responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 17  صفحه : 146
الله علَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} (الْأَحْزَاب: 23) . فألْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي المُصْحَفِ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن فِي هَذِه الْآيَة: {وَمِنْهُم من قضى نحبه} (الْأَحْزَاب: 23) 0 إِنَّمَا قضوه فِي أحد مِنْهُم أنس بن النَّضر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث السَّابِق، ونزولها فِي أنس بن النَّضر ونظائره من شُهَدَاء أحد، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
وَإِبْرَاهِيم بن سعد ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَابْن شها هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ، وخارجة ضد الدَّاخِلَة ابْن زيد بن ثَابت بن الضَّحَّاك النجاري الْأنْصَارِيّ.
والْحَدِيث مضى فِي الْجِهَاد فِي: بَاب قَول الله تَعَالَى: {من الْمُؤمنِينَ رجال} (الْأَحْزَاب: 23) . فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ من طَرِيقين، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
قَوْله: (فالتمسناها) ، أَي: طلبناها. قَوْله: (مَعَ خُزَيْمَة) ، بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الزَّاي. قَوْله: (مَا عَاهَدُوا الله) ، المعاهدة كَانَت لَيْلَة الْعقبَة على الْإِسْلَام والنصرة، وَقيل: على أَن لَا يَفروا، لأَنهم كَانُوا لم يشْهدُوا بَدْرًا. قَوْله: (نحبه) النحب الْحَاجة، أَي: سهم من قضى عَهده وَحَاجته (وَمِنْهُم من ينْتَظر) أَن يَقْضِيه بِقِتَال وَصدق لِقَاء، وَقيل: من مضى نَذره، وأصل النحب النّذر فاستعير مَكَان الْأَجَل، لِأَنَّهُ وَقع بالنحب، وَكَانَ هُوَ سَببا لَهُ وَكَانَ رجال حلفوا بعد بدر: لَئِن لقوا الْعَدو ليقاتلن حَتَّى يستشهدوا، فَفَعَلُوا فَقتل بَعضهم وَبَعْضهمْ ينْتَظر ذَلِك، وَآخر الْآيَة: {وَمَا بدلُوا تبديلاً} (الْأَحْزَاب: 23) . أَي: مَا غيروا الْعَهْد الَّذِي عَاهَدُوا رَبهم عَلَيْهِ من الصَّبْر وَعدم الْفِرَار. قَوْله: (فألحقناها فِي سورتها) أَي: فألحقنا الْآيَة الْمَذْكُورَة فِي سورتها وَهِي الْأَحْزَاب. قَالَ الْكرْمَانِي: فَإِن قلت: كَيفَ جَازَ إِلْحَاق الْآيَة بالمصحف بقول وَاحِد أَو اثْنَيْنِ، وَشرط كَونه قُرْآنًا التَّوَاتُر؟ قلت: كَانَ متواتراً عِنْدهم، وَإِنَّمَا فقدوا مكتوبيتها فَمَا وجدهَا مَكْتُوبَة إلاَّ عِنْده، وَفِيه أَن الْآيَات كَانَ لَهَا فِي حَيَاة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مقامات مَخْصُوصَة من السُّور.

4050 - حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عنْ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أُحُدٍ رجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ وكانَ أصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً تَقُولُ نُقَاتِلُهُمْ وفِرْقَةً تَقُولُ لاَ نُقَاتِلُهُمْ فنَزَلَتْ: {فَما لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} (النِّسَاء: 88) . وَقَالَ إنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبثَ الفِضِّةِ. (انْظُر الحَدِيث 1884 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك، وَعبد الله بن يزِيد من الزِّيَادَة هُوَ الخطمي، صَحَابِيّ صَغِير. والْحَدِيث مر فِي فضل الْمَدِينَة فِي: بَاب الْمَدِينَة تَنْفِي الْخبث، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن سُلَيْمَان بن حَرْب عَن شُعْبَة ... إِلَخ.
قَوْله: (رَجَعَ نَاس) أَرَادَ بِهِ عبد الله بن أبي بن سلول، وَمن مَعَه فَإِنَّهُ رَجَعَ بِثلث النَّاس، وَقد مر بَيَانه هُنَاكَ وَعَن قريب أَيْضا. قَوْله: (وَكَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فرْقَتَيْن) يَعْنِي: فِي الحكم فِيمَن انْصَرف مَعَ عبد الله بن أبي. قَوْله: (فَنزلت) أَي: هَذِه الْآيَة: {فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين} الْآيَة، هَذَا هُوَ الْأَصَح فِي سَبَب نُزُولهَا، وَقيل: سَبَب نُزُولهَا فِي الَّذين تشاتموا حِين قَالَ عبد الله بن أبي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،: لَا تؤذينا برائحة حِمَارك، وَقَالَ زيد بن أسلم عَن ابْن أسعد بن معَاذ أَنَّهَا نزلت فِي، تَقول الْأَوْس والخزرج فِي شَأْن عبد الله بن أبي حِين استعذر مِنْهُ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، على الْمِنْبَر فِي قَضِيَّة الْإِفْك، وَهَذَا غَرِيب. قَوْله: (وَالله أركسهم) أَي: ردهم وأوقعهم فِي الْخَطَأ، قَالَ ابْن عَبَّاس: أركسهم أَي: أوقعهم، وَقَالَ قَتَادَة: أهلكهم. قَوْله: (بِمَا كسبوا) أَي: بِسَبَب عصيانهم ومخالفتهم الرَّسُول وأتباعهم الْبَاطِل. قَوْله: (إِنَّهَا) ، أَي: الْمَدِينَة، وَهُوَ حَدِيث آخر جَمعهمَا الرَّاوِي، وَقد مر فِي الْحَج قَوْله: (تَنْفِي) المُرَاد من النَّفْي الْإِظْهَار والتمييز، من الذُّنُوب أَصْحَابهَا. قَوْله: (خبث الْفضة) الْخبث بِفتْحَتَيْنِ: مَا تلقيه النَّار من وسخ الْفضة والنحاس وَغَيرهمَا إِذا أذيبت.

18 - (بابٌ)

أَي: هَذَا بَاب، وَقد مر غير مرّة أَن لَفْظَة: بَاب، إِذا ذكر مُجَردا عَن التَّرْجَمَة يكون كالفعل لما قبله، وَهَهُنَا غير مُجَرّد لِأَنَّهُ أضيف إِلَى قَوْله: إِذا هَمت فَتكون الْآيَة تَرْجَمَة، فَافْهَم.

نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 17  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست