نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 16 صفحه : 271
هَذَا قِطْعَة من حَدِيث طَوِيل فِي قَضِيَّة الْإِفْك ذكره فِي التَّفْسِير فِي سُورَة النُّور، وَقيل: تَمام هَذِه الْقطعَة: فَقَامَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستعذر يَوْمئِذٍ عَن عبد الله بن أبي بن سلول، قَالَت يَعْنِي عَائِشَة: فَقَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ على الْمِنْبَر: يَا معشر الْمُسلمين {من يعذرني فِي رجل قد بَلغنِي أَذَاهُ فِي أهل بَيْتِي؟ فوَاللَّه مَا علمت على أَهلِي إلاَّ خيرا، وَلَقَد ذكرُوا رجلا مَا علمت عَلَيْهِ إلاَّ خيرا، وَمَا كَانَ يدْخل على أَهلِي إلاَّ معي، فَقَامَ سعد بن معَاذ الْأنْصَارِيّ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله} أَنا أعذرك مِنْهُ إِن كَانَ من الْأَوْس ضربت عُنُقه، وَإِن كَانَ من إِخْوَاننَا من الْخَزْرَج أمرتنا فعلنَا أَمرك. قَالَت: فَقَامَ سعد بن عبَادَة، وَهُوَ سيد الْخَزْرَج، وَكَانَ قبل ذَلِك رجلا صَالحا، وَلَكِن حَملته الحمية: فَقَالَ لسعد: كذبت لعمر الله لَا تقتله وَلَا تقدر على قَتله، فتثاور الْحَيَّانِ: الْأَوْس والخزرج، حَتَّى هموا أَن يقتتلوا ... الحَدِيث، قَوْله: (وَكَانَ) أَي: سعد بن عبَادَة. قَوْله: (قبل ذَلِك) أَي: قبل حَدِيث الْإِفْك، وَظَاهره أَنه لَيْسَ فِي حَدِيث الْإِفْك مثل مَا كَانَ، وَلَكِن لم يكن مرادها الغض مِنْهُ، لِأَن سَعْدا لم يكن مِنْهُ فِي تِلْكَ الْمقَالة إلاَّ الرَّد على سعد بن معَاذ، وَلَا يلْزم مِنْهُ زَوَال تِلْكَ الصّفة عَنهُ فِي وَقت صُدُور الْإِفْك، بل هَذِه الصّفة مستمرة فِيهِ، إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَنَاقِب أبي بن كَعْب بن قس بن عبيد بن زيد بن مُعَاوِيَة بن عَمْرو بن مَالك بن النجار الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، يكنى أَبَا الْمُنْذر، وَأَبا الطُّفَيْل، وَكَانَ من السَّابِقين من الْأَنْصَار، شهد الْعقبَة وَمَا بعْدهَا، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ، وَقيل: قبل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة أظهر مَا يكون، وَهِي منقبة عَظِيمَة لم يُشَارِكهُ فِيهَا أحد من النَّاس، وَهِي قِرَاءَة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن عَلَيْهِ
نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 16 صفحه : 271