دَاوُد بن الْحصين إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ خَالِد بن أبي عمرَان الْمصْرِيّ دخل علينا عِكْرِمَة إفريقية وَقت الْمَوْسِم فَقَالَ وددت أَنِّي الْيَوْم بِالْمَوْسِمِ بيَدي حَرْبَة أضْرب بهَا يَمِينا وَشمَالًا وَقَالَ أَبُو سعيد بن يُونُس فِي تَارِيخ الغرباء وبالمغرب إِلَى وقتنا هَذَا قوم على مَذْهَب الإباضية يعْرفُونَ بالصفرية يَزْعمُونَ أَنهم أخذُوا ذَلِك عَن عِكْرِمَة وَقَالَ يحيى بن بكير قدم عِكْرِمَة مصر فَنزل بهَا دَارا وَخرج مِنْهَا إِلَى الْمغرب فالخوارج الَّذين بالمغرب عَنهُ أخذُوا وروى الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور عَن يزِيد النَّحْوِيّ قَالَ كنت قَاعِدا عِنْد عِكْرِمَة فَأقبل مقَاتل بن حَيَّان وَأَخُوهُ فَقَالَ لَهُ مقَاتل يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي نَبِيذ الْجَرّ فَقَالَ عِكْرِمَة هُوَ حرَام قَالَ فَمَا تَقول فِيمَن يشربه قَالَ أَقُول إِن من شربه كفر قَالَ

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست