responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 103
رِوَايَةِ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ وَلَيْسَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ تَخَالُفٌ لِأَنَّ مَا كَانَ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِهِ قَالَ النَّوَوِيُّ بِدَوَامِ الْقَلِيلِ تَسْتَمِرُّ الطَّاعَةُ بِالذِّكْرِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْإِقْبَالِ عَلَى اللَّهِ بِخِلَافِ الْكَثِيرِ الشَّاقِّ حَتَّى يَنْمُوَ الْقَلِيلُ الدَّائِمُ بِحَيْثُ يَزِيدُ عَلَى الْكَثِيرِ الْمُنْقَطِعِ اضعافا كَثِيرَة وَقَالَ بن الْجَوْزِيِّ إِنَّمَا أَحَبَّ الدَّائِمَ لِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّ التَّارِكَ لِلْعَمَلِ بَعْدَ الدُّخُولِ فِيهِ كَالْمُعْرِضِ بَعْدَ الْوَصْلِ فَهُوَ مُتَعَرِّضٌ لِلذَّمِّ وَلِهَذَا وَرَدَ الْوَعِيدُ فِي حَقِّ مَنْ حَفِظَ آيَةً ثُمَّ نَسِيَهَا وَأَن كَانَ قبل حفظهَا لايتعين عَلَيْهِ ثَانِيهُمَا أَنَّ مُدَاوِمَ الْخَيْرِ مُلَازِمٌ لِلْخِدْمَةِ وَلَيْسَ مَنْ لَازَمَ الْبَابَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَقْتًا مَا كَمَنْ لَازَمَ يَوْمًا كَامِلًا ثُمَّ انْقَطَعَ وَزَادَ الْمُصَنِّفُ وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى الله مَا دووم عَلَيْهِ وَإِن قل

(قَوْلُهُ بَابُ زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ)
تَقَدَّمَ لَهُ قَبْلُ بِسِتَّةَ عَشَرَ بَابًا بَابُ تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِي الْأَعْمَالِ وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَنَسٍ الَّذِي أَوْرَدَهُ هُنَا فَتُعُقِّبَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ تَكْرَارٌ وَأُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ الْحَدِيثَ لَمَّا كَانَتِ الزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ فِيهِ بِاعْتِبَارِ الْأَعْمَالِ أَوْ بِاعْتِبَارِ التَّصْدِيقِ تَرْجَمَ لِكُلٍّ مِنَ الِاحْتِمَالَيْنِ وَخَصَّ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ بِالْأَعْمَالِ لِأَنَّ سِيَاقَهُ لَيْسَ فِيهِ تَفَاوُتٌ بَيْنَ الْمَوْزُونَاتِ بِخِلَافِ حَدِيثِ أَنَسٍ فَفِيهِ التَّفَاوُتُ فِي الْإِيمَانِ الْقَائِمِ بِالْقَلْبِ مِنْ وَزْنِ الشَّعِيرَةِ وَالْبُرَّةِ وَالذَّرَّةِ قَالَ بن بَطَّالٍ التَّفَاوُتُ فِي التَّصْدِيقِ عَلَى قَدْرِ الْعِلْمِ وَالْجَهْلِ فَمَنْ قَلَّ عِلْمُهُ كَانَ تَصْدِيقُهُ مَثَلًا بِمِقْدَارِ ذَرَّةٍ وَالَّذِي فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ تَصْدِيقُهُ بِمِقْدَارِ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ إِلَّا أَنَّ أَصْلَ التَّصْدِيقِ الْحَاصِلِ فِي قَلْبِ كُلِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ النُّقْصَانُ وَيَجُوزُ عَلَيْهِ الزِّيَادَةُ بِزِيَادَةِ الْعِلْمِ وَالْمُعَايَنَةِ انْتَهَى وَقَدْ تَقَدَّمَ كَلَامُ النَّوَوِيِّ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ بِمَا يُشِيرُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى وَوَقَعَ الِاسْتِدْلَالُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِنَظِيرِ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْبُخَارِيُّ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنَ الْحِلْيَةِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الرَّقِّيِّ قَالَ قِيلَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ الْإِيمَانُ كَلَامٌ فَقَالَ كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ الْأَحْكَامُ فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ صِدْقَهُمْ أَمَرَهُمْ بِالصَّلَاةِ فَفَعَلُوا وَلَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الْإِقْرَارُ فَذَكَرَ الْأَرْكَانَ إِلَى أَنْ قَالَ فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ مَا تَتَابَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَائِضِ وَقَبُولَهُمْ قَالَ الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ الْآيَةَ فَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ كَسَلًا أَوْ مُجُونًا أَدَّبْنَاهُ عَلَيْهِ وَكَانَ نَاقِصَ الْإِيمَانِ وَمَنْ تَرَكَهَا جَاحِدًا كَانَ كَافِرًا انْتَهَى مُلَخَّصًا وَتَبِعَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ لَهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ إِنَّ بَعْضَ الْمُخَالِفِينَ لَمَّا أُلْزِمَ بِذَلِكَ أَجَابَ بِأَنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ هُوَ مَجْمُوعَ الدِّينِ إِنَّمَا الدِّينُ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ الْإِيمَانُ جُزْء والأعمال جزآن لِأَنَّهَا فَرَائِضُ وَنَوَافِلُ وَتَعَقَّبَهُ أَبُو عُبَيْدٍ

الْمَشْهُور بِفتْحَتَيْنِ والزر وَاحِد والأرار الَّتِي فِي العرى كأزرار الْقَمِيص والحجلة على هَذَا الكلة وَهِي ستر مسجف وَوَقع فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُجْلَةُ مِنْ حُجَلِ الْفَرَسِ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ وقيدوه بِضَم أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَهُوَ الْقَيْد وَبِه سمي حجل الْمَرْأَة بِمَعْنى الخلخال وبكسر أَوله وَفتح ثَانِيه وَقيل هُوَ خطأ لِأَن حجل الْفرس بَيَاض فِي قَوَائِمهَا لَا فِي عينيها وَمِنْه يأْتونَ غرا محجلين وَيُمكن تَوْجِيهه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ زر أَبيض وَوَقع للخطابي بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي وَسَيَأْتِي قَوْله فَجعلت أحجل أَي أقفز على رجل وَاحِدَة وَالِاسْم مِنْهُ الحجل بِالْفَتْح وَيجوز الْكسر ثمَّ السّكُون وَمِنْه يحجل فِي قيوده قَوْله حجمه وَاحْتَجَمَ والمحجم الالة الَّتِي يمص بهَا مَوضِع الْحجامَة قَوْله الْحجُون بِالْفَتْح ثمَّ الضَّم مخففا هُوَ الْجَبَل الَّذِي بِجَانِب مَسْجِد الْعقبَة وَقَالَ الزبيدِيّ هِيَ مَقْبرَة أهل مَكَّة قَوْله بمحجن بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْحَاء وَفتح الْجِيم عَصا معوجة وَقَوله حجنه بِمِحْجَنِهِ أَي نخسه بطرفه قَوْله يُقَال لِلْعَقْلِ حجر وحجا بِكَسْر أَوله مَقْصُور هُوَ من أَسمَاء الْعقل بِمَعْنى الْمعرفَة والتيقظ فصل ح د قَوْله الحداء بِضَم أَوله وَالْمدّ مَهْمُوز هُوَ ضرب من الْغناء تساق بِهِ الْإِبِل قَوْله الحدأة بِالْكَسْرِ وَفتح الدَّال بعْدهَا همزَة طير مَعْرُوف وَيُقَال بِالْقصرِ أَيْضا وَيُقَال لَهُ الحديا بِالضَّمِّ وَتَشْديد الْيَاء والحدياة مثله بِزِيَادَة هَاء فِي آخِره وَالْجمع كَالْأولِ بِلَا هَاء كعنبة وعنب قَوْله من كل حدب يَنْسلونَ قَالَ قَتَادَة أَي أكمة وَقَالَ غَيره هُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض ويظهرون من غليظ الأَرْض ومرتفعها وَالْجمع حداب قَوْله الْحُدَيْبِيَة بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل مَوضِع مَعْرُوف من جِهَة جدة بَينهَا وَبَين مَكَّة عشرَة أَمْيَال قَوْله لَوْلَا حدثان قَوْمك بِكَسْر أَوله وَسُكُون الدَّال أَي قرب عَهدهم قَوْله حدث بِهِ عيب بِفَتْح الدَّال حَيْثُ وَقع إِلَّا فِي قَوْلهم مَا قرب وَمَا حدث فبالضم قَوْله لمن أحدث عَلَيْهِ أَي تغوط وَقَوله مَا لم يحدث فسر فِي الحَدِيث بالفساء والضراط وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ مَا لم يحدث فِيهِ يؤذ فِيهِ وَهُوَ تَفْسِير للْحَدَث فَيحْتَمل الْمَعْنى الْأَعَمّ أَيْضا ولبعضهم بِزِيَادَة أَو بَينهمَا قَوْله من أحدث حَدثا أَي فعل فعلا لَا أصل لَهُ وَالْمرَاد مِمَّا يُخَالف الشَّرْع قَوْله من أمتِي محدثون بِفَتْح الدَّال وتشديدها وَقَرَأَ بن عَبَّاس من نَبِي وَلَا مُحدث قيل المُرَاد يجْرِي الصَّوَاب على ألسنتهم من غير قصد وَقيل المُرَاد الإلهام وَهُوَ فِي مُسلم بِلَفْظ ملهمون قَوْله حداث الْأَسْنَان بِضَم أَوله وَالتَّشْدِيد أَي شباب والحداث أَيْضا الَّذين يتحدثون مثل السمار قَوْله مَا يحدون إِلَيْهِ النّظر أَي يديمون أَو يبالغون قَوْله يستحد بهَا أَي يحلق شعر عانته وَكَذَا تستحد المغيبة قَوْله مازلت أرى حَدهمْ كليلا أَي شدتهم ضَعِيفَة قَوْله أَن تحد على ميت بِالضَّمِّ من الرباعي وَهُوَ الْإِحْدَاد وَمن الثلاثى أَيْضا يُقَال حدت وأحدت وَالْمرَاد الِامْتِنَاع من الزِّينَة وَالطّيب قَوْله فَيحد لي حدا أصل الْحَد الْمَنْع والفصل بَين الشَّيْئَيْنِ والمعني يَمْنعنِي من تجاوزه قَوْله يحادون قَالَ فِي الأَصْل أَي يشاقون وَهِي مفاعلة من المحادة وَكَأن أَصله أَن الْعَدو يلاقى عدوه بِحَدّ السَّيْف أَو أَن كلا مِنْهُمَا يُجَاوز الْحَد فِي الْعَدَاوَة قَوْله ذَات الشَّوْكَة أَي الحدة وَالْمرَاد حِدة الْقُوَّة والظهور قَوْله محدودين أَي ذهب حَدهمْ وقوتهم وَمِنْه أرى حَدهمْ كليلا وَقَوله أدارى مِنْهُ بعض الْحَد أَي شدَّة الْخلق وَمِنْه وَكَانَ رجلا حديدا أَي شَدِيد الْخلق قَوْله على حِدة مِنْهُ بِالْكَسْرِ وَفتح الدَّال مخففا أَي نَاحيَة فصل ح ذ قَوْله مَعهَا حذاؤها بِالْكَسْرِ وَالْمدّ أَي نعلها وَقَوله حذاء الإِمَام أَي بجنبه وَمِنْه حَذْو

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست