responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 16  صفحه : 70
هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشأنِ مُسْلِمُهُمْ تبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ وكافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ. والنَّاسُ مَعَادِنُ خيارُهُمْ فِي الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ فِي الإسْلاَمِ إذَا فَقُهُوا تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أشَدَّ النَّاسِ كَراهِيَةً لِهَذَا الشَّأنِ حتَّى يَقَعَ فِيهِ. (انْظُر الحَدِيث 3943 وطرفه) .

هَذَا طَرِيق آخر لحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُور، رَوَاهُ مُخْتَصرا وَمُطَولًا. والمغيرة هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي الْمَدِينِيّ، وَأَبُو الزِّنَاد عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز.
والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْمَغَازِي عَن القعْنبِي، وَفِيه وَفِي الْفَضَائِل عَن قُتَيْبَة. قَوْله: (النَّاس تبع لقريش) قَالَ الْخطابِيّ: يُرِيد بقوله: تبع لقريش، تَفْضِيلهمْ على سَائِر الْعَرَب وتقديمهم فِي الْإِمَارَة. وَبِقَوْلِهِ: (مسلمهم تبع لمسلمهم) الْأَمر بطاعتهم أَي: من كَانَ مُسلما فليتبعهم وَلَا يخرج عَلَيْهِم، وَأما معنى (كافرهم تبع لكافرهم) ، فَهُوَ إِخْبَار عَن حَالهم فِي مُتَقَدم الزَّمَان، يَعْنِي: أَنهم لم يزَالُوا متبوعين فِي زمَان الْكفْر، وَكَانَت الْعَرَب تقدم قُريْشًا وتعظمهم وَكَانَت دَارهم موسماً، وَلَهُم السدَانَة والسقاية والرفادة يسقون الحجيج ويطعمونهم فحازوا بِهِ الشّرف والرياسة عَلَيْهِم، وَيُرِيد بقوله: (خيارهم إِذا فقهوا) أَن من كَانَت لَهُ مأثرة وَشرف فِي الْجَاهِلِيَّة وَأسلم وَفقه فِي الدّين فقد أحرز مأثرته الْقَدِيمَة وشرفه الثَّابِت إِلَى مَا استفاده من المزية بِحَق الدّين، وَمن لم يسلم فقد هدم شرفه وضيع قديمه، ثمَّ أخبر أَن خِيَار النَّاس هم الَّذين يَجدونَ الْإِمَارَة ويكرهون الْولَايَة حَتَّى يقعوا فِيهَا، وَهَذَا يحْتَمل وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنهم إِذا وَقَعُوا فِيهَا عَن رَغْبَة وحرص زَالَت عَنْهُم محَاسِن الأخيار، أَي: صفة الْخَيْرِيَّة، كَقَوْلِه: من ولي الْقَضَاء فقد ذبح بِغَيْر سكين. وَالْآخر: أَن خِيَار النَّاس هم الَّذين يكْرهُونَ الْإِمَارَة حَتَّى يقعوا فِيهَا، فَإِذا وَقَعُوا فِيهَا وتقلدوها زَالَ معنى الْكَرَاهَة، فَلم يجز لَهُم أَن يكرهوها وَلم يقومُوا بِالْوَاجِبِ من أمورها، أَي: إِذا وَقَعُوا فِيهَا فَعَلَيْهِم أَن يجتهدوا فِي الْقيام بِحَقِّهَا فعْلَ الرَّاغِب فِيهَا غير كَارِه لَهَا.

(بابٌ)
أَي: هَذَا بَاب وَهُوَ كالفصل لما قبله.

7943 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ حدَّثنا يَحْيَى عنْ شُعْبَةَ حدَّثَنِي عَبْدُ المَلِكِ عنْ طاوُوسٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما {إلاَّ الموَدَّةَ فِي القُرْبَى} (الشورى: 32) . قالَ فقالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ قُرْبَى مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْش إلاَّ وفِيهِ قَرَابَةٌ فنَزَلَتْ عَلَيْهِ {إلاَّ أنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ بَينِي وبَيْنَكُم} (الشورى: 32) . (الحَدِيث 7943 طرفه فِي: 8184) .

وَجه ذكر هَذِه عقيب الحَدِيث السَّابِق أَن الْمَذْكُور فِيهِ أَن النَّاس تبع لقريش، وَفِيه تَفْضِيلهمْ على غَيرهم، وَالْمَذْكُور فِي هَذَا أَنه لم يكن بطن من قُرَيْش إلاَّ وَلِلنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِيهِ قرَابَة، فَيَقْتَضِي هَذَا تفضيله على الْكل، وَيحيى هُوَ الْقطَّان، وَعبد الْملك هُوَ ابْن ميسرَة أَبُو زيد الزراد.
وَهَذَا الحَدِيث ذكره فِي التَّفْسِير فِي {حم عسق} (الشورى: 1) . حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن عبد الْملك بن ميسرَة، قَالَ: سَمِعت طاوساً عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن قَوْله: {إلاَّ الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} (الشورى: 32) . فَقَالَ سعيد بن جُبَير: قربى آل مُحَمَّد، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: عجلت، إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن بطن من قُرَيْش إلاَّ كَانَ لَهُ فيهم قرَابَة، فَقَالَ: إلاَّ أَن تصلوا مَا بيني وَبَيْنكُم من الْقَرَابَة. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن ابْن بشار بِهِ، وَقَالَ: حسن صَحِيح. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن غنْدر بِهِ.
قَوْله: {إلاَّ الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} (الشورى: 32) . وَقَبله: {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} (الشورى: 32) . لما أوحى الله تَعَالَى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الْكتاب الشريف، قَالَ: قل لَهُم يَا مُحَمَّد: لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ، أَي: لَا أطلب من هَذَا التَّبْلِيغ المَال والجاه وَلَا نفعا عَاجلا وَلَا مَطْلُوبا حَاضرا لِئَلَّا يتَوَهَّم أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يطْلب من هَذَا التَّبْلِيغ حظاً من الحظوظ، وَعَن قَتَادَة اجْتمع الْمُشْركُونَ فِي مجمع لَهُم، فَقَالَ: بَعضهم لبَعض: أَتَرَوْنَ أَن مُحَمَّدًا يسْأَل على مَا يتعاطاه أجرا؟

نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 16  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست