نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 22 صفحه : 302
اعْتِرَاض عَلَيْهِ، وَفِيه نظر لَا يخفى، وَالْأَحْسَن أَن يُقَال: فِي بعض طرق هَذَا الحَدِيث أَنه لما أَرَادَ أَن يَدْعُو اسْتقْبل وحول رِدَاءَهُ، وَقد مضى فِي الاسْتِسْقَاء، وَهَذَا الْمِقْدَار كافٍ فِي التطابق على أَنه على رِوَايَة أبي زيد الْمروزِي لَا يحْتَاج إِلَى هَذِه التعسفات.
ووهيب مصغر وهب ابْن خَالِد، وَعَمْرو بن يحيى الْمَازِني الْأنْصَارِيّ، وَعباد بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن تَمِيم الْأنْصَارِيّ الْمَازِني، يروي عَن عَمه عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الْمَازِني.
وَهَذَا الحَدِيث رُوِيَ بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة وَالْمعْنَى مُتَقَارب، وَمضى فِي الاسْتِسْقَاء فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن شُيُوخ كَثِيرَة. وَأخرجه بَقِيَّة الْجَمَاعَة، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
26 - (بابُ دَعوَةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِخادِمِهِ بِطُولِ العُمُرِ وبِكَثْرَةِ مالِهِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي ذكر دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِخَادِمِهِ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ يطول عمره وبكثرة مَاله.
6344 - حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ أبي الأسْوَدِ حَدثنَا حَرَمِيٌّ حَدثنَا شُعْبَة عَن قُتَادَةَ عنْ أنَسٍ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أمِّي: يَا رسولَ الله! خادِمُكَ أنَسٌ أدْعُ الله لَهُ قَالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مالَهُ ووَلَدَهُ وبارِكْ لَهُ فِيما أعْطَيْتَهُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. فَإِن قلت: من أَيْن الظُّهُور وَفِي التَّرْجَمَة ذكر طول الْعُمر. وَلَيْسَ فِي الحَدِيث ذَلِك؟ قلت: قد ذكرنَا فِيمَا مضى أَن قَوْله: (بَارك لَهُ فِيمَا أَعْطيته) يدل على ذَلِك لِأَن الدُّعَاء ببركة مَا أعطي يَشْمَل طول الْعُمر لِأَنَّهُ من جملَة الْمُعْطى، وَقيل: ورد فِي بعض طرق هَذَا الحَدِيث: وأطل حَيَاته، أخرجه البُخَارِيّ فِي: (الْأَدَب الْمُفْرد) من وَجه آخر.
وَعبد الله بن أبي الْأسود هُوَ عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْأسود وَاسم أبي الْأسود حميد بن الْأسود ابْن أُخْت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ وَهُوَ من أَفْرَاد البُخَارِيّ، رَحمَه الله، وحرمي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وبالميم وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف ابْن عمَارَة بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم الْعَتكِي الْبَصْرِيّ.
قَوْله: (أُمِّي) إِمَّا بدل من أم سليم أَو عطف بَيَان، وَاسم أم سليم: الرميصاء.
والْحَدِيث مضى بِمَا فِيهِ من الشَّرْح فِي أَوَائِل: بَاب وصلِّ عَلَيْهِم.